|
بدأً نسأل : هل الحجاب من الجاهلية؟ أم من الإسلام؟ فإذا كان في الجاهلية ..فذاك لأنه لا توجد شريعة سماوية تقيد الإنسان رجلاً كان أم امرأة بقيم وأخلاق وتقاليد.. فكانت العادات الموروثة السيئة كثيرة والانحطاط الخلقي والأخلاقي والعقائدي سائداً في ذلك الزمان... والمرأة في ذلك العصر سلعة تباع وتشترى ..ومادة إعلامية للكثير من الأسواق.. فهي مهانة في البيت وفي الشارع وتشكل عاراً على من تلد له أنثى ...ولهذا كان وئد البنات سائداً في ذلك العصر ..ولما جاء الرسول الكريم(ص) بأعظم شريعة إسلامية متكاملة عرفها التأريخ ...كان للمرأة نصيباً أوفر من تلك الشريعة فأصبحت المرأة زوجة محترمة ولها حقوقها الزوجية الكاملة.. وبنت عزيزة في بيت أبيها ..وحرَّم وئد البنات... وأماً كريمةً ومربيةً فاضلةً..واختار لها طريق العفة والحجاب عدم التبرج وإظهار الزينة فقال الله تعالى في كتابه الحكيم((ولا تتبرجن تبرج الجاهلية الأولى..)) فالإسلام أمَرها بالالتزام بالحجاب لأنها أصبحت تعايش المجتمع المسلم لا الجاهلي فصار لزاماً عليها ان تعيش أجواء إسلامية صحيحة وان ترتفع بإيمانها وتفكيرها نحو الدين الإسلامي الذي أنقذها من الضلالة الى الهدى . فكلما كان إيمان المرأة اكبر كان حجابها أكثر وكلما ازدادت معرفتها بالله والرسول وشريعته ألحقه كان حجابها أكثر...فكان حجاب سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء (ع) لا مثيل له بحيث اذا خرجت بالليل تتعثر بذيال حجابها ..وذلك يرجع تمسكها بذلك النوع من الحجاب ..لأنها سليلة الرسالة النبوية ولأنها تربت في حضن الفيض الإلهي ..فعرفت الله حق معرفته وتمسكت برسالته وشريعته .وهكذا سِرّن نساء بيت النبوة على هذا الطرية لانهنَّ عَرَفّن بأن الله يريد بهذا للمرأة ان تسمو بالعفة والفضيلة والحجاب ..لأنها تصبح بهذه الأخلاق والمعاني كالدرة المكنونة التي يتشوق لها الرجال ..لا كالمادة الإعلامية المعلقة على الجدران وشاشات التلفاز... ولما كان عهد الطاغية صدام قد أبعد المجتمع العراقي عن العلوم الدينية والمعرفة وأشاع الفساد والإباحية وقتل العلم والعلماء بل قتل الإسلام في عقر داره وأصبحت المرأة العراقية جاهلة بعلوم الشريعة الإسلامية حالها كبقية شرائح المجتمع ..جاءت نهضة الشهيد السعيد السيد محمد محمد صادق الصدر(قده) لتفجر ينبوع العلم والمعرفة بالإسلام المحمدي فكانت نهضة اجتماعية فكرية وعقائدية ايقضت العراقيين من سبات الجاهلية وأخرجتهم من الظلمات النور. فكان للمرأة نصيباً من هذه النهضة ..فالمرأة التي كانت لا تراعي للإسلام حرمة ولا تلتزم بتعاليمه صارت سبّاقة للالتزام بتعاليم الشريعة المحمدية ، فتراها قد طبقت التعاليم الإسلامية بحجابها وعفتها وأخلاقها بمحاربتها للشيطان. إلا انه وبعد دخول الاحتلال الغاشم الى بلدنا العزيز ودخول الستلايت والانترنيت اللذان يعتبران خير ثروة علمية أنتجتها البشرية اذا استغلت استغلال صحيح في سبيل العلم والمعرفة ، ولكن مع الأسف الشديد راحت المرأة العراقية المسلمة تبحث عن قنوات الموظه والخلاعة والتفسخ الخلقي السائد في أكثر القنوات وعن طريق الأفلام العربية والأجنبية وبرنامج(ستار اكاديمي) السيئ الصيت الذي جعل المرأة مادة إعلامية وصورة للخلاعة والإباحية ، والذي راح يتابعه أكثر الشباب والشابات والدليل على ذلك بأن الفائزة فيه هي عراقية الجنسية . فشبابنا لا يعي المؤامرة الكبرى التي يحيكها أعداء الإسلام الذين ركزوا على المرأة العربية المسلمة وجعلوها مادة هذا البرنامج الذي أباح الاختلاط بكل صوره ، لِبينوا للعالم الغربي بأنه هذا هي أخلاق المرأة المسلمة التي تناديها شريعتها بالعفة والحجاب والفضيلة وهي لا تلتزم؟!! فانتبهي أيتها الأخت المسلمة لنفسك ولدينك واعلمي جيداً بماذا يريدك الإسلام ان تكونين ، ولا تقلدي المرأة الغربية في لباسها فتلك هي أمنيتهم وهم يسعون بشتى الوسائل لضلوكِ عن طريق الإسلام الصحيح .. ولا تكوني الوسيلة التي يُضرَب بها الإسلام في جوهره، واحفظي حجابكِ الذي صار موظه وهو بعيد كل البعد عن حجاب العفة والوقار الذي أوصانا به الله ورسوله..وأنتِ تلبسين التنورة القصيرة و(البدي) و(البنطلون) وتضعين على رأسكِ شالاً جميلاً مرصعاً يظهر منه نصف شعركِ ..وتبدين زينتكِ ما ظهر منها وما بطن..فأنت بهذا تعيشين عصر الجاهلية الأولى حقاً.. فهل انتِ مسلمة بحجابك هذا ... أسالي نفسك هذا السؤال وتفكري وتدبري في دينكِ..ودنياكِ..وآخرتكِ..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |