|
اقليم توركمن ايلي صمام امان للامن والاستقرار في العراق الجديد علي توركمن اوغلو من بديهيات السياسة العالمية والمحلية انه في حال عدم حصول حزب ما على اغلبية المقاعد البرلمانية المطلوبة لتشكيل الحكومة فأنه يضطر لقبول التحالف مع حزب اخر ليتسنى له تشكيل الحكومة بتوافق الطرفين . وبهذا يعمل الحزبان المتحالفان اوالاحزاب المتحالفة لتشكيل تلك الحكومة بكل جدية وحسن نية لتعزيز سيطرة تلك الحكومة على امور البلد ، وترسيم السياسة الخارجية التي تؤهل الحفاظ على سيادة تلك الدولة . غير اننا نرى عكس ذلك في العراق الجديد العراق المحرر من الديكتاتورية المقيتة ، ففي خضم التنافس الحزبي لمكونات الحكومة الائتلافية العراقية صرح السيد( ملا بختيار) عضو المكتب السياسي للإتحاد الوطني "ان ضعف السلطة المركزية تدفعهم الى طلب المزيد والمزيد والمزيد من الطموحات غير المقبولة محليا ودوليا" . ان تطرق السيد بختيار الى هذا الموضوع يعني ترسخ أمرين في السياسة العراقية الجديدة:اولاهما، ان الاكراد اليوم يتمتعون بتأسيس اقليم الشمال، حيث يحتفظون بقوات البيشمركة المسلحة ، فضلا عن تشكيل الوزارات والمؤسسات بعيدا عن تدخل السلطة المركزية في امورهم، والدليل على ذلك هو رفعهم علم خاص بهم فوق جميع دوائر الدولة ، رغم اعتراض رئيس الوزراء غير المجدي ، وقيامهم بأبرام عقود تجارية مع الشركات النفطية العالمية بدون المبالاة لما تقرره السلطة المركزية في بغداد ، ولا اود هنا ان اطيل في موضوع سبق وان اسهبت كثيرا في ذكره . والامر الثاني هو الاصرار على تنفيذ المادة 140 حول تطبيع الاوضاع في كركوك حصرا والكلام يعود للسيد بختيار فيقول" بأنهم يستغلون هذه الظروف الحرجة التي يمر بها العراق للضغط على الحكومة المركزية بالموافقة على بنود هذه المادة." وهنا اعلق تعليقا شخصيا لما ذهب اليه السيد بختيار وبعض الساسة التركمان حول اقامة اقليم خاص بمحافظة كركوك .انا شخصيا مع التطبيع ، اذ سبق وان كتبت في هذا الموضوع فيما مضى ، ولكن اليوم اقول واكرر ان التطبيع يعني في اللغة العربية اعادة الامور الى طبيعتها الاولى دون استعمال القوة في تغيرها ، ووفقا لهذا التعريف المشتق لغويا والخالي من المناورات والمغالطات السياسية التي تغمض عينا عن رؤية بعض الحقائق وتفتح العين الاخرى بكل وسعها لرؤية ما تريد رؤيته ، يكون التطبيع شاملا لاعادة كل ما تم تغيره بالقوة في العهد البائد المظلم من تاريخ العراق . اذن لنبدأ بتطبيع الاوضاع من محافظة الموصل فنعيد الحاق مدينة دهوك واقضيتها بمركز محافظة نينوى ونعيد تسميتها بلواء الموصل ، ونلحق مدينة تكريت ببغداد ، والنجف بكربلاء ، وهكذا ... اليس هذا هو التطبيع بعينه ؟ اما ان يتم استغلال هذه المادة والتي نعرف جميعا كيف سحبت من نص المادة 58 من قانون ادارة الدولة المؤقت كما تسحب القذى من العين وكيف استحدثت كمادة خاصة تعالج التطبيع في كركوك لكي يتم الحاقها بأقليم الشمال كخطوة رئيسة وحاسمة في مسيرة اقامة دولة كردستان على ارض توركمن ايلي. اني اقول ويتملكني يقين راسخ بأن الجماهير التركمانية من تلعفر الى مندلي تقول"لا" لهذا النوع من التطبيع. ان تصريحات (ملا بختيار) تكاد تلخص المنظر السياسي العراقي الحالي وتبرز ما ال اليه العراق ، فالمتتبع لمجريات العراق والمراقب المحايد سوف لن يجد صعوبة بالغة في التحليل ليستنتج بان سياسة العراق الجديد تتركز على استنفار كل مؤسسات وموارد الدولة الاقتصادية لخدمة مشاريع وغايات وبرامج اقلية قومية صغيرة تسلطت على مقاليد السلطة في غياب عناصر السياسة العراقية التقليدية التي سحبت لحلبة دامية طويلة من الصراع الحزبي والمذهبي المقيت في دوامة رهيبة مغلقة، ومخلفة فراغا سياسيا هائلا يسعى بختيار وزملائه لملئه ، وامرار مشاريع التجزئة وتقطيع ما شاءوا من الجسد العراقي ( توركمن ايلي) والحاقه بما يشاؤون دون رقيب وحسيب، وفي غفلة من الزمن نحن كتركمان اوضحنا فيما سبق رفضنا لمنطق (ملا بختيار) الذي يعد مثالا واضحا للانتهازية السياسية ، ونموذجا حيا لسياسة فرض الامر الواقع ، كما ننتظر من كافة الاحزاب السياسية العراقية اذا ما كان هدفها بناء عراق مستقر متطور ان تصغي لصوت العقل والحق فتعترف ان التركمان هو المكون الثالث المهم للبنية العرقية العراقية . انني اتوجه بالدعوة للاحزاب القومية العربية والوطنية منها على وجه الخصوص ان تعيد رسم برامجها السياسية فتدخل في حسابات استراتيجياتها هذا المكون المهم (التركمان) والمرتبط في ثقافته القومية بمفهوم العراق الموحد، حيث سيسهم هذا في زيادة حظوظ تلك الاحزاب للوصول لغاياتها يقينا، اما الابقاء على سياسة تهميش التركمان التقليدية والتي اسستها بريطانيا عند احتلالها العراق والتي تبنتها الحكومات العراقية المتعاقبة القومية الطابع ، وكما اوضحت في مقالتي السابقة ، فيعني اطالة عمر معاناة العراقيين والمزيد من الماسي لهذا الشعب المبتلى، وتعميق الهوة بين عراقين اثنين احده يغور في بحرمن الدماء والاخر يتمتع بالهدوء والسكينة ويفتح ذراعيه للفارين من العراق الاخر ليخدموا مؤسسات عراق الشمال... اما كلمتي الاخيرة والتي اريد توجيهها لبعض الساسة التركمان الذين يرفعون شعار تكوين اقليم كركوك فأقول اذا ما اردتم رفع هذا الشعار فأرفعوه عاليا دون تردد واستحياء ودون محاباة لهذا الطرف اوذاك ، لاننا لم نلاحظ في الساحة الساسية العراقية من يحابينا في سياساته . نحن الجماهيرالتركمانية نقول لتكن كركوك اقليما خاصا شريطة ان يكون (رئيس الاقليم من التركمان) وان يشاركنا في الادارة جميع مكونات كركوك من العرب والاكراد والاشوريين ، لايصال سفينة العراق العظيم الى شاطئ الامان بعيدا عن الفوضى والحروب الاهلية. " وكل من يعتبر نفسه ابنا بارا لهذا البلد نطالبه بالاعتراف باقليم كركوك منذ الان "
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |