صد المؤامرات ضد العراق واجب على الجميع ولا سيما التحالف الكردستاني

قيس علي البياتي - واشنطن

kaisaliraq@yahoo.com

أن المتابع للمشهد السياسي يسجّل أن العراق يغرق في الدماء بالارهاب البعثي السلفي الضارب في كثير من المنطاق العراقية، وإذا لم تحدث معجزة، فإنها يمكن أن تتحول إلى فيضان دموي يغرق المنطقة بأنتشار الأرهابيين من العراق الى الدول الأخرى والتي تبدو تباشيرها من انتقال بعض تلك المجاميع المفكرة والارهابية الى لبنان وما قاموا بها من جرائم خير دليل على ما قلناه للمرة الألف وما نقوله الآن ونكرره، لأن هذه المنطقة التي كانت فخورة ذات يوم بتعددها وتنوعها الثقافي من خلال التعدد العرقي والطائفي، أصبحت اليوم مبتلاة بذلك كله، وأصبحت مهددة بوجودها، ووحدتها، وسلامها الوطني الذي دام قروناً طويلة جداً، وأنتج حضارات خالدة !!!
والعراق هو النموذج الذي يجب أن يقرأه الجميع بعمق وحرص ومسؤولية وجدّية، ذلك أن دينامية الأحداث في العراق والفعل ورد الفعل التي نجمت في الأساس عن فعل الأرهاب والأرهابيين معهم الصداميين ومحاولاتهم القاسية لتفكيك النسيج العراقي وتحويل هذا النسيج إلى شواظ من النار الملتهبة.

نحن ما كدنا نتنفس الصعداء ونتنسم القليل من هواء الديمقراطية والخلاص حتى باغتتنا القوى الظلامية الأرهابية السلفبعثية السامة مسبوقة برياح التحريض والتنازع على الطائفية والقومية بدعم مباشر بالمليارات والأسلحة بأنواعها من الحكومات العربية بالخصوص المرتبطة بأجهزة المخابرات العالمية لحقد طائفي وقومي دفين بالضد من إرادة الشعب العراقي بكل مكوناته الحقيقية والتي ظلمت على سنين طويلة بأيدي البعثيين ، فسالت دماء أزهقت ارواح أحترنا في مشاهدتها يوميا على شاشات التلفاز.

هؤلاء الذين قتلوا ويقتلون النفس البريئة وأفسدوا في الأرض وذاقوا أهلها أشد العذاب والظلم ستصلهم عقاب الله وتهلكهم وستكون عاقلة أمرهم السوء والخسران.

نقول أن دينامية الأحداث قد تصل إلى حدود بعيدة، وخاصة أننا في منطقة محقونة بالضعف والتهميش والتجبّر العالمي، منطقة يوجد في مياهها العميقة كل ما يجعلها تتأجج، ولقد جاءت الأرهاب الأعمى بروح انتقامية، واندفعت كثير من الأطراف لتمارس تحت لوائه هذه اللعبة القاسية لتضخيم مناطق النفوذ باستخدام المتفجّر العرقي والطائفي، وهنا نحن نشاهد كيف أن الأمور ذهبت أبعد حتى من خيال الذين خططوا لإطلاق هذا الوحش الطائفي الرهيب.
ان العرب اليوم وبشكل مكشوف أعلنوا حربهم المعلنه على الشعب العراقي المظلوم بعدما تأثروا بالزلزال السياسي الكبيروالذي أودى بسقوط نظام البعث الجائر في العراق ولِما فقدته من إمتيازات كانت تعطى لهذه الدول من قبل النظام البائد على حساب الشعب العراقي حيث عاشت أغلبية الشعب العراقي لأكثر من سبعة قرون متطاولة في ظل الظلم والاستعباد والاضطهاد من الحكومات الظالمة والحاقدة

أن التجربة الديمقراطية الوليدة في العراق التي ينظر إليها بعض الفرقاء الداخليين بعين الريبة فيما تتوجس العديد من الدول الأقليمية منها خوفا من وصول أثارها الى تلك العروش الدكتاتورية المستبدة التي تحكم بالقمع وبالحديد والنار والقتل. وللمرة الأولى في تأريخه تتحد دول الجوار العراقي ساعية لأسقاط تجربته الوليدة بكل ما أوتيت من قوة ومن أقتصاد. حتى تشكل لوبي من هذه الدول يسعون وبكل حقد وروح الأنتقام بضرورة نسف العملية السياسية والدستورية الديمقراطية. ويجد رئيس الوزراء العراقي الأستاذ نوري المالكي نفسه في موقف لايحسد عليه وهو يحاول التوفيق بين مطالب الشعب في إقامة نظام ديمقراطي تعددي عادل وبين المطالب الغير الشرعية المذهبية القومية لدول الجوار المعلنة وغير المعلنة في التنازل عن الأستحقاق الأنتخابي وإلغاء الدستور والعودة بالعراق الى نقطة الصفر والى الدكتاتورية الجديدة المقيتة

وماذا بعد ان تجاوزبعض رؤساء وحكام العرب الخائبين الخائنين لشعوبهم والمترفين لأموال بلدانهم مزدريين كل الأعراف الدولية وكل القيم الأنسانية كشف القناع الى الصفاقة والوقاحة في دعم الأرهاب والأرهابيين والبعثيين لتعطيل العملية السياسية جملة وتفصيلاً.

ان تخطيط المخابرات القمعية في تلك الدول لتشكيل جبهة سياسية تضم أجهزة المخابرات الصدامية البعثية والجحوش الأكراد الذي طالما وقفوا جنبا الى جنب مع المخابرات البعثية لقتل الشعب الكردي والمكونات الأخرى لسنوات عديدة وبعض القوائم المشتركة في العملية السياسية وفي البرلمان والحكومة العراقية بالاضافة الى المتسكعين على أبواب المخابرات الأقليمية من بعض المدعين بالهوية العراقية تحت مسميات قومية قميئة وطائفية دنيئة ليس إلا طعنة في هوية وثقافة العراق وماهو إلا تدخلاً صارخا لشؤون الدولة العراقية وإنتهاك لحقوق الشعب العراقي ولايعدو كونه حقد وأنانيه وحسد على الديمقراطية الوليدة في العراق وحكم الشعب لأنهم ان قامت قائمتهم فسوف لن تبقى كرسي فاجر على ظهر البسيطة كسلفهم القمىء صدام الذي عاث بأرض العراق الطاهر الفساد وأذاق العراقيين صنوف العذاب والقهر والظلم وعذب الأبرياء في السجون وأنتهك الأعراض وسفك دماء الأبرياء وقتل الأطفال وشرَد النساء والشيوخ، وهدم المساجد والمنازل ..

إنه لم يعد خافياً ماتريده القيادات العربية لتحقيق ما يصبون اليه من اقامة دولة يحكمه طاغي جديد ويلغي الحق الدستوري والشرعي والقانوني للأكثرية في العراق لصالح الأقلية التي أدخلت البلد في كوارث لايحمد عقباها.

على هؤلاء الحكام والمجرمين من أيتامهم في مخابرات تلك الدول المستبدين أن يعلموا بأن الله فوقهم وأنه سوف يقتص منهم وسيرينا ويري شعوبهم المظلومة فيهم مايثلج صدورنا وصدورهم إن شاء الله ويتحقق لنا موعود ربنا تبارك وتعالى إذ يقول:" فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون، على الآرائك ينظرون ،هل ثوب الكفار ماكانوا يفعلون".

من هنا نحمَل القوى السياسية المتأمرة على الشعب العراقي مسؤولية إثارة البلبلة والتوتر والفضائع والحيل والإيحاء مستغّلة الضعف السلطوي والوضع الأمني المترّدي

أنا أكاد أجزم بأن الشعب العراقي جميعاً مع تشكيل كيانات وجبهات معارضة ديمقراطية جديدة في البرلمان وبالطرق القانونية المتبعة.. ولكنهم يرفضون ويعارضون وبشكل قاطع الجبهات المشبوهة التي تحاك خيوطها في أروقة المخابرات الأقليمية العربية وبعض الحكومات الأقليمية المتواطئة معها التي تستهدف مستقبل ومصير الشعب العراقي بكافة أطيافه وبدون أستثناء

في هذه المرحلة التأريخية العصيبة على وطننا وشعبنا مطلوب ان نتوحد كشعب عريق يقطن أرضا غنية مترامية الأطراف، وتبدأ هذه الوحدة من الأسرة اولا صعودا الى التشكيلات الأجتماعية الأعلى وصولا الى المجتمع برمته ومطلوب أن ندعم جهود الحكومة الوطنية المنتخبة رغم مساوئها ومطلوب من كل عراقي أن يدعم جهود السيد رئيس الوزراء في الوصول بالبلد الى شاطىء الأمان وتجاوز المحنة والوقوف وبكل حزم وشدة ضد إرجاع عقارب الساعة الى الوراء ولابد الإصرار على التخلص من الخوف أو الإستسلام لدعايتهم الخائبة

والحث على الثبات والصبر في مواجهة مثل هذه المواقف الصعبة ، وفيه أيضاً مفهوم الجسد الواحد الذي يدعو إلى تضامن وتكافل ومساندة غير مشروطة.

ومطلوب وبالحاح شديد من التحالف الكردستاني الأنفتاح الى الشعب العراقي وبشكل شفاف والأبتعاد وبشكل واضح عن الملفات الساخنة التي إتخذها أعداء العراق والديمقراطية الوليدة فيه ذريعة للتهجم على عراقنا الجديد ولا سيما بالخصوص ملف كركوك والسعي لجعل كركوك إقليما مستقلا والى الأبد حتى لا يتقول الآخرون على بناة العراق الجديد بأنهم قسموا البلد، وكذلك ملف الفيدرالية مطلوب من التحالف الكردي التنازل الى صالح تعميق العلمية السياسية وترشيدها، وغير مقبول منهم بحال من الأحوال إذا لم يوفى طلب لهم يعلنون وعلى كل المنابر الاعلامية بأنهم سينسحبون من الحكومة وكأنهم المدللون يجب على الكتل الأخرى توفير كل متطلبات التحالف ولو كان على حساب وحدة العراق ومصالح الشعب العراق، وكذلك مطلوب من التحالف التنازل وبوضح عن ملف النفط ومطالباتهم بحقوق أكثر مما يستحقون واحراق ملفات العقود النفطية مع الشركات النرويجية والتي يمتلك الاكراد أكثر من 80% من أسهم تلك الشركات في النرويج.

وإنها لمدعاة لسرور الشعب العراقي بأن يقف التحالف الكردستاني بتقديم وزراء الأكراد المتهمين بالسرقات الملياردية من الخزينة العامة للدولة العراقية في الحكومات السابقة بعد السقوط الى المحاكمة من قبيل لجنة النزاهة ليثبت لدى الشارع العراقي بأن التحالف واقف وبشكل صارم مع العدالة التي ينادي بها الشعب العراقي المنتهك حقوقه بكل أنواعها، والمنتظر لليوم الموعود للتقدم والعيش بكرامة سلام وأمن وتقدم وازدهار وأخوية حقيقية بين كل المكونات

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com