|
ان ظاهرة العنف التي تجتاح العالم في هذه الأيام ظاهرة يجب التوقف عندها والتأمل فيها, فلقد اصبح الأنسان يقتل أخاه الأنسان وان هذا القتل ليس من أجل قضية ولا يوجه ضد اعداء وان الذي يحدث في العراق بشكل عام وضد المسيحيين بشكل خاص خير دليل على ذلك , وان التكفيري يقتل فقط لشهوة القتل لأنه ما من سبب لكي يقتل المسيحي العراقي وان المشكلة هنا هي انه هناك الكثير من النصوص الأسلامية تتضمن قدراً من العنف وانها بحاجة الى اعادة القراءة واعادة الفهم والتأويل حتى لا يستمر في أذكاء شرارة العنف بين المسلمين وضد غيرهم فأيات التي تدعوا الى القتال او المقاتلة وضرب الأعناق وقطع الأيدي والأرجل تمثل ترسانة كبيرة من النصوص التي يعتمدها المتطرفون لاجهاض اي تطور نحو الأفضل وما جدوى مثلاً الى المناداة الى حملة لمقاومة العنف ضد النساء اذا كان هناك من لايزال يفهم واضربوهن على انه حق له لممارسة عنف شرعي؟ ولكن في نفس الأتجاه يوجد في الأسلام الكثير من المضامين الأنسانية التي عميت عنها ابصار المتطرفين من دعاة الأرهاب ومن متشددي الأسلام السلفي الذين اليوم يقودون العالم الى كارثة, وان موقف المسيحية من العنف يحسب عليها لا لها اليوم فقد ظن الكثيرون ان التسامح الذي تبديه المسيحية في تعاليهما هو ضعف, لا يصلح في مقاومة العنف الذي يكتوي العالم والعراق بناره اليوم لمن المتأمل جيداً في كلمات المسيح التي يتعرض فيها الى ظاهرة العنف لايجد فيها اي مسحة من الضعف بل هي القوة بعينها لنزع بذور الأنتقام من داخل الأنسان ان مقابلة العنف بالعنف حسب مفهوم المسيحية لا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيداً وان عدم مقاومة الشر وامتصاص نوبة العنف لا يقدم عليها اليوم الا انسان واثق بذاته والقوة التي تعمل فيه وان الثقة بالذات ترفع المؤمن فوق القانون الطبيعي, وهنا السؤال الذي يطرح نفسه هل يجب علينا السكوت وان لانقاوم رغم ما يحصل علينا في العراق من قتل وعنف مادي ونفسي؟ وعندما نقاوم التكفيري بالطريقة التي يفهمها والتي تردعه عني بذلك نصبح بعيدين عن تعاليم المسيح والذي يؤكد علينا ان لا نقاوم الشر وان هذا هو التناقض الذي اعاني منه انا وغيري من الشباب المسيحي لننا لسنا ضعفاء وليس التكفيري اشجع منا بل الفرق هو اننا نفكر بعقل واما هم بدون عقل اذا كيف السبيل الى ان ابقى محافظاً على تعاليم المسيح وفي نفس الوقت احمي نفسي واقاوم التكفيري الذي يريد قتلي؟ اعتقد ان الأسلام بحاجة اكثر من اي وقت مضى الى اجتهاد ابناءه لأضفاء نزعة انسية على صيغة ايمانهم بدينهم وانقاذه من براثن المقلدين والمتطرفين واشاعة وعي نسبي بالانتماء الى العقيدة الأسلامية يترك متنقساً للعقل ويمكن المسلم من احترام غيره او ان يكون الحل هو اصدار الحكومة العميلة للمحتل قرار بفرض غرامة مالية قدرها 20000 دولار على كل من يقتل مسيحي او يضطهده او يعتدي على املاكه وهذا اقل ما تفعله الحكومة التي فقدت كل شي حتى واجب حمايتها لمواطنيها وهي في نفس الوقت لا تعرف حتى كيف تحمي نفسها.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |