ما الحكمة من تغيير اسماء المحافظات!!

غفار العراقي

gaffar_1370@yahoo.com

وأنا اتصفح الاخبار في بعض المواقع العراقية ، استوقفني خبر مفاده ان مجلس الوزراء (حفظه الله ورعاه) قد خوّل مجالس المحافظات بتغيير اسماء محافظاتها ان شاءت ذلك ، وبما ان الموقع هو شبكة اخبار الناصرية فالخبر كان حول المحافظة ، فيقول الخبر ان هنالك نقاشات محتدمة وجدل كبير بين رئيس وأعضاء مجلس محافظة ذي قار حول موضوع تغيير اسم المحافظة وما هو الاسم المقترح وكيف ستكون الالية المعمول بها لإجراء خطير وجديد مثل هذا خصوصا وان جميع المواطنين قد تعودوا على اسماء محافظاتهم !

فلست ادري لماذا هكذا قرارات ونحن نسير فوق صفيح ساخن ، فهل سوينا المسائل الحيوية والحساسة والخطرة والتي يتوقف عليها مستقبل البلد والحكومة كالمؤامرات التي تحاك في الخارج من قبل ضعاف النفوس ممن خسروا كل شيء في العراق ، وهل حررنا مدننا المغتصبة من قبل (المسلمين) في دولتهم المزعومة ، وهل انتهت مشكلة المهجرين .

ومن جانب آخر ، هل استطاع ( وزراء المحاصصة ) توفير الخدمات الاساسية للمواطن والتي لا تاخذ حيزا من تفكير المواطن في بلدان اخرى لا تملك خمس ما يمتلكه العراق من خيرات ، هل اوفى وزير الكهرباء بوعوده المتكررة بأنه سيجعل من هذا الصيف ربيعا على العراقيين ، وهل توصل عباقرة وزارة النفط الى حل لنقص الوقود في بلد الوقود ، وهل عمّرت وزارة الاعمار والإسكان شيئا مما خربه المحتل ، وهل يوجد في العراق طريق حيوي سياحي يربط محافظة مع اخرى ولا اقول بين العراق وبلد اخر لان هذا اصبح من الاشياء المستحيلة في زمن العهد الجديد ، وهل هناك مستشفى متكامل يمكن ان يلجأ اليه الرئيس حينما يصاب بوعكة صحية مفاجأة ! والحمد لله هذه الايام اصبحت الوعكات كثيرة وسارية على الكل وليس فقط على سيادة (المام )!

وأريد ان اسأل مجلس الوزراء ورئيسه المحترم ، هل ما تقررونه في اجتماعاتكم تفكرون بنتائجه وتتدارسون عواقبه وردود افعال المواطنين بخصوصه والانتقادات التي ستوجه اليكم من قبل المتصيدين في الماء العكر الذين يتربصون بكم وبكل ما تفعلون ام ان قراراتكم عفوية وطارئة ( ولا اعتقد ذلك ).

فأين وعودكم بإنهاء البطالة في البلد والتي قلنا وقلنا وكررنا القول انها المنبع الرئيس للإرهاب وانتم اعلم بذلك ، وأين وعودكم بالاعمار الكبير الذي ستشهده محافظات العراق بعد الميزانية ( الانفجارية ) التي سمعنا بها اكثر من رؤية ثمارها ، وأين ما هددت به المحافظين الذين لا يقدمون شيئا خلال شهرين من اجتماعك بهم قبل اشهر من انك ستتخذ بحقهم الاجراءات اللازمة وإحالتهم الى لجان تحقيقية فهل اثبتت تلك اللجان ان جميعهم ذوي كفاءات عالية في حين انكم تناقشون هذه الايام اسباب تردي الخدمات !!

اين الامن وأين الاستقرار وأين وصلت عملية التغيير الوزاري وأين وصلت اخبار النواب المتورطون بالإرهاب !

اين كل ذلك يا سيادة رئيس الوزراء المحترم انا لست مع الاقلام التي تريد النيل من هذه الحكومة ومقالاتي السابقة جميعا تشهد انني كنت ولازلت من المدافعين عنها وعن العملية السياسية برمتها ، إلا ان ما يثير وما يغضب وما يجعلنا ننتقد ( لنبني ) هو هذه القرارات الغير متوقعة والمفاجأة والتي للأسف الشديد تأخذ اوقاتا طويلة من مجالس المحافظات في النقاش والدراسة والتحليل – كما سمعنا – واعتقد ان كل ساعة بل كل دقيقة يجب ان تخصص لخدمة المواطن وحل مشاكله والتفكير بكيفية الخروج من هذه الازمات المتصاعدة والتي تهم المواطن اكثر مما يهمه لو كان اسم ذي قار هو الاهوار او البصرة هو شط العرب او كربلاء هي الغاضرية .

وبالمناسبة اقول انه ليس كل الاسماء الحالية هي من تفكير وصياغة وعبقرية القائد الضرورة صدام ، كما انها ليست اسماء مستعارة او غريبة او منتقاة من تفكير مزاجي بل ان اغلبها تاريخي وذو معان تدل على اثر معين وحدث مهم ، فبابل هي اشهر حضارة في تاريخ العراق والبصرة هو اسم تاريخي قديم وذي قار لا يحتاج الى وصف فهي المعركة الخالدة بين المسلمين والفرس وفيها قال الرسول الاعظم ( هذا اول يوم انتصف فيه العرب من العجم ) وليس هذا قول صدام بطبيعة الحال ! وكذا فان اغلب اسماء المحافظات لم يتدخل في صياغتها البعث والبعثيين لأنهم اصغر و اقل بكثير من ان يفقهوا شيئا في التاريخ او الجغرافية او الوطنية او حتى (الفنية)!!

فإذا كنتم تنوون تغيير كل شيء استخدمه صدام فعليكم اولا ان تغيروا اسم العراق فقد كان يسميه العراق العظيم!!

فيا استاذنا المالكي ، الله الله بشعبك ، والله الله بالخدمات العامة ، لان شعبك ملّ الصبر واخشى ان يأتي يوم وينقلب الصبر الى عواصف وأعاصير لا يستطيع وزرائك ولا اعضاء مجالس المحافظات ولا المحافظين من ان يقاوموها لأنك اول من يعلم ان ( الجماهير اقوى من الحكومات دائما ) وادعوك يا ابا اسراء ان تطالع تعليقات المواطنين على مثل هكذا قرارات حتى تعلم ان شعبك مثقف وواع ويعرف الصغيرة من الكبيرة أي بمعنى شعبي ( مفتح باللبن ) لان خبرة ظلم البعث علمته الكثير الكثير وجعلته يفرق بين عدوه وصديقه رغم ان هذه الفترة مشوشة بعض الشيء ورغم ان الظرف الحالي جعل بعضهم يفكر بضبابية قليلا إلا ان شعب العراق وبدون مزايدة هو الاكثر وطنية وإخلاص وكرم وطيبة من بين شعوب العالم اجمع.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com