|
هل أصلحوا أمورنا.....؟
ضياء الهاشم يقال أن حركة أي مجتمع سياسي لابد من أن تسيرها منظومة أخلاقية حقوقية وهي القانون النافذ في المجتمع والقيادة السياسية التي تخرج من خلال أطر ذلك القانون ووفق أحكامه.ورغم جميع الظروف فلابد من توفر نموذج لتلك القيادة ، حتى مع وجود الحكومات الظالمة التي تتحكم بمصائر الأفراد والمجتمعات.ولان العراق مجتمع لم يعرف العدالة الحقيقية لاستبداد الظلم في جميع عهود تأريخه القديم والمعاصر ، ألا أنه لم يخل بعد تماما من أنموذج القيادة التي أشار إليها حديث الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام:(( إن للّه في أبواب الظلمة من نوّر الله به البرهان ومكّن له في البلاد ، فيدفع بهم عن أوليائه ويصلح بهم أمور المسلمين )). ومن أجل مخاطبة متفقهي السياسة في عراقنا الجديد لغرض تذكيرهم بواجبهم الشرعي لاغير وبالخصوص الشيعة منهم لان أغلبهم متفقه دينيا حسب علمي ، وأخاطبهم هنا لانهم يشكلون الأكثرية لا لأجل التبعية ، ولأنهم الذين انبروا لتحمل آثام الإنسان العادي مثلي بتسنمهم عرش السلطان في حكوماتهم المتلاحقة ، أقول : إذا كانت الوكالة التي يعطيها الفقيه لشخص ما في بلد ما لإنجاز بعض الأمور تزول أو تلغى أو تكون باطلة بموت الفقيه المعطي للوكالة ، فما بال جماعتنا في دولة العهد الجديد لا يخطر ببالهم أن يستبدلوا كبار قوم هدام الذين خدموه طيلة حياتهم ولم يخدموا العراق يوما واحدا مع شاسع الفرق بين الفقيه وشخص مثل الطاغية !!!!! وإذا كان جواب إخواننا المتفقهين في دولة العهد الجديد أن هؤلاء لا ينعزلون تلقائيا فالان وبعد مضي أكثر من أربع سنوات ألا يكفي أن يستمر ظلم الظلمة للعراق وشعبه بعد زوال عهد الظالم ؟! أم انهم تناسوا أن أغلب هؤلاء كانوا من أدوات الظالم التي كانت تقهر وتبطش وتتجبر على الشعب العراقي ليستمر الطاغية بتجبره وغطرسته طيلة عقود من الزمان ظلم بها شعب العراق ؟! وهل أن أصحاب السلطة اليوم يعتبرون أصحاب الوظائف الكبيرة في زمن الطاغية صدام ، قيّمين على الشعب العراقي من قبل حاكما عادلا ولهذا فهم يتولون العراقيين في وظائفهم التي يجب أن لا تلغى مسؤولياتهم فيها حتى بعد الخلاص من حكم من خدموه ؟! وهل أصحاب العقل والفلسفة من مسئولي العهد الجديد ، عجزوا عن إصدار قانون تحل بموجبه كافة صلاحيات ومسؤوليات كبار موظفي العهد القديم وأحالتهم على التقاعد لعدم الحاجة إلى خدماتهم أو لمليء تلك الوظائف بمن ضحى وكان الضحية بالأمس لهؤلاء المسؤولين ، بدلا من أن يستمر الحال على المنوال القديم ويبقى الضحية هو الضحية والجاني هو نفسه ، يتمتع بكل شيء على حساب المجني عليه في كل زمن وعهد ؟! أن مجرد بقاء الكثيرين من سفراء العراق في العهد القديم وبعض المستشارين والآخرين من أصحاب الدرجات الكبيرة في وظائفهم في وزارة الخارجية العراقية بالذات وفي بقية الوزارات الأخرى ، ما هو إلا جريمة أخرى ترتكب بحق هذا الشعب المغلوب على أمره والذي دفع الكثير ولازال يقدم المزيد من التضحيات الجسيمة والتي لم يسمع مثيل لها في أي بقعة من أرض الله الواسعة سوى العراق!!! وأتساءل لماذا هذا الجمود من قبل الاخوة في الدولة والذي هو بمثابة الجحود ونكران الفضل لجهود الجموع التي خرجت في الانتخابات التي لولاها لما تسورتم محراب السلطة وأصبحتم مسؤولين ، أم إنكم تتحكمون ولا تحكمون ؟!! ألا يوجد رجل شجاع يحترم نفسه ليقول ولو نصف الحقيقة لهذا الشعب ليشعر أنكم معه في نفس القارب ؟ أم أنكم ترون أنفسكم خجلة أم محرجين من خوفكم أن تفقدوا ما تنعمتم به ؟!!! أخرجوا طاقاتكم وأنضجوا برامجكم وأساليبكم و ابذلوا غاية جهدكم ومجهودكم لخدمة الناس المسحوقين فاجعلوهم نصب أعينكم وهدفكم ، وإلا فهم سيسحقونكم لا محالة فما بات حاضر هم كما هو ماضيهم !!!! أليس أنكم تدعون أنكم إسلاميين ؟ أما عرفتم أن حكومة الإسلام هي حكومة القانون فلماذا لا تقيموا حكومة القانون تلك بإشاعة روح القانون في كل مجال ، ولماذا لا تجعلوا من المحرومين والمسحوقين أعمدة لتنفيذ القانون ؟ ألا يكفيكم نموذج القذافي في ليبيا حين أعتمد على طلبة الجامعات من الشباب المهذب كجهاز يسير من خلاله قانون محاسبة المفسدين والمثرين على حساب الشعب المغلوب على أمره ؟ لماذا لا تضعوا أيديكم بأيدي الشعب المناضل المجاهد والباحث عن النجاة والحرية من استرقاق المجرمين البعثيين الظلمة ؟!! ثقوا بأنفسكم . فأنكم تمتلكون القدرة اليوم على التدبير وان تنقصكم الجرأة على قول الحقيقة. أليس بقاء المحتل في العراق لا يخدم إلا اجندته التي جاء من اجلها ، فلماذا لا تسرعوا خطواتكم على العمل في اقصار عمر الاحتلال وبقاءه الذي تتبرمون وتعزون كل ضعفكم إليه ؟ وهو و إن كان تشخيصا سليما إن اعترفتم بكامل قواكم العقلية به وسلمتم بأن جميع مشاكل العراق سببها المحتل ، إلا أن العمل لوضع علاجا مناسبا أيظا لكي يبرى العراق هو من أهم واجباتكم فشفائه من جميع الأمراض التي علقت به هو خلاصه من الاحتلال!! أليس المحتل باعترافكم أنتم هو من زرع بذور الفتنة بين أبناء الوطن الواحد وان اختلفت أساليبه ؟ أليس المحتل هو الذي يزرع العبوات الناسفة باعتراف كبار القوم من على شاشات الفضائيات ؟ أليس المحتل هو من قام بزرع كبار البعثيين في مناصب لا يشعرون من خلالها بأنهم مسؤولون حقا أمام الشعب ليشعروا بمسئوليتهم الوطنية التي لا يستطيع أن يرتقي لها من خان الوطن وخدم قاتل الشعب وخانق الوطن يوما من الأيام وحين خاف على حياته وأصبحت مهددة من قبل الطاغية هجر مقر عمله وترك مسئوليته التي لم يفكر بتركها وأنها أضيق بكثير من مسئوليته الوطنية التي تحتم عليه أن يكون خادما للشعب وليس قاتله !!! لا أدري حقا ما يستفيده جلال الطلباني من شخص مثل السامرائي ؟ ولا أدري ما الذي يقدمه الشهواني اليوم للعراق ؟ أو حتى موفق الربيعي من خدمات للعراق والعراقيين وهو لا يعلم أي من دول العالم قد شاركت بتحرير العراق من حكم صدام ومن منها لم يشارك !!! ألا أنهم قد يشتركوا جميعهم في مصلحة واحدة وهي أنهم يخدمون من تعاقدوا معهم ولا يخدموا أبناء وطنهم . ولا أدري ما الذي يقدمه مستشار في وزارة الخارجية العراقية يعمل في إحدى سفارات العراق وهو من طاقم الخارجية البعثي السابق وكم من الأموال تغدقه عليه الحكومة وكل عمله يتمثل بتصفح مواقع الانترنيت ومشاهدة قنوات العالم الفضائية من غرفة مكتبه الواسعة في تلك السفارة وراتبه ومخصصاته وبدل أيجار مسكنه الكبير وتمتعه بسيارة السفارة الحديثة تعادل رواتب مئات العراقيين العاملين في داخل العراق بلا مبالغة وهو الذي كان ولا زال يتنفس برئة بعثية ويتعامل ويتصرف في داخل السفارة بأخلاق البعث المنقرض و لا عجب ففكره ومنهجه طيلة عمره كان التقرير غير السياسي للمؤتمر القطري لحزب البعث الفاشي والمستعصي على أن يكون منحلا رغما عن أنف بريمر وبل حتى أنوفنا على ما يبدو. أخوتي في العملية السياسية لماذا لا تكونوا بمستوى القادة ، بل تكونوا قادة ويستشعر العراقي إنكم قادته ولستم تمثلون قيادة أحزابكم فقط . ألا ترون أن من حق الإنسان الخليجي وليس الأوربي أن يفتخر بقيادته التي وفرت له ليس فقط الرفاهية والعيش بسلام وطمأنينة ، وأنما منحته العزة والرفعة والمكانة بين الشعوب ويجد كل التقدير والاحترام أينما حل في أي دولة من دول العالم .؟! بعد تحرير دولة الكويت قامت وعلى الفور حكومتها بطرد جميع الفلسطينيين الذين أيدوا وباركوا صدام باحتلاله للكويت ، وأحتل أبناء الكويت جميع وظائف الفلسطينيين الذين كانوا لهم دورا كبيرا حتى في المؤسسات الحكومية وليس الشركات أو القطاع الخاص ولم تحصل أزمة في الكويت أو اختناق من جراء إفراغ تلك المؤسسات من العاملين فيها والكويت بلد صغير بكثافته السكانية ، فكيف بالعراق وأهله منتشرين في الخارج في جميع دول العالم وفي الداخل لا يجدون من يأخذ بأيديهم إلى أن يساهموا بفاعلية في خدمة وطنهم وبناءه من جديد لكي لا يتحول الى أنقاض . ويفتخر الأوربي بقيادة لربما لا تحمل نفس توجهاته التي يحملها ويؤمن بها ولكنه يرى من قبلها إنجازات كبيرة لابد من تقديمها على جميع الأصعدة ما يجعله لا يحتاج بل لا يفكر أصلا بالحاجة الى سواها ليقدم خدمات العمالة لها كما نراه حاصل ومستسري بين أبناء وطننا الذين باعوا ضمائرهم قبل وطنهم للأجنبي و لولا عمالتهم تلك لما تدخل الأجنبي في شؤون العراق وأصبح يفرض أجندته ويؤثر على الواقع العراقي ويتحكم بمجريات الأمور وفي جميع شرايين حياته وبكل تفاصيلها وقد يكون هذا بسبب افتقاد مسئولي العراق للحكمة وإلا لو كانت القيادات العراقية تحتوي الجميع لما باع بعض العراقيون وطنهم للأجنبي بسهولة على حساب وطنهم الذي لم يشعروا يوما انهم يمتلكون فيه رأيا أو حتى شبرا أو تربطهم به قيادة تحس بألمهم وتتوجع لوجعهم وتجاهد ليل نهار من أجلهم وأخيرا لابد لي من ذكر مقولة للأمام الخميني رحمه الله قالها قبل أن تتغير أيران على ماهي عليه اليوم وكان يوجه خطابه لمن ارتقوا مسؤولية إدارة شؤون إيران بعد الثورة الشعبية عام 1979 في إيران بقيادته فقد قال :(( عندما تنجحون في القضاء على أجهزة الحكم الجائر ، فستتمكنون يقينا من القيام بمسؤولية إدارة الحكومة وقيادة جماهير الشعب )) وأود هنا أن أذكر أن من قام باعتقالي في الثمانينات في داخل الحرم الجامعي هو شخص تكريتي بعثي في أمن صدام المجرم وليس صدام نفسه ، ومن قام بقتل الملايين من أبناء العراق المجاهدين الشهداء الأبرار ، ليس صدام وحده بل مئات الآلاف من عناصر أجهزته الإجرامية ومن ظمنها تنظيمات حزب البعث الفاشي . والسؤال الأخير لماذا تطوقون العراقي الشريف بشروطكم المجحفة حين يريد التقديم لوظيفة ما يخدم بها وطنه وتستأسدون عليه باحتقاره لعدم حصوله على شهادة جامعية عليا ، أليس من حصل على تلك الشهادة العليا في زمن الطاغية هو من كان ولائه للطاغية ومن لم يكن ولائه مائة بالمائة فهو ممن لم يحصلوا على تزكية من العفالقة لكي يستطيع الحصول على بعثة جامعية وكان الطاغية غير راض عنه فلم يرشح لبعثة ولم يقبل كدارس حتى في داخل العراق لعدم شموله بالسلامة الفكرية كما سموها البعثيين من قبل وهم كانوا من يتحكم بمصائر ومستقبل أبناء العراق الشرفاء وماداموا في وطنهم وكم من عراقي أجبروه حتى على ترك الدراسة بسبب انتماء أخ له للحركات المناهضة والمعارضة لحكم صدام الجائر أو ممن أعدم آبائهم أو إخوانهم أو أمهاتهم وأخواتهم في سبيل العراق فتأتي حكومة العراق في العهد الجديد لتكافئه بالتشرط عليه لتعجزه كما أعجزه عنه صدام وجلاوزته من قبل.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |