لم يعد مهمآ الحديث عن معاناة اي عراقي في ظل النظام البائد، بعد أن وصل الحال بالانسان العراقي الى مديات خطيرة تهدد في كل ثانية تاريخه وحياته ومستقبله... أذن من الأجدى الحديث عن ما يعانيه العراقيون في ظل الاحتلال الديمقراطي! والحديث عن التركمان في ظل الاحتلال الامريكي ذو شجون، فمع وجود قوى محلية أخذت على عاتقها تنفيذ سياسات المحتل على الارض، ومساندة حكومة لا تقل عنها خضوعآ
للمحتل فأن حصاد التركمان من ديمقراطية الاحتلال كانت الاشواك التالية:
1. تبين أن اكثر العراقيين لايعرفون شيئاً عن التاريخ التركماني، وحتى اكثر المثقفين ينقصهم معلومات حول الشعب التركماني، قد يقول قائل وما دخل الاحتلال والجهات المعادية للتركمان في هذه النقطة؟ نعم هناك دخل كبير، فكل الجهود التي تقوم بها المؤسسات المدنية والاعلامية التركمانية لأعادة التعريف بهذا الشعب وتاريخه، تجابه بالتشويه من قبل القوى المعادية لحقوق التركمان.
2. عدم تعصب تركمان العراق لقومهم جعلهم خارج السياسة اي اصبحوا نسياً منسيآ، قد يقول قائل وما دخل الاخرين في هذا، فليتعصب التركمان لقومهم كما يشاؤون! نعم هذا سؤال وجيه، ولكن الحقيقة التاريخية تقول لنا أن تمسك العربي في العراق بقوميته أعتبر ولا يزال نضالآ له، وأن تمسك الكردي العراقي بقوميته أعتبر نضالآ حتى من الشيوعيين الذين من المفترض انهم يحاربون الافكار القومية، ألا التركمان
فمجرد أن يقول انا تركماني فهو متهم بالطورانية، التي لا تختلف في معناها عن العروبية والكردايتي بمليم واحد، أذن لماذا العروبية نضال يتشرف به العربي في العراق، والكردايتي نضال يتشرف به الكردي في العراق، ورغم ان 90 بالمئة من تركمان العراق لا يعرفون حتى كلمة طورانية، فأن مجرد تمسكهم بقوميتهم تعتبر نقيصة ضدهم!
3. استغلال بعض القوى السياسية ضعف التركمان للانتقام منهم وتهميشهم، والسيطرة على أراضيهم، عبر تزوير الحقائق التاريخية لتركمان العراق .
4. بعض المتعصبين العرب من القوميين كتبوا التأريخ حسب مصالحهم وحتى كتبوا في كتبهم كل اسماء العلماء التركمان المسلمين على انهم علماء عرب وعلى سبيل المثال العالم والطبيب والرياضي ابن سينا الافشاري البخاري الازبكي هو احد علماء المسلمين زَوّروا تاريخه وجعلوهُ عربيآ.
5. لايعلم اكثر المسلمين في العالم ان اكثر علماء الاسلام هم ذو اصول تركمانية، امثال الفارابي ، ابن سينا ، الامام ابو حامد الغزالي ، الامام البخاري ، الامام الترمذي ، الامام النسائي ، الفاراغاني ، مولانا جلال الدين الرومي ، الطوسي ، مولانا شمس التبريزي ، جلال الدين الافغاني وهو احد احفاد الامام الترمذي، وحتى الامام محمد عبدة فهو من اصول تركمانية، وعائلة اليازجي ايضاً من اصول تركمانية ، وهناك كثيرون لا مجال لذكر اسمائهم .
6ـ انتهازية بعض السياسيين العراقيين وانانيتهم المزمنة بحيث أصبحوا لايفكرون الا بمصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة .
7. الفساد الاداري والاختلاس والفوضى القائمة وتسلل بعض اللصوص والمجرمين الى صفوف القوى الوطنية جعلونا في موقف محرج ولا نستطيع نحن العراقيين ان نفكر بحقوق القوميات بشكل صحيح .
8. أكثر العراقيين لايعلمون تاريخ العراق وخاصة تاريخ السومريون ولايعلمون معنى السومر ، مع العلم تؤكد المؤرخون والعلماء الاثار ان سومريون من الاسيا الوسطى الموطن الاصلي للتركمان ، سومر هي كلمة مركبة من كلمتين سو تعني الماء وكلمة ار وتعني الرجل، وكلمة سومر المركبة تعطي معنى رجال حافات المياه او حافات الانهار ومن اقدم عشائر السومرية التركمانية هي عشيرة الهرمزي وعشيرة اليعقوبي نعم هذين العشيرتين هم احفاد سومر ...
9. محاولة بعض الحاقدين من الجهلة جعل التركمان اقلية صغيرة ومن بقايا الدولة العثمانية اي يحاولون جعل التركمان جالية تركية في العراق ، للعلم ان الترك هم من رحم التركمان وليس العكس ، لان وجود التركمان في العراق اقدم بكثير من وجود الترك في التركيا.
10. القوات المحتلة لا ترتاح للتركمان لان الاحزاب التركمانية رفضت الاحتلال الامريكي منذ البداية ولم تتعاون مع هذه القوات المحتلة للعراق .
يكون مفيدآ في هذا السياق ان نذكر بعض اخطائنا نحن كتركمان في هذه المرحلة:
1. التعصب المذهبي عند البعض من اخواننا السياسيين قسم هذه القومية الى قسمين مما وضع عموم الشعب التركماي في موقف ضعيف قياسآ الى الباقي القوميات.
3. أنانية بعض السياسيين التركمان جعل هذه الشريحة في موقف ضعيف .
4. الكثير من السياسيين التركمان لايفقهون السياسة ولا يتعلمون من الاخطاء المؤلمة ، لانهم بعد كل هذه الاخطاء لم يوحدوا صفوفهم .
5. محاولة القوى السياسية العراقية تهميش التركمان وابعادهم عن الساحة السياسية
6. . كثرت الاحزاب التركمانية حولت التركمان الى كتل سياسية صغيرة وضعيفة دون ثقل سياسي.
. واخيرا اتمنى الخير لكل العراقيين بعربه وكرده وتركمانه وكلدانه واشورييه
العودة الى الصفحة الرئيسية