|
-1- لأول مرة في تاريخ العرب، تقرر الشرعية الدولية اقامة محكمة دولية لمحاكمة قتلة رئيس وزراء عربي، ومجموعة من الصحافيين والسياسيين، وقادة الرأي الذين ذهبوا ضحية الإرهاب في لبنان.
-3- من حظ سوريا العاثر، ومن سوء تقديرها السياسي، وضيق أفقها السياسي بعد رحيل معاوية العلوي (حافظ الأسد)، أنها اختارت اغتيال رفيق الحريري ومن تلاه، في توقيت سياسي سيء، بل هو في منتهى السوء. وهنا مربط الفرس. فقد تم اغتيال الحريري والقائمة التي تلته، في وقت كان الخلاف بين سوريا وبين أمريكا خاصة والغرب عامة على أشده، نتيجة للتدخل السوري الإرهابي في العراق، وتخريب بيت العراق وحرقه على الوجه الذي نراه اليوم، ونتيجة لاعتقال عدد كبير من المعارضين السياسيين السوريين دون محاكمة وبشكل تعسفي، ونتيجة لتحالفها مع إيران، وأخيراً نتيجة لدعمها اللوجستي والعسكري والسياسي لكل من حزب الله، وحماس، وربما "القاعدة" أيضاً عن طريق تسهيل مرور عناصرها عبر سوريا إلى العراق "أرض النزال والفصال، وتحقيق المنال"، كما تصفها العناصر الإرهابية الدينية المختلفة.
-4-
-5- لقد قُتل من قبل كمال جنبلاط للسبب نفسه الذي قُتل من أجله الحريري، وقُتل مِن بعده مجموعة من الصحافيين ورجال الدين، وعلى رأسهم الشيخ حسن خالد مفتي لبنان، فلم تتقدم أمريكا وغيرها من الحلفاء، لإقامة محكمة دولية حين كان النظام السوري وأمريكا سمناً على عسل. ذلك أن معاوية العلوي (حافظ الأسد)، كان قد أحسن ضبط التوقيت السياسي لهذه الاغتيالات. وكان أثناءها وبعدها الحليف غير المباشر لأمريكا والغرب، اللذين أغمضا أعينهما عن نهب معاوية العلوي للبنان، وتحويل لبنان إلى مزرعة علوية، وإقليم سوري بامتياز، دون حسيب أو رقيب.
-6- ما فعله يزيد العلوي (بشار الأسد) عكس ما فعله أبوه (معاوية العلوي). ففعل يزيد العلوي في لبنان، ما فعله يزيد الأموي في المدينة المنورة. فيزيد الأموي دخل المدينة المنورة بعسكره، واجتاحها لمدة ثلاثة أيام، كما لم يجتح المغول أو البرابرة أية مدينة أخرى في العالم، لكي يقتص من الذين أحجموا عن مبايعته. فأرسل إليهم جيشاً كبيراً بقيادة مسلم بن عقبة اجتاح به المدينة، وأباحها لجنوده ثلاثة أيام. قاموا خلالها بارتكاب أفظع الجرائم ، فقتلوا ما يزيد عن خمسة آلاف من الناس، ونهبوا الأموال، وأحرقوا البيوت، واعتدوا على الأعراض، حتى قيل إنهم فتكوا بحرمة أكثر من ألف عذراء. وفي رواية لابن كثير، أن ألف امرأة من أهل المدينة ولدت بعد هذه الجرائم، من غير زوج . نعم، أمريكا على وجه الخصوص، كانت تفتش منذ سنوات خمس، ومنذ فجر التاسع من نيسان 2003 عن سبب، أو عذر، أو حجة، تدق فيها مسماراً غليظاً في رأس النظام السوري. فلم تجد مسماراً يُشفي الغليل و (يفش القلب) غير مقتل الحريري. فوقع يزيد العلوي في الفخ، بكل غباء وبلاهة. وظنّ أن لا عقاب ولا حساب لما ارتكبه من جرائم، ما دام نظام عبد الناصر في الشام (عبد الحميد السراج) قد اغتال نسيب المتني نقيب المحررين اللبنانيين، واغتال كامل مروة مؤسس ورئيس تحرير جريدة "الحياة"، واغتال فرج الله الحلو أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني. وما دام أبوه (معاوية العلوي) اغتال كمال جنبلاط، وحسن خالد، وسليم اللوزي، ورياض طه نقيب الصحافة اللبنانية، وسهيل الطويلة أحد مفكري الحزب الشيوعي اللبناني، والمفكرين: حسين مروة، ومهدي عامل وغيرهم
-8- لم يضع يزيد العلوي في حساباته السياسية، أن العين الأمريكية والأوروبية يقظة حمراء عليه، بعد زوال حكم الطاغية صدام حسين، وأنه المرشح الثاني للسقوط بعد صدام. وأنه أصبح شوكة عالقة في حلق السلام في منطقة الشرق الأوسط. وأن القاصي والداني في الغرب يعلم، بأن لولا الحكم السوري لما كان هناك إرهاب في العراق، ولما كانت هناك فوضى في لبنان، ولما تجرأ نبيه بري على وضع مفتاح البرلمان اللبناني في جيبه، وكأنه دكان ورثها عن أبيه، يفتحها متى شاء، ويغلقها متى شاء، حسب الرغبة السورية، ولما تعاظمت قوة وصلافة حزب الله على هذا النحو، وأدت إلى تدمير لبنان على هذا النحو وخسارته مليارات الدولارات وآلاف الضحايا والبيوت المهدمة والبنية التحتية المنسوفة، ولما تقلبت حماس ذات اليمين وذات الشمال، وكانت كل يوم هي في شأن مختلف، حسب إشارات الريموت كنترول السوري، ولما تعنتت إيران في الملف النووي هذا التعنت، ولما استطاعت عناصر القاعدة الوصول إلى العراق، ولما، ولما، ولما.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |