|
.على هامش مهرجان المتنبي الشعري الاخير لطالما راودتني الشكوك ربما لاني شكوك او ربما اتباعي مؤخرا مقولة سوء الظن من حسن الفطن ,بعد ان غمرت ظهري او ظهوركم المياه بامواجها العاتية فيما نظن باننا في المرفئ وموسدين الرمال في شواطيء الامان, متغافلين عن الصيادين المحترفين اللذين يحيكون شباكهم كما تعودوا سابقا ان يحيكوها بسهولة في الظلام وبوجوه مكفهرة تارة ومسالمة تارة وجميلة تارة او حسب الطلب كما يوحي الموقف .ولهذا بلينا نحن الاسماك االغافلة بشباك الصيادين الماهرين ومهما تحصنّا لا مناص من الوقوع المستمر بين شباكها ورغم تلبطنا محاولين الفرار او الفكاك وفي االنهاية لامفر من روائح الصيادين العفنة . هذا التقديم البسيط لحال الاكثرية المغلوبة على امرها سواء في الوطن بجغرافيته المحروقة او على امتداد المنافي . والعودة على ذي بدء, وما هو محور مقالي؟! وانعكاس تجربتي الشخصية والتي ربما تتقاطع مع تجارب شخصية كثيرة لتكون المحصلة تحت بوتقة اطلاق الصرخة لا للاتكال ونعم لسوء الظن والتاكيد على ان الذئب يغير شعره لكن لا يغير طباعه . ومن الاشياء التي يجب التوقف عندها السيد علي الشلاه ومهرجانه وبيته الثقافي العربي السويسري الذي اسسه من عرق المساعدات الاجتماعية السويسرية ( السوسيال) ومن الانصاف نقول بان السيد علي الشلاه قد دفع ضريبة تكوين هذه المؤسسة من راحته في الوقت الذي تمنح السلطات السويسرية مساعادت اجتماعية (المساعدات من الضرائب التي تجنيها الدولة من مختلف الاعمال بما فيها الخمرمن البارات والكباريهات ومن البنوك من خلال الربا ومن السياحة والصناعة والرياضة واللحوم بانواعها كالخنزير ...... الخ ) وتعطى بشكل مساعدات بما يسمى حد الفقر حسب مواصفات وقوانين معينة وكاتب المقال احد اللذين استلموا المساعدات اسوة بجميع اللاجئين العراقين وعلى ما اعتقد في شتى انحاء العالم الغربي ( الكافر) فمن هذه المساعدات أستأجر السيد الشلاه مركزه الثقافي ابان حصوله على اللجوء ولفترة لا تتجاوز السنة . لا ننكر بان علي الشلاه جاءنا الى سويسرا من الاردن بصورة رسمية عبر الخطوط الاردنية وبجواز عراقي رسمي بعد مضي اكثر من خمسة سنوات من قمع انتفاضة الشعب العراقي المجيدة باذار من عام 1991. اتى جاهزا باعتباره شاعرا له عدة دوواين واختصاصا في الادب العربي وممارسا طقوس المراكز ابان اشتغاله في مؤسسات النظام العراقي السابق المختلفة في الثمانينات من القرن المنصرم في اتحاد الادباء الشباب العراقيين, وخصوصا في اتحاد الشباب مع البعثي الشهير ( لؤي حقي) (اتحاد شباب عدي ) بعد ان انكشف الغطاء وبانت الصحف تواردت المعلومات, لان في زمن صدام كان من السخافة او الغباء الاستفسار عن الاشخاص بتواريخهم او سكنهم لان هناك حالة توجس كبيرة من قبل الكل ونحو الكل, فلذلك كل من كذب او بنى له تاريخا ليس له سواء بعلو الشاءن او بتمويهه كان معذورا مع التحفظ على الكذب لاننا وما ان وضعنا اقدامنا في مجمعات اللاجئين تساوينا جميعا المناضل والشهيد مع البعثي والانتهازي, والكل يبداء من نقطة الصفر لذا كنا قليلا او كثيرا ما نبني علاقاتنا مع ما يبديه الشخص من حسن النية وعلى اساسها تبنى اكواخنا الحياتية المختلفة . والساحة السويسرية معروفة بقلة لاجئيها العراقيين وخصوصا في فترة قدوم علي الشلاه لذا كان من السهولة بمكان على شخص مثل الشلاه بان يلتف وهو المدرب والخبير على الاجواء , ويبني صرحه الثقافي الممتد من الافكار البالية للبعث العراقي المتمثلة بأقصاء الاخر وتهميشه فحاول جاهدا ان يقرب هذا لفترة ويبعد هذا لفترة معتمدا على شمه للاشياء, وبالتالي تكوين حلقة من الوجوه العراقية الطيبة وذات تاريخ مشرف لكنها بعيدة عن شي اسمه ثقافة ادبية وهذا ما يفتش عنه !مستغلا طيبتهم ووجاهتهم للتمركز بقوة وليكونوا اداة معارك وتصدي مع الجالية التي تحترمهم ,وبالتالي المستفيد الكبير هو صاحب القيض والمطر ( الرايخ العظيم) تشبيها بهتلر كما يطلق عليه تهكما بعض العراقيين المقيميمن في سويسرا . فاي بادرة او نفس او حس يحسها الرايخ يبداء فورا ماكنة التسقيط والتشهير التي يحترفها بقوة لانها تجربة اثبتت نجاحها في اوساطنا العراقية مستمدها من ماكنة النظام المقبور مخابراتيا والتسقيط في كثير من المجالات والاتجاهات والايماءات من خلال ادارة الوجه عن الشخص او توزيع الاشاعات الاخلاقية او عدم احترام المقابل او النميمة والغيبة التي يحترفها بقوة تفوق كل الاشياء, عجبي لهكذا متصدين هم صغيرون اصغر من نملة فيما البعض ينظرهم كبار اكبر من حياة . ومن مبداء نحن كلنا في الطبخة يحاول ومن مبدأ(شيلني واشيلك) مثقفوا الزيتوني والمسدس( والعجل يابة) ان يسوقوا احدهم الاخر. وفي سبيل المثال لا الحصر سوق لنا بقوة شاعرة بعثية سابقة (مقاومة الان) مقيمة في المانيا ومما زاد من تعاطفنا معها اشاعة الرايخ بانها (خطية والله مريضة بالسرطان) فابتهج فيها واعزها وأحتفى فيها بتكريم كبير في صالة فارهة وكبيرة واستضافة جهات اعلامية كثيرة عربية وسويسرية. في الوقت الذي لم يحتفي باديب عراقي مقيم في سويسرا متزامنا تقريبا مع الشاعرة (المقاومة) والذي يحمل في جوانحه خمسة دووايين ومجموعة قصصية وتاريخ حافل بالنضال والسجون والثقافة واهمله شد اهمال الي ان تدخل الخيرون وحاولوا تسليط الضوء على الاديب وبعدما تيقن بانه اصبح موضوع المثقف هذا عام وبان المعني ليس من اللذين يطمحون او يحبون البهرجة والظهور الاعلامي الممل ومهتم بابداعه فقط فقربه ولو على استحياء واحتفى به في امسية حتى لم يكلف نفسه الحضور فيها ولم يشتغل حتى الدعاية البسيطة لها وقتل المثقف تحت سقفه. مثال اخر اخ مجاهد قدم لنا من قلب الهور وهو من الاخوة المثقفين وحاول جاهدا ان يجمع تبرعات لابطال ملحمة من اعاقوا عدي لكنه جوبه بتسقيط كبير ومحاكمة معيبة حدثت تحت سقف السيد الشلاه وبتحريض واضح وقوي لانه انما يفعل ذلك بهدف اقصاء كل الاصوات التي يمكن ذات نهار ان تزيح الوجوه المتسلطة(او ربما هناك من يملي عليه ضمن استحقاقات معينة وواجبات منيطة) وبالفعل نجح لما يملك من امكانية فذة بال(المكاونة).فأرتضى اكثر اللذين يحملون هم الوطن ونزعات السجون ومنار الحرية ان يعتزلوا التفاهات الرخيصة, وهنا يسجل ضدهم كموقف سلبي لانهم نفسهم من قالوا لا لاعتى دكتاتور عرفته البشرية . وبالتالي صفت الساحة الثقافية العراقية للسيد الشلاه فانطلق يؤله ذاته وتعويض نقص الخدمة بين اركان الدكتاتورية وما فيها من ضرائب نفسية وضيعة وفضيعة فتبلورت فكرة تكوين المهرجان العالمي مستغلا اسم الشاعر الكبير المتنبي وناسخا مهرجان المتنبي العراقي ولكن بنسخة اوربية مطعمة ببعض الالوان ومنمقة ببعض الارقام للذين يستهون الحضور في الطبيعة السويسرية الخلابة من جهة ولترفيع المقام الشخصي و لتلاحقهم البروبكاندا اينما حلوا ليرسخوا اسماهم اضافة لابداعهم من خلال غسل الدماغ الاعلامي وما يصاحبها من اضواء ملونة ليكونوا شخصية ملحة تتقافز باستمرار من جهة اخرى, وهذا من حقهم وما ليس من حقهم بانهم يحملون سمات الانسانية واصحاب رسالة ابداع لاني لا استطيع ان ارى الابداع بعيدا عن الانسانية واذا عكس ذلك فسيتحول الى ابواق تتشدق ببهجة الدماء لتضحك على ذقون الضحايا . .وبحركة سريعة ومصافحة العم( كوكل) تستطيع ان تشاهد معظم الاسماء المدعوة الى مهرجان المتنبي بحلله السبع فلو استثنينا بعض النخب العربية وبعض الاوربيين اللذين تستهويهم حضور الجلسات العربية وتذوق طعامها الذي يذكرهم بالحضارة الاندلسية المندثرة , وممن الممكن بضربة حظ او ايضا لحسن النية نشاهد بعض المثقفين اللذين يحملون الهم الانساني المبني على المثل العليا بين ضيوف المهرجان على الصعيدين العربي والغربي. وعملية اختيار الضيوف تكون ضمن سياقات معينة رسمت بخيوط دقيقة من قبل صاحب المهرجان خصوصا بما يخص العالم الثالث عربيا كان ام اعجميا فكل التالي 1.بما يخص المغمورين وبعض المشاهير يستضاف الاشد قربا بمؤسسة دولته من مبدأ (شيلني واشيلك ) اي انه بهذا المجال يستضيف الدولة برمتها ووضعها تحت عبائته, وبالفعل اثمرت هذه الخطة بنتائج مهمة باستضافته المستمرة على مدار السنة وفي شتى اصقاع الارض ولنفس الدولة ولاكثر من مرة وكأن الساحة العراقية الشعرية عقيم لم تنجب غير الشلاه . 2.اسم لامع جماهيريا اذا كان ثالثيا فهوا من جهة السعي الدائم لتكريس اسمائهم وجعهلم مقامات وقامات وانطلاقه من المحلي الى العالمي وهو طموح مشروع لكن ما هو غير مقبول ان يصدقوا الخدعات التي يلهجون فيها صباح مساء كمد جسور الثقافة بين الاخر وهو شعار فضفاض وواسع.اكثر من 20 شاعر وشاعرة لمدة ثلاثة ايام او ربما تمط الى اربعة تكون فيها ثلاث امسيات وكل امسية ما يقارب الساعة مع الالقاء بكذا لغة فسيكون من حصة الشاعر المدعو بيتين من الشعر اوربما اكثر قليلا. في الوقت الذي كلهم يعرف بان كل هذه البهرجة انما تعود لصاحب المهرجان والدعاية لهم وبالتالي ستدخل في عملية الاخذ والعطاء وهذا ما لاحظناه خلال السنين المنصرمة بحيث تجربة علي الشلاه الشعرية العادية في نظر الكثير من النقاد والقراء ترجمت وهلل لها لاكثر من لغة ودعى صاحبها للكثير من الامسيات والندوات وكما ذكرنا بنفس البلد لاكثر من مرة .
3.يدعوا عادة الشعراء الملائمين للفترة الانية فمثلا بزمن صدام استضاف الكثير من الشعراء مريدي مهرجان المربد السيء الصيت الذي كان يمجد بالمقبور صدام وزمرته الحاكمة ويلمع الصورة المزيفة للنظام ومن نتائجها هذا الموت المستمر للشعب العراقي في حين الشعب العربي متشفي باعتبار الشعب العراقي خائن لم يقف مع ( بطل الامة وشهيدها ). وبعد ان اعلن علي الشلاه انتمائه المذهبي ابان سقوط النظام العراقي متناغما مع سادة العراق الجدد والذي كانت حركة غير موفقة لانه خسر كذا دولة عربية ولم توجه له دعوات ضيافة, اضافة لخسارته ما كان يرنوا اليه في احتلال مقعد في الدولة الجديدة لكنه ضربة (بمبة) فبعد تمجيده للدكتوراياد علاوي وبعد عدم حصوله على شيء من البعثي الخبير السابق انتقل الى تمجيد الشخصية الوطنية الدكتور احمد الجلبي وكذلك خرج خالي الوفاض فانتقل الى المجلس الاسلامي الاعلى واخيرا حط الرحال في تمجيد حزب الشهداء حزب الدعوة الاسلامية غاب عنه بأن مناضلي الامس اسياد اليوم ليس من السهولة بمكان ان يعبر من بين فجواتهم احد ليس له موقف مؤكد من مقارعة الدكتاتورية فكيف من عليه علامة استفهام؟ فوجد نفسه ضيفا ومشاركا عزيزا في مهرجان( المناضلين الكبيرين ) ابراهيم الزبيدي وزوجته كما روج دلال الشمالي ,فبالتالي غيرت الموجة فرائينا بالمهرجانين المنصرمين ظهور وجوه غربية وعربية مناوئة للتغير الحاصل في العراق اي ضد(الاحتلال) فالسنارة بدات تتجه للصيد باتجاه اخر وهذا ديدن الصيادة الماهرين وبغض النظر عن امتزاج الالوان وتغير مجرى الانهار .
4.جمهور الشعر لايتعدى الشعراء نفسهم اللهم الا هذه السنة فقد لعبها بذكاء باستضافة الشاعر الفلسطيني سميح القاسم فاكثر الفلسطينين المقيمين في سويسرا من عمال وموظفين وتجار قدموا الى المهرجان لا هم لهم سوى التصوير مع سميح القاسم ومشاهدته. ولم يفوت علي الشلاه الفرصة كما فعل سابقا مع شاعر العراق مظفر النواب مخالفا للسياقات العامة فنصب له كرسيا على المسرح موازيا للقامة مظفر النواب. ولم يترك المناسبة الا ان اختتم التعريف بالشاعر بما نصه(هذاعلي الشلاه وهذا مظفر النواب ) وبنفس الديدن اخذ اكثر من وقت للتعريف بسميح القاسم وابراز العضلات التنافسية باللعب بالالفاظ والتمنطق , فوفق بذلك من خلال صدى الجمهور الذي نسى القاسم وتوجه الى علي الشلاه(شفت بالله شلون يحجي علي الشلاه).
5. اما الندوة المقررة لمناقشة هدف وغاية المهرجان من خلال العنوان الذي يدعوا به المثقفين فتقتصر على الضيوف او نصفهم لان اكثرهم غائب وبعض الحضور الخجول والخاضع لمزاجية صاحب القطر والمطر ( الرايخ).
6. الترجمة ضعيفة في بعض جوانبها لان المترجمين لا يتمكنون من لغة البلد الادبيةفمنهم من لم يتجاوز بضع سنين مقيما في سويسرا فالترجمة بواد والنص بواد اخر لكنها تمرر لان الغاية ليست في مد الجسور الثقافية كما يعلن دائما او محاولة التسويق له, فالغاية بنفس يعقوب .لانه يمارس كما كان يمارسه من الضحك على ذقن المسؤولين والقراء بجريدة القادسية سيئة الذكر بكتابة اشعار ما انزل الله بها من سلطان وتمتينها باعتبارها شعر مترجم من جزيرة وهمية ربما (جزر الموز) فالطريقة جميلة وغرضية و(تمشي الحال). 7.تحشيد جيش من الاسماء اسوة بالنسخ العربية ووضع صفات كبيرة ثقافية لا تناسبها مع احترامنا للمعنين لكنهم اذا تعدى دورهم المطبخ فسيكون دورهم الملاكمة مع منتقدي الرايخ هذه من جهة اما الاخرى فهي الرصيد المادي الذي سيسجل من قبل الجهات السويسرية المعنية بذلك مع انه كل هذه الاسماء مختزلة بشخصين علي الشلاه والسيدة اورسلا باخمان . وفي الختام ابتلنيا نحن اللذين جبلنا على الصراع من اجل الحق والاصطدام بكل ما هو يشبه الدكتاتورية على حساب انفسنا ومصالحنا فسؤالي للاخوة المثقفين هل لديكم ايضا مهرجانات عالمية وهل لديكم سيدا كالشلاه ام تجربتنا فريدة . ملاحظة(1) لم اتطرق للكوبونات النفطية المتهم فيها السيد علي الشلاه باعتبارها وثيقة برزت في قناة الجزيرة بالبرنامج الشهير الاتجاه المعاكس الذي يقدمه الاعلامي السوري فيصل القاسم امام الملايين من المشاهدين . ملاحظة(2) لا قيمة لما يردني من تعليق او رد على مقالي هذا من قبل مثقفي الزيتوني (والعجل يابة). " وما خفي كان اعظم "
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |