الطاقه النوويه عند لغة أهل الهور

كريم السماوي / سويسرا ـ زيورخ

kadhem45@hotmail.com

 عندما عقد مؤتمر الطاقة في محافظة النجف الأشرف وحضره عدد كبير من كبار المسؤولين  وعلماء الدين الافاضل . وكان في طليعة المسؤولين السيد عادل عبد المهدي نائب رئيس   الجمهوريه . وكنا ننصت خاشعين الى كلمات الساده المسؤولين . وقد كانت الكلمة الاولى من  نصيب السيد عادل عبد المهدي باعتباره الرجل الاكبر من حيث المسؤوليه في المؤتمر وكما  هو متعارف عليه في القوانين والأعراف . ولقد استبشرنا خيرا بكلمته عن الطاقة النووية  وكان من بين المستمعين وأهمهم أهلنا وأحبتنا أهل الهور . وبما أنهم اي أهل الهور يفتقدون الى الطاقه الكهربائيه منذ خمسة الاف عام تقريبا فهم يتابعون المؤتمر عن طريق اجهزة الراديو ولكن وكما تعلمون أن كلمة الطاقة النوويه هي كلمات جديدةعلى أسماعهم المتعبة التي أتعبتها  سنين القهر والعوز . فأخذ البعض منهم يردد كلمة (الطاقة النبويه ) . واستبشر أهل الهور خيرا وظنوا ان عهد الشيخ البهائي قد عاد من جديد . ذلك الرجل الذي كثر الحديث عنه وعن كراماته  وعلمه وزهده .الذي استطاع ان يسخن وكما يقال ماء البحيرة في ايران على شمعة واحدة . وبقيت  تلك الشمعة مشتعلة الى زمن طويل . لذلك أخذ الناس يتوقعون أن ضغطة واحدة من أحد الازرار في مكتب السيد النائب سيحول ماء الهور الى ثلاث اقسام . ماءا زلالا باردا مصفى . وماءا ساخنا للأستحمام . واخر معتدل يحفظ للثروة السمكية والحيوانية حياتها . وبضغطة اخرى من مكتب السيد النائب الى كوكب الزهره أن تضاعف من وهجها النوراني لتجعل الليل على أهل الهور كأنه الصباح المنبلج . وبذلك تنفس أهلنا في الأهوار الصعداء لسماعهم هذه الانباء الساره .

 فقاموا ببيع فوانيسهم القديمه بأبخس الأثمان على مديرية دائرة الأثار العامه في مدينة الناصريه لتأخذ مكانها بين رفوف المتحف كأحد أفضل الات الطاقة الكهربائيه منذ خمسة الاف سنه مضت  ولما سمع القائمون على كتاب غينست أدخلوه في كتابهم للسبب نفسه . وقامت دائرة الاثار العامه بأهداء عدد من الفوانيس الى المتاحف المصريه لتأخذ مكانها قرب الملك خوفو وتوت عين امون وقد استلمت دائرة الاثار كتب شكر من وزارة الخارجية المصرية وكتاب شكر من اخواننا في  دائرة الاثار المصريه على هذه الهدية الفريدة والقيمة وقد وعدوهم ان يردوا عليهم جميلهم بأقرب فرصة ممكنة . ومر يومان والهور بأهله يمر بظلمة عاتمة لامثيل لها منذ خمسة الاف سنة ولم  تسعفهم تصريحات السيد عادل واكتشفوا بعد حين انهم وقعوا في الفخ . فهرعوا مصبحين مع  تشكيلات أحدى الميليشيات ووقفوا على ابواب دائرة الاثارفي الناصريه يطالبون بأرجاع  فوانيسهم القديمة ولكن ولات حين مناص . لأن وكما تعلمون الأجهزه اصبحت من ممتلكات  دائرة الاثار العامه . وكما يعلم الجميع ان دوائرنا الأثريه محصنه جدا ولا يمكن للطير ان يمر  من فوقها ولا يمكن للأبرة ان تسرق منها . لذلك صعب الامر على المتظاهرين أرجاع فوانيسهم وأخذ المتظاهرون يرددون  (ردونه الفوانيس لو نذبح الجواميس )ووصل الأمر الى وزارة  الزراعه مما زاد الأمر تعقيدا واستنكرت وزارة الزراعة اجراءات حجز الفوانيس وأصدرت

 بيانا حثت فيه دائرة الاثار بأطلاق سراح الفوانيس لان الثروة الحيوانية في الهور تتعرض الى مخاطر حقيقيه .

  ولم تفلح المفاوضات . ووصل الأمر الى المسؤولين في اليونسكو المسؤولة عن المتاحف والاثار  في العالم مما ازداد الأمر تعقيدا . حتى امتدت المظاهرات الى مناطق واسعه من العراق . وقام الأهالي في الهور بأرسال برقيات عاجله الى جميع سكان الأهوار في العالم يطالبونهم بالوقوف الى جنبهم في محنتهم . واستجاب سكان أهوار الصين الى نداء اخوانهم في اهوار العراق ووصل الخبر الى الأخوة في الادارة الأمريكية . فدعا السيد بوش الى اجتماع طارئ ضم كبار أركان حكومته للأطلاع على تفاصيل المصيبة التي سببها السيد عادل بتصريحاتها الأخيره . وقد اتصلت السيده كونداليزا رايس فورا بالسيد عادل وقالت له بالحرف الواحد ( ولك عدولي ليش ماتكعد راحه أحنه وين والطاقه النوويه وين . ولك أحنه ايران مامخلصين منها هنوب تطلعنه انته لكن  شسوي العرك دساس ) واعتذر السيد النائب وقال ( والله ياست ماكنت أقصد لكن شسوي غلطه  وصارت ) .

وللخلاص من هذه المصيبة . وبجهود مضنية من كافة مكاتب السيد الرئيس الأمريكي ونوابه  والأتصال بمنظمة اليونسكو لأطلاق سراح الفوانيس الأثريه  . وقد أعطت الأدارة الامريكيه  الوعود والمواثيق بكفالة السيد كوفي عنان أمين عام المنظمه الدوليه السابق . وقد أقسم السيد بوش  بأغلظ الأيمان من أن الفوانيس ستعود قريبا الى المتاحف الأثرية . لان أهل الهور في رمقهم  الاخير وأنهم معرضون الى الانقراض قريبا لأسباب الجوع والمرض وقلة الدوائر الصحية .

 وبذلك قامت الدوائر المعنية بتسليم الفوانيس والالات (جمع لاله ) الى أصحابها وبذلك انتهت  أزمة الفوانيس وعاد الناس الى مساكنهم وقد اشتعلت فيها الانوار السرمديه وناموا تلك الليلة  وهم في سعادة غامرة . وكأني بصوت شاعرنا الكبير الجواهري يمر على اذانهم وهم نيام  ويقول لهم .

 نامي جياع الشعب نامي  حرستك الهة الطعام  نامي فأن لم تشبعي من يقظة فمن المنام

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com