لن يستطيع سنة العراق أن يحكموا عراقا سنيا. لن يقبل ذلك الشيعة

 

قيس علي البياتي - واشنطن

kaisaliraq@yahoo.com

تخنقنا وتتربص بنا عقلية إلغاء الآخر.. ربما تكون هذه العقلية هي سر

 أسرار الأزمات
المتلاحقة في بلدنا العراق ومنذ عقود، لا أحد يريد أن يقتنع انه لا يستطيع إلغاء غيره والانفراد بالرأي أو بالسلطة. لا طائفة يمكن أن تلغي طائفة. ولا دين، ولا حزب، يلغي الآخر.
لن يستطيع سنة العراق أن يحكموا عراقا سنيا. لن يقبل ذلك الشيعة، ولن يستطيع العرب سنة وشيعة حكم العراق فلن يقبل ذلك الأكراد وغيرهم من القوميات ولن يستطيع الأكراد السيطرة على مدينة كركوك فلن يقبل التركمان والعرب والكلدوآشوريون. وهذا هو سر أسرار القلق والعنف في العراق. الاعتقاد بأن هناك مليشيا أو طائفة أو قومية يمكن أن تحسم الأمور لصالحها منفردة بالسلطة وبالقرار وهم وتخبط وجهل !!
إن عقلية إلغاء الآخر ومحاولة فرض أجندة واحدة ورأي واحد وطائفة واحدة وحزب واحد على بقية المجتمع، هي سرُّ أسرار الأزمات والحروب والاختناق وتوقف التنمية !! يتساوى في ذلك مع الأسف الحكام والمحكومون الإسلاميون والليبراليون . الأمم المتحضرة أصبحت متحضرة حين اقتنع الجميع بان الحياة ليست ابيض واسود، وان ألوان قوس قزح هي أجمل الألوان. والأمم تحضرت عندما فهمت فكرة التنازلات المتبادلة وتأكدت انه لا احد يستطيع أن يدير دولة ولا حتى شركة برأي واحد وثقافة واحدة تمارس إلغاء وتهميش الآخر.
ثقافة الفردية والبطولة والتعصب، ثقافة تعليم أبنائنا في المدارس:
ونشرب أن وردنا الماء صفوا
ويشرب غيرنا كدراً وطينا
وحديث المنابر التي تسب وتلعن الأمم والقوميات والطوائف الأخرى، هذه الثقافة خلقت حالة من النرجسية والأنانية والاعتداد بالذات وبالجنس وبالطائفة وفي كل الحالات كانت الضحية الأولى هو شعبنا العراقي المنكوب والمغلوب على أمره الذي أكتوى بنيران حروب الطوائف فكانت البطالة والفقر والأمية وظل الناس ومازالوا يتقاتلون على أوهام الأنفراد ورفض الآخر والأنغلاق على الذات. لا بديل للأنتحار الجماعي والسيارات المفخخة سوى الإيمان بالتعددية والتسامح وقبول الآخر وأعتبار مصالح الأمم والأوطان فوق مصالح المليشيات والأحزاب والزعامات السياسية الملوثة التي تتدعي زورا وبهتانا أنها تمثل الناس وهي لا تفكر أبعد من مصالحها الذاتية والفئوية
إما التسامح وأحترام الآخر والإيمان بالتعددية والإيمان بالإنسان كقيمة بغض النظر عن طائفته أو انتمائه.. أو الانتحار الجماعي

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com