|
حكومة التكنوقراط
عدنان الجعفري / مؤسسة اليوم الموعود الثقافية / النجف الاشرف لا شك إن المحاصصة الحزبية في العراق قد لعبت دوراً سلبياً وعلى مدى السنوات الأربع الماضية مما جعل الحكومات المتعاقبة ابتداءً من مجلس الحكم ومروراً بحكومة علاوي وحكومة الائتلاف وانتهاءاً بالحكومة المنتخبة ,تأخذ طابع المحاصصة والمحسوبيات واصبح ذلك مشاعاً بين الناس وتتناقله الأخبار بل حتى المقاهي والتجمعات. ولعل هذا الأسلوب الغير منتظم سبب في إخفاق مؤسسات الدولة التي لم تنهض بمستوى الطموح لابناء الشعب والتخفيف عن معاناتهم وإسعادهم ورفع المستوى الاقتصادي والثقافي والخدمي لهم . فكان رئيس الوزراء للحكومة يتعرض لضغوطات من الحزب الفلاني أو الجهة الفلانية كما إن رئيس الحكومة مكبل بسلاسل التعهدات والمحسوبيات , فهو يرى إخفاق وزيراً ما ولا يستطيع أن ينّحيه عن منصبه لاجل أن لا يغضب الحزب الذي ينتمي له الوزير وإذا أراد أن يقصيه فهذا يعد انتهاكاً للمعاهدة والصفقة التي اتفقوا عليها,كما إن اللذين استلموا المناصب لا يمتلكون مؤهلات لادارة شؤون الوزارة لولا الكفاءات الموجودة في الوزارة واللذين يمتلكون خبرة في العمل وعلى مختلف الأصعدة وخاصة خبرة (الحواسم) وهذا من تراكمات ومخلفات اللانظام البائد الذي كان يضع وزيراً لا يجيد المصطلحات العلمية المحدودة في اختصاص وزارته ولعل قصة وزير الصناعة والمعادن في حكومة الهدام خير دليل على ذلك . أما اليوم فنرى آلية اختيار الوزير لا تخضع لقاعدة الخبرة والاختصاص فمثلاً يصبح الدكتور الفلاني وهو اختصاص طب وزيراً أو رئيساً للوزراء ومهندساً للداخلية أو للمالية .....وهكذا وكأن المسألة في غاية البساطة وكما في المثل المصري(( بتاع كّلو)) وتبقى الإخفاقات مستمرة نتيجة عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب إذا لم نأخذ قول الرسول (ص) وهو ما مضمونه (لا ينبغي أن يلدغ المؤمن من جُحرٍ مرتين) نعم فعليكم أن لا تقعوا بنفس الخطأ مرة اخرى أو مرات متكررة . فأن بلدنا العراق يحتاج اليوم إلى حكومة كفاءات لإدارته وفق التخصص العلمي والتقني المناسب كما نحن اليوم بحاجة إلى وزارات تكنوقراط غير قائمة على أساس الانتماء الحزبي والمذهبي وهذا يساعد رئيس الحكومة أن يتعامل بجدية بعيداً عن أنفاس المحاصصة ,فهل يأخذوا رأي المطلب الشعبي يا ترى ؟ فان الحكومة التي تستند إلى الكفاءة في عملها يمكن أن تكون حكومة منقذة للشعب العراقي من مستنقع الحرمان والإهمال وخاصة عندما يمسك زمام الأمور أشخاصا وطنيون يجعلون مصلحة الأمة فوق المصلحة الحزبية والفئوية . وها نحن نوجه صوتنا إلى الائتلاف لنقول لهم إن المشروع( الأمريكي – الصهيوني) يستهدف تسقيط الإسلام والإسلاميين وربما تكونوا انتم الأداة لهذا المشروع ليتم بذلك إسقاط التيارات الإسلامية ,واعلموا إن أي خطأ فكري أو سياسي له علاقة بالإسلام سوف تكونوا أول من يشهر سيفه لمحاربة الإسلام من حيث تعلمون أو لا تعلمون ,وبذلك تصبحون أنفسكم ممن سعى إلى إنجاح وتقوية شوكة التيارات العلمانية والإلحادية على حساب حاكمية الإسلام والإسلاميين الشرفاء . (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |