الاعتداء على المقدسات فتنة طائفية

ناظم الماهود

nadhum_almahood@yahoo.com

بعد أكثر من سنة من الاقتتال الطائفي الملعون بكل أنواعه وبعد أن تعاضد كل الجهود السياسية والدينية للحد من هذه الظاهرة واستبشرت الملايين باقتراب تطبيق بنود المصالحة الوطنية لنقل الوضع العراقي مما هو عليه إلى وضعٍ اكثرُ امناً واستقراراً للحد مما يعانيه هذا الشعب المغلوب على أمره والذي تكالبت عليه كل عناصر الشر للمحافظة على هذا الوضع الغير مستقر لغاياتٍ في أنفسهم والتي هي ولا شك في ذلك لا تصب في مصلحة العراق مطلقاً وبعد ان عانى الشعب الأمرّين من نتائج عدم الاستقرار والأمن . هذا الشعب الذي بات متشبثاً بكل شئ كان فيه بصيص أملٍ للخلاص مما هو فيه .

فبعد كل هذا وبعد أن فشلت أهداف التفجير الأول والذي فجّر ذاك الاقتتال الطائفي المقيت وبدأت ملامحه تقلُّ وان كان ليس بالشكل المرجو .

قاموا أعداء العراق مجتمعين بكل أشكالهم وأنواعهم بتحقيق مصلحتهم على حساب مصلحة العراق ، هم الأعداء أنفسهم الذين قاموا بالاعتداء على مرقد الإمام عبد القادر الكيلاني ولنفس الإغراض التي باتت معروفة والتي اكتشفتها إرادة هذا الشعب المتمرس في النوائب والمحن على مر العصور و الزمن مستغلين التنوع المذهبي فتارة يفجرون لهذا المذهب وتارة أخرى لذاك المذهب . ولما فشلوا في تحقيق مآربهم أعادوا الكرّة في سامراء . فالمكان واحد في سامراء أو في بغداد او أي جزءٍ من العراق . والهدف واحد في تفجير مراقد الائمة من كلا المذهبين . والمصلحة واحدة لكل عناصر الشر وهي بالتأكيد ضد مصلحة العراق ووحدته وأمنه واستقراره وقوته وسعادة شعبه وما هي إلا تفجير للطائفية من جديد . لكني أرى هذه الأعمال لن يقوم بها سوى الأغبياء الذين غاب عنهم إن الشعب الذي فهم كل واردة وشاردة ليس له همٌ سوى كشف هولاء والخلاص منهم .

وهذا ما نختلف به عن باقي شعوب العالم اجمع . فلو حصل ان مُسّت مقدساتهم بسوء لقامت الدنيا وما قَعُدتْ في بلدانهم . وما هذا الا بفضل تراثنا العميق منه الدروس والعبر .

 أما بعد فعلى القادة  الذين طرحوا أسماءهم بملأَ أرادتهم في الانتخاب ونالوا شرف قيادة العراق جميعاً أن يكونوا على قدر المسؤولية وكما قال اكثم بن صفي " إن أفضل الأشياء ِ أعاليها وأعلى الرجال ملوكها وأفضل الملوك اعمّها نفعاً وخير الأزمنة اخطبها وأفضل الخطباء أصدقها " . وان يكون اهلاً للقضاء على بؤر الفساد بكل أنواعها الخدمية والأمنية خصوصاً لان إصلاح فساد الرعية خير من إصلاح فساد الراعي ومن فسدت بطانته كان كالغاص في الماء . وبعضٌ من هذا وذاك يجعلنا نرى سامراء فنقول فيها دارٌ لبست البَلِي وتعطلت من الحُلِي صارت من أهلها خالية بعدما كانت بهم حالية ، قد أنفذَ البينُ سكانها واقعد الدهرُ حيطانها ، دارٌ شاهدُ اليأسِ منها ينطق ُ وحبل الرجاء فيها يقصرُ كأن عمرانها يطوى وخرابها ينشرُ، أركانها قيامٌ وقعود وركامها ركّعٌ وسجود .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com