|
باستقراء بسيط لواقع النشاطات النسوية العراقية وارتباطاتها كمؤثر في الحياة الاجتماعية للمراة خلال المرحلة الحالية نستطيع ان نشخص كماً من المحاولات يمكن لها ان تكون قريناً لحجم التحديات لمرحلة عانت من الارباك والاجواء المناخية الغير مناسبة ضمن ابسط القياسات ليس للرياضة النسوية فقط بل لمجمل نشاطات المرأة بشكلها العام . وبرغم ان التركيبة الاجتماعية العراقية وما تسيرها من محددات لا يمكن الخروج خلف محيط دائرتها والتي زاد عليها الوضع الامني ضغطاً اكبر الا اننا نتلمس محاولات حقيقية وجادة لابأس بها قياساً بحجم تلك التحديات والتي تلزمنا ان نقف بجدية لتحديد ملامح معوقاتها ليتسنى لنا النجاح في التعامل مع تلك التحديات والمعوقات على ان لا نبيح لانفسنا الا ان نتعاطى مع محدداتنا الاجتماعية والقيمية . ان للعنصر النسوي وحسب تركيبنه الاجتماعية والعددية اهمية لا يمكن لنا ان نتجاوز استحقاقاته فهي تمثل ركناً وتشغل حيزاً مهماً في البناء الوضيفي والاجتماعي في تركيبة المجتمع العراقي ناجمة من تجربة ذات عمق تاريخي تستدل بها الاحداث والشخصيات النسوية سواء في الحركة الاجتماعية او العلمية او الرياضية وبذلك فهي بمثابة المحرك الاساسي للمجتمع العراقي بكافة قطاعاته ويشكل المكمل الحقيقي للنشاط العام . من كل ذلك نستطيع ان نشخص ان في الجانب الترويحي والجمالي للمرأة خصوصية تستطيع ان تساهم بشكل في تنشيط الجانب الفكري الابداعي وقياساً بما اشرنا اليه من قيمة عددية فاننا بذلك نسجل رقماً مهماً في ذلك التنشيط للمجتمع بشكله العام . كما ان على المرأة التزامات وحقوق يجب ان تنهض بها في المجتمع . اضافة الى اننا نعتقد ومن منطلق المسؤولية ان علينا واجباً واستحقاقاً لا بد لنا من احترام اراداته الا وهو الدور الجبار للمراة العراقية في المجالات الثقافية والعلمية والفنية والاجتماعية والرياضية بالذات التي تحملت فيها العناصر النسوية مسؤولية الادارة او المساهمة الكبيرة في ادارة تلك المرفقات ابان الازمات التي واجهت العراق حيث كان للمراة دوراً مجتمعياً مهماً في بناء مستقبل الشباب العراقي في المرحلة التي تغيب فيها العنصر الرجالي في مرحلة الحربين التي خاضها النظام السابق في العراق . كما كان لتلك المسؤولية جانباً تعبوياً مهماً افرزته العلاقات الاجتماعية التي كانت المرأة محورها الاساسي للحد من ظاهرة التفاوت الطبقي في المعيشة والسلوك وخلق مناخات اجتماعية متوازنة انسحبت بشكل واضح على قوة الارادة التي تحلى بها الشباب العراقي والمرأة بشكل خاص وكذلك الترابط الوثيق لمختلف الطبقات سواء كان ذلك في الجانب المادي او الاجتماعي وهو ما عمق تقارب وجهات النظر في الموروث الذي تطرقنا اليه لذلك اصبح على المرأة واجباً حتمياً في تبنيه كمفهوم يساهم بشكل كبير ومن خلال التجربة في تحديد شكل المجتمع العراقي المستقبلي اولاً, وثانياً كأيفاء للالتزام الوطني المترتب على شكل العلاقة ما بين المسؤول والمجتمع حيث ان على المسؤول واجب ايجاد المقومات والادوات للبناء وعلى المجتمع والمرأة بصفتها واهميتها واجب استغلال هذه الادوات بالشكل الذي يؤمن بناءً رصيناً وقوياً لقد حظيت المرأة باستحقاق كبير نصت عليه اكثر من مادة في دستور العراق الجديد مما يجعلها امام مسؤوليتها الانسانية والاجتماعية مطالبة بالافادة واستثمار هذه الفسحة التي اقرتها التشريعات وذلك بالسعي الى تبوأ المكانة الطبيعية وفق الامكانيات والقدرات التي تمتلكها المرأة العراقية سواء كانت في المدينة او الريف حيث كان للمراة الريفية دوراً لا يمكن تجاهله في بناء بيئة شبابية قوية ومتطلعة كان لها اثراً كبيرا في بناء المؤسسة الشبابية المتطورة في العراق . انما يميز المكون الشعبي العراقي تلك الفسيفساء الجميلة التي منحت المجتمع العراقي شكل التنوع على اساس الجمال المشترك حيث ارتبطت قضية المرأة منذ بدايتها بذلك المصير المشترك على حجم ذلك التنوع . اننا نعتقد ومن خلال ثقتنا المبنية على اساس التجربة العملية ان للمراة دور بارز في المحافظة على البيئة العراقية لانها الاكثر تاثرا بعناصر الجمال بحكم التكوين الفسيولجي والخلقي ولنفس هذه الاحكام يمكن لها ان تلعب دوراً بارزاً لنشر ثقافة السلام بين الابناء والوقوف ضد العنف والارهاب . اننا من موقع مسؤولية عمل وزارة الشباب والرياضة الذي يشكل جهده الجماهيري النوع الاكبر في عملنا آثرنا ان : 1- فتح الابواب امام القطاعات المختلفة من خلال احتضانها وتبني مقترحاتها بالذات تلك التي تهتم بشان تطوير الجانب الاجتماعي والتربوي والرياضي للمراة . 2- العمل على اعادة تاهيل الملاكات النسوية سواء المنتمية للوزارة ام من قطاعات المنظمات الاهلية لغرض بناء مراة عراقية تتمتع بمواصفات تاهلها لتمارس دورها حسب قيمتها العددية في المجتمع وتأثيراتها الاعتبارية . 3- من خلال مراقبتها لعملية صعوبة انتقال العناصر النسوية الى المنتديات المهتمة بشان المرأة سعت الوزارة في خطتها الحالية الى تكثيف فتح المنتديات النسوية ضمن رقع جغرافية متعددة واولت اهتماماً خاصاً لذلك الموضوع . 4- من خلال محاولة الافادة من التجارب العملية للدولة التي تتشابه في محدداتها الاجتماعية والدينية مع العراق تبنت الوزارة مشروعاً لمزاولة النشاطات النسوية بشكل منعزل وذلك في فتح الاندية التخصصية للفتاة ولقد حققت هذه التجربة نجاحات كبيرة في محافظات مثل النجف , البصرة , كركوك , الرمادي وبرغم اننا لا نواجه مشكلة اجتماعية في المزاولة المختلطة والناتجة عن ثقتنا العميقة بشرائحنا الاجتماعية الا اننا راعينا الخصوصية التي يمكن ان تواجه بناء المشروع حتى وان كانت بشكل بسيط . 5- منح واتاحة الفرص لاعادة تاهيل المرأة في الجانب الثقافي والعلمي والفني والرياضي . 6- اشغال المساحة التي تتناسب مع امكانيات المرأة التي اثبتتها التجارب العملية في تاريخ العراق المعاصر . 7- اعتماد المرأة وحسب الامكانيات والقدرات التي تمتلكها واعطائها الفرصة لتبوأ المناصب القيادية . 8- زرع الثقة والقوة للعناصر النسوية من خلال المناهج الدراسية وايجاد خطوات للمشاريع المشتركة مع الوزارات والمنظمات الاهلية المهتمة بذات الشان كوزارة التربية ووزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة . مما تقدم لا ينبغي بشكل مطلق على حركة اعادة التاهيل على انها نوعاً لانجاب رياضة نسوية متخصصة فقط . فقد راعينا في توجهنا التاثير الكبير بارتياد المنتديات والاندية من زاوية اجتماعية حيث انه يوفر فرصة للخروج من الطابع الروتيني الفكري لحياة المرأة اليومية كما انه يمنح ثقة بناءة للاعتداد النفسي وقوة في تحمل المسؤولية الاجتماعية بشكل كبير بالاضافة الى الدور الكبير الذي تمنحه الممارسة الرياضية لشكل ورشاقة المرأة واللتان تعتبران من المقومات الاساسية في البناء النفسي كما ان في جانب مزاولة الاختلاط الاجتماعي المتنوع الناتج من خلال ارتياد تلك المنتديات ينمي بشكل فاعل الاطلاع على اراء الاخرين ويمثل تدريبا عمليا لطرح الراي الصائب وبذلك سنمتلك نفساً محملة بالثقة والجدارة وشخصية تستطيع ان تبدي رايها بصراحة وتستمع للراي الاخر وبذلك نكون امام امراة مؤهلة اجتماعياً للدور الذي سيناط بها تمتلك فيه مقومات تساعدها على اشغاله بشكل افضل . نعتقد اخيراً ومن خلال التجربة العملية التي تبنتها وزارتنا قد حققنا نجاحات لا يمكن العبور عليها الا من خلال ادامتها وتطويرها نحو الاحسن وقد ابتدأنا بتقييم تلك التجربة بواسطة الاختصاصين والاكادميين في شؤون المرأة المختلفة وخاصة الرياضة وعلم الاجتماع في المؤتمر العام الذي عقد في نيسان 2007 الذي كان تحت عنوان ( عزوف المرأة عن مزاولة الرياضة ) والذي تبنت الوزارة توصياته وادوات تقييمه لتجعله بالاضافة الى الابحاث والدراسات المقدمة من قبل الملاك الوزاري منفذاً للخطط والبرامج القريبة في عمل الوزارة كما اصبح لها منهجاً منفتحاً على جميع المنظمات المهتمة بذلك الشان لتبني خططها وستراتيجيتها وتلاقح الافكار معها والاستعداد للعمل مع هذه المنظمات وتنشيط فعاليتها المنفردة بما يحقق بناء برنامج ترتقي فيه الاهداف الحقيقية للوزارة في تاهيل المرأة العراقية بما تمتلكه من امكانات وطاقات بشرية نسوية نعول على الكم والنوع التجريبي لها , من هذا نستطيع ان نعتبر هذه الخطوة هي الشروع الاول لمشروع بناء اسرة عراقية تمتلك المقومات الحقيقية التي تؤهلها لبناء مجتمع وفق الاستحقاق الانساني والوطني.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |