من يستحق قياده التيار الليبرالى العراقى؟
فاروق الراضى البلداوى
farooqradi@hotmail.com
منذ فتره ليست بالقليله وانا افكر بالكتابه عن هذا الموضوع ولكن الظروف الاستثنائيه والتحديات الكبيره التى تواجه العمليه السياسيه فى العراق ومحاوله البعض فرض اجنده خارجيه على العمليه السياسيه والتاثير على مسارها والقفز عى نتائج الانتخابات والغايه الوصول الى كرسى الحكم حتى ولو على اشلاء الضحايا ونزيف الدماء.
ولكن ما اثار قريحتى للكتابه عن الليبراليه وشجعنى عليه هو انسحاب النائب الدكتور مهدى الحافظ من القائمه العراقيه التى يقودها عراب البعث الجديد القديم اياد علاوى!.
حيث ان الدكتور الحافظ معروف بتوجهاته الليبراليه ولهذا السبب يبرز سوال الى الواجهه مفاده (اذا كان اياد علاوى يمثل التيار الليبرالى اذن لماذا انسحب الحافظ ؟؟؟) علما انه ادعى غياب الشفافيه ؟
وقبل التعليق عن اسباب انسحاب الحافظ لا بد من القول اننا فى العراق الجديد كنا نحلم بتنافس شريف بين التيارات الاسلاميه والليبراليه العراقيه وبصوره شريفه مبتعدين عن الاستعانه بالدول الخارجيه لفرض اجندتها على الواقع العراقى مما يفتح الباب على مصراعيها للتدخل فى الشوؤن الداخليه للعراق وهذا ما قام به اياد علاوى وهو ما يرفضه الجميع .
بالتوازى مع هذا الطرح لا يمكن انكار او نسيان تضحيات الاحزاب والحركات الاسلاميه حيث مئات الالاف من الشهداء على طريق الحريه والتحرير من نظام البعث الساقط ولا يمكن التغاضى عن صولاتهم وجولاتهم ابان الانتفاضه المباركه فى سنه 1991.
اذن اصبحنا امام حقيقه ان للجميع الحق فى الحكم ولكن بالطرق القانونيه وعبر صناديق الاقتراع .
وفى اول انتخابات دستوريه فاز التيار الاسلامى لان الجميع يعلم ان الشارع العراقى شارع متدين وملتزم باوامر وتوجيهات المرجعيه .
وعليه فيجب احترام اراده الشعب فى اختيار حكومته واذا كان الليبراليون يملكون قوه وتاثير فى الشارع العراقى فعليهم التوجه الى الداخل وهذا ما نراه ممثلا بشخص الدكتور احمد الجلبى فعلى الرغم من عدم حصوله على مقعد بمجلس النواب الا انه بقى يعيش بالداخل مع ابناء شعبه مشاركا همومهم ومشاكلهم ومواكبا مسيرتهم الديمقراطيه وهذا ما لم نراه فى توجهات غيره حيث الجولات الاقليميه وعدم حضور اى جلسه لمجلس النواب والتصريحات الرنانه وحياكه الصفقات الطائفيه وغيرها من الاجنده الخارجيه التى يتبناها علاوى .
وعلى هذا الاساس يبرز سوال اخر ( من يستحق قياده التيار الليبرالى العراقى )؟؟.
وسوف نقارن ونجيب من خلال هذه النقاط :
1- من يقود التيار الليبرالى عليه ان يبتعد عن الاصطفافات الطائفيه وهذا لا ينطبق على اياد علاوى لانه يسعى الى اصطفاف طائفى من خلال محاولته التحالف مع اى طرف من اجل الوصول او العوده للحكم (محاولته الاخيره التحالف مع التوافق والمطلك ).
2- من يحاول قياده هذا الخط عليه ان يعمل من الداخل ويكون حاضرا فى بغداد ليعيش معاناه اهل العراق وهذا ما يجسده الدكتور احمد الجلبى على ارض الواقع وبصوره حقيقيه من خلال زياراته لابناءه واخوانه وفى اخطر المناطق فى العراق.
3- التيار الليبرالى المقبول عراقيا يجب ان يحترم اراده العراقيين وتوجهاتهم واحترام رموزهم الدينيه من خلال احترام المرجعيات الدينيه وهذا ما شاهدناه فى شخص الجلبى حيث زياراته المستمره للمراجع العظام وهذا ما لم يجسده علاوى فى اقواله وافعاله .
4- تيار الجلبى مقبول داخليا من خلال ابتعاده عن البعث والبعثيين وعدم المساومه معهم بعكس تيار علاوى المستميت للتحالف مع بقايا البعث وهو ما يجعله غير مقبول من اغلب القواعد الشعبيه .
5- وضوح وصراحه مشروع الجلبى لانه نابع من معاناه العراقيين وهو مشروع شفاف بعكس مشروع علاوى الغامض وغير الشفاف وهذا ما صرح به الحافظ وادى الى انسحابه وهو اعتراف شجاع وصريح ومن احد اعمده المشروع السابقيين .
بقى ان نذكر ان علاوى يمتاز بعلاقات جيده مع الدول الاعرابيه وذلك بسبب توجهاته القوميه وشعارات الامه العربيه البائسه والتى اكل الدهر عليها وشرب .
بعكس الجلبى الذى اهتم بالداخل اكثر من اهتمامه بالخارج وهى نقطه تحسب له وبعدها عليه فكان على الجلبى وهو صاحب الدهاء والاراده السياسيه الفذه ان يتصرف بنفس الطريقه التى يفكر بها العربان فيكسب ودهم ومع ذلك يسخر علاقاته مع هذه الدول لخدمه العراق الجديد ولا زلنا على ثقه بان الجلبى باستطاعته التحرك على بعض الدول العربيه ومنها (الكويت وسوريا والامارات ) وبعض دول الجوار كتركيا وايران وهو ما يجعله فى دائره الضوء والاهتمام من قبل هذه الدول .
وعلى الجهاز الاعلامى فى المؤتمر الوطنى العراقى ومستشارى الجلبى ان ينتبهوا لهذه النقطه وهى ضروره ان يمد الجلبى جسور العلاقه والثقه بينه وبين الدول الاقليميه وضروره تغطيتها اعلاميا حيث نلاحظ ان المؤتمر الوطنى العراقى لا يمتلك قناه فضائيه تعبر عن طموحات ابناء العراق الجديد وهو الذى حرر ابناءهم من جبروت البعث وعصابته .
وبعد كل هذا فمن حق الجميع التنافس على قياده اى تيار ولكن هناك اسباب موضوعيه تجعلنا نجزم بان الدكتور احمد الجلبى يستحق قياده التيار الليبرالى العراقى.