|
في محاولة لتذكير الساسة العراقيين بعض أيامهم التي مضت وبالأخص من سبق أن تفاعلنا معهم من أجل عراق يسوده العدل والأمن والحرية وكان الصدق والصفاء والمعرفة منهجنا وما كان في مخيلة أحدنا أن تدور الأيام دورتها على صدام بعد أن تخلص من مأزقه مع إيران ليستدرج الى حرب ظالمة أخرى يكون الطرف فيها دولة عربية طالما قدمت الأموال وعبئت موانئها للمجهود الحربي لتكون النتيجة أن تتداخل الأدوار والظروف والمصالح في إطار نظرية التوافق التي أوصلتكم الى ما وصلتم اليه . أذكّركم تلك الأيام التي هي خلفيات حاضركم وتاريخكم ورؤاكم وعقيدتكم ومَن تآخيتم فيها معهم في الضراء فكان التركمان خير من تواثقتم معهم وتحملتم معا وأنتم أعرف بتفاصيل ما أعني وها أنتم اليوم في موقع مسؤول والتركمان يرفعون الشكاوى اليكم فلا يجدون من يصغى اليها. لعمري أحسّ وفي قلبي مرارة الخطاب أن لا أخاطبكم بهذا ولكني وجدتكم وقد بالغتم في السكوت عن مظالمنا وتجاهلتم حتى بالإشارة الى عميق معاناتنا فكأنكم قد شاركتم في وجدانها فتخشون ذكرها، لقد صنعتم للبعض أسطورة من الحقوق باطلا ما لم تكن في خلدهم يوما ولما وجدتم التركمان مسالمين قد إعتمدوا عليكم في حقوقهم فأسدلتم دونها حجابا فما أنصفتم الحق وأهله ولا قدّرتم التاريخ وخالفتم الرؤى وكنا وأنتم كالمستغيث من الرمضاء بالنار. وإذا كان العذر مما لا يقال والظرف ما لا يحتمل ولغيركم القول الفصل فماذا انتم إذا؟ وإذا كنتم ولكم الحول والقول فلماذا تتجاهلون حقوقنا وتتجاهرون عن باطل غيرنا؟ ثلاثة أيام من الحوار في أربيل تستنجدون الأحزاب هناك تدعونهم الى تحالف متين وتعتبرون المادة السامة ملزمة ومتى كان السم الرعاف علاجا؟ الم تعارضها وإنتقدتها يوما وقلت ما قلت عن تداعياتها ورفضت تلك الأرقام المزورة ولا أدري لماذا تميل آليات المساعي دوما على صراط جحيم لقد إتخذتم كل الإجراءات التي تعبر عن مصالح فئة معينة مقصودة على حساب فئة محقة أخرى وأيم الله إنه الظلم فلم تناقشوا بدقة حتى متطلبات نص المادة القابلة للتفسير وفقراتها المتعددة ذات الأسبقيات فهيأتم اللجان المحشاة والإستمارات لترحيل العرب من كركوك قبل حل النزاعات الملكية وتعويض أصل المتضررين التركمان ورتبتم الأموال لتسهيل خروجهم وتامين السكن لهم مع أن شهداء التركمان اللذين قضوا حياتهم والكثير منهم كانوا رفاق درب معكم لم يسترجعوا حتى ديارهم المغصوبة او المصادرة منذ ثلاثة عقود فضلا عن حرمانهم مما يجري تقديمها لعوائل الشهداء في المحافظات الاخرى والأنكى إن حلفائكم دعاة 140 من أربيل والسليمانية ودهوك بدأوا يبنون في أراضيهم الزراعية البيوت وأراضي أهالي مدينة تسعين خير شاهدة على إستباحة الاحزاب الكردية لحقوق وممتلكات التركمان فمن يسأل من؟ والمسؤولون والإدارات في المحافظة هم ومعظمهم الغرباء وهم الخصم والحكم ، فإذا إشتكى التركمان عن تجاوزاتهم قالوا وليتهم ما قالوا إما لأنهم(المتجاوزون) يحملون معهم ورقة صادرة من حزبهم من أربيل بموجبها يمتلك الشخص قطعة الأرض المغصوبة عادة من التركمان، فيعطي من لا يملك لمن لا يستحق أو أن المتجاوزين قد وصلوا في بنائهم حد السقف فحصلوا على سقف قانوني يحمي إغتصابهم وسرقتهم ولا أدري على أي شريعة إعتمد هذا القانون مع أن الدستور منع سن أي قانون يخالف أحكام الإسلام الصريحة ( الناس مسلّطون على أموالهم..) ولا مصلحة عامة في التجاوز سيدي (خان جغان) ولا مبالغة. سيدي الحاكم وأخي العزيز لا زلت على بقية من حسن الظن بكم وأعتقد أنكم تكرهون ما يفرض عليكم مع اني بدأت أميل إلى الإعتقاد بأنكم ضعفتم وتخشون المواجهة في موضوع كركوك وكأنكم أخذتم العبرة، وإذا كان التبرير وأد الفتنة أقول ألا في الفتنة سقطوا، فأي موؤودة فتنة هذه التي تقسمنا أرضين وشعبين وظالم ومظلوم. أليس العدل أساس الحكم عندكم وإذا كان كذلك فلا يحل لكم أن تلتمسوا بالجور حقا (فمن ضاق عليه الحق فالجور عليه أضيق) فالمادة 140 باطل وجور وتعلمون كل خلفياتها ولا حاجة للتعريف بها اليكم وأنتم أدرى بتفاصيل خلقها ولكن التي تثير هواجسنا وخشيتنا هي تعهداتكم وإلتزاماتكم تجاه المادة وتنفيذها في إطار المدة المستحيلة رغم وجود الإعتراضات المنطقية والقانونية والإشكاليات العملية التي يجب رفعها أولا مع توفير الوقت الكافي لإجراء إستفتاء سليم فبدون توفير أرضية الإستفتاء تعتبر العملية باطلة برمتها وهراء ويزيد قلقنا كثيرا عن مالذي جعلكم تختارون هذه المرة الدكتور الربيعي ومع إحترامنا له وهو من لا يعزب عن حصيف هواه ولا أضيف إضافة في ترجمته وقد حسم الرجل فكره في قضية كركوك قبل أكثر من عام حين وصف شهادته زورا عن كركوك فقال بأننا كنا حين نمرّ من خالص وكأننا تجاوزنا حدود المنطقة العربية الى منطقة كردية فكل شيء متغير من الألبسة واللغة والتقاليد، والحق خلافه ، فمن حوالي ديالى بإتجاه الشرق والغرب تبدأ قزلباد - قرة تبه - طوزخورماتو- بيات- كفري- داقوق- تازة خورماتو- كركوك- التون كوبري- أربيل الخمسينيات- وهكذا الى تلعفر أكبر أقضية العراق هذا الخط العريض العريض من حزام العراق يمثل بالأصالة تركمان العراق قد بلعهم الدكتور الربيعي كالحوت وأي حوت يجرّد العراق من حزامه الذهبي لينتكس أمام العاديات ولا أدري كيف قدّرتم وفوضتم رئاسة لجنة 140 اليه فهل عدنا الى أساليب جمع الوظائف في الشخص الواحد وهل عجز العراق أن يولد محايدا ذو حكمة وبصيرة له باع في القانون والقضاء يحتكم اليه فإخترتم الربيعي! مع أن رئيس اللجنة السابق قد خالط في مهمته وأنتم أدرى بمستورها ومعلومها فلم تستوضحوا منه أو تحققوا معه فإستقال الرجل على عجل ليطوي صفحة لن يغفره التاريخ أبدا بعد تمريره حزمة من القرارات التي همّشتم تحت كل بند من بنودها لما توقّعتم فيها من إشكاليات ونيات مبيّتة قد تغتال العدالة والحقوق، فكان ذلك مثار إنتقادات لاذعة عليكم ممن كتبوا سيناريو كركوك وربما غادر الرجل العراق بنصف المليون دولار ومن يدري المزيد. كان على الحكومة أن تعتبر من حساسية الموضوع وعمق تفاعلاته المحلية فيما إذا أخذت القضية منحى مشوبة بالريب وغير شفافة وبعيدة عن كل ما يمكن أن تقام ضدها الشبهات والطعون وأن تتمعن في شأنه فيختار للرئاسة أهلها لا ان تعاد الصفقة مع الربيعي هذه المرة على حساب حقوق من لا يجدون لها ناصرا غير الله وهو حال التركمان في العراق. فالربيعي وكونه ليس أهلها حرفيا وله حكم شخصي مسبق بالموضوع سبق أن جهر به في أكثر من موقع ووجود تحفظات ورفض من طرف وترحيب وإستبشار من طرف آخر في الخصام مما يجعل إختياره خطوة في الطريق الخاطىء ، ورغم اننا لا نحكم عليه مسبقا فإن تعينه في رئاسة لجنة 140 قد أعطى إنطباعا أوليّا عن نية الحكومة أو موافقتها لصفقة منحازة ضد التركمان في كركوك وهذا الأمر مما لا يخفى على أي عاقل إدراكه. وإن تعهد الحكومة بضبط اللجنة في إطار من الحياد وإشراف مباشر من رئاسة الوزراء عليها يُعدّ مجازفة خطيرة فيما إذا إنفلتت الحسابات ونحّي رئيس الوزراء بأخرى أوأصبح رئيس اللجنة رئيسا للبلاد بفضل إبداعاته حول كركوك سيما أن السيد الربيعي ذو مواهب عديدة نخشى منها على حقوقنا كتركمان وليعذرنا الدكتور الربيعي لتحفظاتنا عليه ولدوره في قضيتنا متمنين له البقاء بعيدا وسالما من كل قدح خطير فهو غير مقبول وفق كل المقاييس وقيم العدالة التي تعلمناها ثالث ثلاثة من أهم دعائم وكليات ثقافتنا من أصول الدين فلا تبخسوا الناس أشيائهم والسلام.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |