|
المطّلع على قائمة او لائحة المنظمات الارهابية التي تعيد اصدارها الادارة الامريكية بين الفينة والاخرى يمكن قراءة ان من بين هذه المنظمات التي تصنفها تلك الادارة بالارهاب هي (تنظيم القاعدة، منظمة مجاهدي خلق، الحزب العمّالي الكردستاني)! الملاحظ ان هذه المنظمات "الارهابية" تعمل في العراق وتوجّه عملياتها الارهابية الى دول الجوار منطلقة من الاراضي العراقية. واذا ما استثنينا تنظيم القاعدة الذي هو في حرب معلنة مع القوات العسكرية الامريكية المتواجدة على الاراضي العراقية، فان المنظمتان الاخريتان ليستا في حرب مع تلك القوات ولا مع ادارتها، وذلك ليس على المستوى العسكري فحسب بل وعلى المستوى السياسي ايضا! فمثلا لم تشهد اي فترة من الفترات اي احتدام او تصادم مع اي ادارة اميركية لهاتين المنظمتين. واذا ما اعتمدنا المنطق الامريكي للتحليل فيما هو "من لم يكن معنا فهو ضدنا"، نكون قد وصلنا الى المفيد فيما هو ان هاتين المنظمتين انما تعملان بتوجيه ودعم اميركي واضح! اما جهة تصنيفهما على القائمة الاميركية للمنظمات الارهابية فلا يعدو كونه من قبيل "ذر الرماد في العيون"، وذلك نظرا لان تلك القائمة قد حوت على منظمات "مقاومة شرعية" تعمل ضد الاحتلال الاسرائيلي سواء في فلسطين او لبنان. وبالتالي فان حشر منظمات ترعاها الادارة الامريكية سواء عبر ادارة (البنتاغون) او ادارة (السي آي أي) يجعل من تلك القائمة مقبولة على المستوى الدولي لحشد الدعم لها امميا، هذا من جهة. من جهة اخرى فان اعلان "الحزب العمّالي الكردستاني" المعادي لتركيا الحليفة لامريكا واسرائيل ومخططاتهما في المنطقة بصورة علنية، يعني ارضاء الاصدقاء ولو بفتات دعائي! اما وضع (منظّمة خلق) على تلك القائمة فلا يعدو كونه خلط للاوراق وبالاخص في فترة الحرب العراقية الايرانية التي حاول النظام الصدّامي البعثي استخدامها داخليا ليصوّر ايران على انها "عميلة اميركا" في المنطقة متخذا من وضع منظمة خلق على قائمة المنظمات الارهابية دليلا على ذلك، على اعتبار ان تلك المنظمة انما تعمل جاهدة وبكل ما اوتيت من قوة واسناد لاسقاط "حكم الملالي" في ايران كما يحلو لتلك المنظمة والنظام العراقي ان يسمّي نظام الحكم الاسلامي الواقع في ايران منذ العام 1979! الجدير بالذكر ان افراد "منظمة خلق" غير مرحّب بهم على الاراضي العراقية وقد طالبتهم الحكومة العراقية بالرحيل او العودة الى بلدهم ايران ولكن في كل مرة يواجه قرار الابعاد ممانعة اميركية شديدة، نظرا لان معسكرات تلك المنظمة والمعروفة بأسم "اشرف" الواقع في بلدة العظيم التابعة لمدينة الخالص بمحافظة ديالى، انما تتمتع بحماية اميركية شديدة وكأنها معسكرات اميركية! اضف الى ذلك فان الادارة الاميركية قد اتخذت لاحقا من تلك المنظمة "مرشدا" على النشاطات الايرانية وبالتحديد في المجال النووي، بعد ان كانت اليد الضاربة لحكومة صدام حسين في الداخل الايراني ولفترة طويلة. اما فيما يخص الداخل العراقي فقد وضعت الحكومة العراقية يدها على الادلة والاثباتات التي تجزم بما لايقبل الشك ان "منظمة خلق" انما تقوم ببعض الاعمال الارهابية في العراق وايران معا وذلك انطلاقا من الاراضي العراقية مستفيدة من الحماية والدعم الاميركيين لها. هنا لابد من الاشارة الى البيان الذي تلاه الناطق باسم الحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ في الاول من شباط 2007 حيث جاء على لسانه بالحرف الواحد فيقول "نحن في العراق لدينا من المشاكل والظروف الصعبه التي لا تسمح لنا بايوائهم. ان هذه المنظمه بدأت بالتدخل بالشان الداخلي العراقي وان وجودها في العراق غير مشروع"! (حزب العمّال الكردستاني) يتخذ من اقليم كردستان العراق مأوى ومنطلقا لعملياته ضد تركيا والتي تجري رغم التواجد الامريكي الكثيف في العراق ورغم وقوع الاقليم تحت سيطرة الادارة الكردية. ووسط غياب مطالبة علنية من تلك الادارة لاعضاء هذا الحزب لترك الاراضي العراقية، فان (منظمة خلق) لازالت تعمل هي الاخرى ضد ايران من الاراضي العراقية رغم تشكيل لجنة لتصفية امور المنظمة في العراق في تموز-2006. هذا التحليل لن يروق للبعض وبالاخص لاتباع هاتين المنظمتين ولكن دعونا نبتعد عن التراشق ونسأل هؤلاء برويه سؤالا وهو: لماذا تتمتع هاتين المنظمتين برعاية وحماية اميركية في العراق؟! ولنطرح تساؤلا يقفز الى مخيلة كل منا وهو: لو ظفرت القوات العسكرية الامريكية بحزب الله اللبناني مثلا او حركة حماس الفلسطينية فهل سترعاهما كما ترعى منظمة خلق مثلا، على اعتبار ان هذه المنظمات كلها على نفس القائمة، ام ان تلك القائمة فيها ايضا (خيار وفقّوس)؟!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |