يمر العراق يوما بعد يوم بمجموعة من التحديات التي تقودها دول الجوار من اجل ارباك الوضع وارجاع العراق الى ما كان عليه وافشال العملية السياسة وبالتالي تكون البلاد وثرواتها امام تلك الدول فهي تستغل مكونات الشعب العراقي فتلعب تارة على العرق وتارة اخرى على الدين والمذهب وتحاول التظاهر بالدفاع عن تلك المكونات مستغلة ضعف الحكومة وتعدد الرأي فيها وينعكس كل ذلك على الشعب العراقي الذي لا حول له ولا قوة .
فقبل ايام جلس الجانب الاميركي والجانب الايراني للتباحث في الشأن العراقي وانهاء دوامة العنف في البلد واعترفت ايران ان لها يد في ذلك بحجة عدائها للجانب الا ميركي يأتي هذا اللقاء بعد الجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومة العراقية من اجل الامن والاستقرار وبعد ان ادركت الحكومة ان التدخلات الخارجية هي سبب الوضع المتردي في العراق .
ملف ايران ,اميركا ربما سيحسم او على الاقل انه تم تشخيص الداء ومعرفة مطالب ايران لاميركا وبالعكس من خلال اللقاء الذي جمعهما في بغداد وبحضور رئيس الوزراء لكن التدخلات الخارجية لن تقف عند ايران فحسب فالملف العربي المشترك المتمثل بسوريا والسعودية ودول عربية اخرى وتسهيل عملية دخول المسلحين ودعم الشبكات الارهابية بذريعة وجود الاجنبي في ارض العراق . والدافع الاساس هو الخوف من ان يجرها المشروع الاميركي القاضي بإنهاء الانظمة المستبدة واستبدالها باخرى تأتي عن طريق الديمقراطية ويكون للشعب فيها استحقاقا من خلال الانتخابات كل ذلك لا يخدم الرؤساء العرب الذين يتربعون على عرش السلطة منذ عدة عقود . وهنالك دوافع تنطلق من وجهة نظر تكفيرية تريد السيطرة على البلدان الاسلامية بذريعة الدين.
وهذا التدخل العربي الواضح الذي لم تنفع معه عشرات المؤتمرات اخرها مؤتمر العهد الدولي في شرم الشيخ وكذلك زيارات المسؤولين العراقيين كل ذلك لم يجد نفعا فقبل عدة ايام عقد في احد هذه العواصم العربية مؤتمر يتبنى على عاتقه انقلاب على الحكومة العراقية واستبدالها بالوجوه التي يحبها العرب والتي تحمل نفسا بعثيا وغيرها من المؤامرات التي تحاك في تلك البلدان .
ما حصل اخيرا من تدخل تركيا في الشأن العراقي والذي تعدى كونه تدخلا من خلال القصف المدفعي لعدد من القرى التابعة لمحافظة دهوك في اقليم كردستان بحجة مطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني دون سابق انذار ودون ان تتقدم بشكوى رسمية للحكومة العراقية . هذا الهجوم يعد انتهاكا صارخا من تركيا وعلى العراق اتخاذ موقف حازم لوقف تلك الانتهاكات العسكرية وخصوصا ان هنالك في نية تركيا اجتياح عسكري لبعض قرى دهوك . فعلى الحكومة ن تحشد كل طاقاتها الدبلوماسية والدولية لوقف تلك التدخلات من دول الجوار وحل المسألة مع تركيا سلميا فالعراق في غنى عن الدخول في مثل تلك المهاترات والحروب وهو يواجه هجمة اقليمية من جميع الجهات . كل هذه التدخلات الاقليمية والعربية تدل على فشل السياسة الخارجية او المنهج في التعامل مع تلك الدول.
* تجمع عراق المستقبل