|
بين حين وأخر نسمع أخبار من الاعلام العربي والعالمي ، بأن تركيا تنتظر الفرصة لشن حرباً جنونياً ضد اقليم كوردستان العراق والهدف المنشود من ذلك هوالقضاء على قواعد ناشطي " حزب العمال الكوردستاني " أو حماية التركمان ، وان حججها واهية لا أساس لها ، لأن السبب أصبح معروفاً للجميع ما تسعى اليها القيادة السياسية والعسكرية في تركيا ، وهو التجاذبات الداخلية التركية تدفع الاطراف الى حالة من المزايدات الوطنية لضحك على ذقون الشعب التركي ، فهم يعرفون قبل غيرهم لم تجن الحرب مع البيشمه ركة الابطال أي ثمار لصالح الحكومة التركية ، لأن هنالك القيادة الحكيمة والشجاعة تعرف كيف تتصرف ولديها البيشمه ركه البواسل قلاع كردستان وحصنها المنيع وسترد على الغزاة الطامعين الصاعة بصاعين . رغم ذلك أن الاطراف السياسية التركية يلعبون على هذه الاسطوانة المشروخة قبل إجراء الانتخابات ( الرئاسية أو البرلمانية ) ، ونرى الطبقة العسكرية تستغل هذه الإدعاءات الكاذبة ، وشمر جنرالاتها عن أيديهم وعرض عضلاتهم البهلوانية لأطلاق تصاريحهم النارية ضد الكورد بذريعة مطاردة مقاتلي حزب العمال الكوردستاني والقضاء على عناصرهم تارة ، وتارة أخرى بحجة حماية التركمان مضطهدون في مدينة كركوك ( لا ادري لماذا يضطهد التركمان في كركوك فقط ولا يضطهدون في مدن أخرى ) ، ومن جانب أخر تعقد مؤتمرات تحرض على الطائفية لحماية العرب السنة أو عقد مؤتمر لتدارس الوضع في مدينة كركوك العراقية ، حتى وصلت الى حد المطالبة بتوزيع المناصب ومراكز الحكم في العراق ، وتغير الدستور العراقي ، كأن العراق ولاية تركية !! الآخطر من ذلك سيل الآتهامات والتلفيق منهم ومن عملائهم داخل العراق للقيادات الكوردية والبيشمه رگه لقيامهم بعمليات الآغتيالات والتفجيرات ضد التركمان في مدينة كركوك . رغم أعتراف الكثير من الإرهاربيين على جرائمهم الجبانة بعد القاء القبض عليهم بحق أهالي مدينة كركوك بجميع طوائفه على شاشة الفضائيات العراقية . هناك ثمة أسئلة مهمة ينبغي البحث عن إجابات حقيقة لها حول تدخلات تركيا السافرة في شؤون العراق : أليس هذا تدخل السافر في الشؤون العراقية من قبل القيادة السياسية والعسكرية في تركيا ؟ عندما تتبنى تصريحاتهم ومواقفهم العلنية لتقف الى جانب طائفة عراقية على حساب الأخرى ، تحت مبرر انها تحمي "حقوق سنة العرب " أو " تركمان العراق " . وأن سنة العرب وتركمان العراق ليسوا بحاجة الى تدخل تركي لحماية حقوقهم . فهم مواطنين عراقيين أصلاء قدموا الكثير والكبير من التضحيات الجسام في عهد نظام البعث ، و لهم كافة الحقوق المنصوص عليها في القانون العراقي ولايمكن باي حال من الاحوال تجاوز تلك الحقوق . أليس من حقنا ان نسأل نحن تركمان العراق ، أين كانوا حماة التركمان أيام ما كان الطاغية وحزبه الدموي يقتل ويهجر العوائل التركمانية الشريفة والمخلصة لتراب الوطن والتلاعب بديموغرافية مدينة كركوك ؟ لماذا لم تجرئ حكومة تركيا ولا عملائها في داخل في حينها أن ينهضوا من مكانهم ليقولوا نحن ندافع عن حق وحقوق التركمان ؟ وكانت هناك قرارات مجحفة بحق التركمان من قبل النظام البعثي ، لماذا لم نسمع تدخل الحكومة التركية لحماية التركمان ( أنذاك ) أو عقد مؤتمرات لتدريس الوضع مدينة كركوك ؟ ولم نسمع تحشدات الجندرمة التركي بالقرب من الحدود العراقية ، ولم نسمع صيحات عملائهم ( الذين كانوا للأمس القريب مخبرين أذلاء لدى الأجهزة الأمنية لنظام البعث ، وأولغوا في دماء التركمان ) ليدافعوا عن مظلومية التركمان عندما قرر النظام البعثي ألغاء وجود التركمان في العراق ، أليس من حقنا نحن التركمان ان نقرر مصيرنا بأنفسنا بعيداً عن قرارات صادرة من الحكومة التركية التي تبحث عن مصالحها فقط ؟ وتأخذ من التركمان ستاراً لها للدخول في شؤون العراق ، وكلنا نعرف ليس من أجل سواد عيونهم ، بل خوفاً من فيدرالية كوردستان العراق ، يشكل خطراً محدقاً بأمنها القومي ، وأثارة للروح القومية الكوردية في تركيا . ومما لاشك فيه أن التركمان يعرفون جيداً من يستهدفهم في كركوك وطورخورماتوا وتلعفر والموصل ،، ليس الكورد وإنما فلول البعث والقوى الطائفيه الشوفينيه الحاقده ، لكن عملاء تركيا تفكر بعقليه متحجره وتحاول أقناع الناس البسطاء من التركمان بأن الكورد يقوم بهذه الأعمال الخسيسة والجبانة أرضاءاً لأسيادهم في أنقرة . مع العلم أن الذي ذبح التركمان الشيعه في عهد النظام البائد هم بعثيين تركمان الذين منضوين الآن تحت الجبهة التركمانية وما زالوا يتعاطفون ويتاعونون مع البعثيين العرب في الحويجة لعرقلة مسيرة الديمقراطية والفيدرالية في العراق الجديد ، والرفض المباشر لأسترجاع حقوق الانسان التركماني والكوردي الذي سلب منهم ايام نظام البعث ، والدفاع العلني عن ما قام به النظام الصدامي داخل مدينة كركوك ضد الكورد والتركمان . اما تهديدات وتلويحات حكومة تركيا لكورد العراق بالتدخل العسكري والتهديد بأحتلال مدينة كركوك !! أن ذلك يعتبر قمة التخبط وفقدان التوازن والرؤيا الواقعية عند الاتراك . وهم بذلك يحشرون " أنفهم " الى حد المجازفة بما لايحمد عقباه ، لا يضمن بأي شكل من الأشكال نصراً حاسماً لتركيا كما اكتشفت إسرائيل في حربها ضد «حزب الله» في لبنان في الصيف المنصرم . وقد تؤدي الحرب بدلاً من القضاء على حزب العمال الكوردستاني في العراق إلى إثارتها في تركيا التي تضم زهاء 20 مليون شخص من القومية الكردية . فالمجموعات المقاتلة قادرة على الاختفاء أمام القوى العظمى والنجاة بنفسها للقتال في يوم آخر. وهم يوقعون أنفسهم في وهم الانفراد بشعبنا الطيبين في كوردستان العراق ، لأستغلالهم الوضع العراقي الاستثنائي الصعب الذي يمر به اهل العراق الخيرين في الوقت الحاضر . . بالاضافة الى تجاهل تركيا لمشاعر الشعب العراقي بجميع مكوناته ، لكنهم متناسين أن قافلة العراق نحو القضاء على الآرهاب وأعادة أستقرار الآمن والآمان من مدن أقليم كوردستان الى مدن العراق تسير بخطى واثقة ، ومن جهة اخرى لا شك فيه هو أن أي هجوم تركي على كوردستان العراق سيوجه ضربة قاصمة للعلاقات التركية الأميركية المتوترة أصلاً ، كما سيقوض حكومة نوري المالكي وقد يعرض نمو تركيا الاقتصادي للخطر . ولكن لو كانت انقرة تريد سحب تلك الورقة فعلا من يد قيادة حزب العمال الكوردستاني لقامت بحل القضية الكردية في " كردستان تركيا " بالأسلوب الدبلوماسي والحوار السياسي والديمقراطي من طرفها وتننهي تلك المعضلة بقوة ورجحان العقل ، وبشكل مسالم لتأخذ موقعها حتى في داخل أوروبا وتتخلص مع الوقت من عللها الجسدية وعقدها النفسية ، لتفــادي الوقـوع في خطأ سيناريو جنـوب لبنــان وعلى أرض كوردستان العراق .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |