|
ان كل ماهو مرتبط بالأطفال تم الاتفاق عليه في اتفاقية حقوق الطفل التي وقعت عليهه 192 دولة في العالم وان اهم ما جاء فيها هو ان الطفل كل انسان لم يتجاوز الثامنة عشرة,وان لا يعاني الطفل من التميز بسبب والديه ولونهم او جنسهم او لغتهم او اصلهم القومي او الأثني او الأجتماعي وان تضمن للطفل الحماية والرعاية اللازمتين لرفاهيته وبذلك نضمن افضل السبل لنمو اطفالنا بالشكل الذي يجعلهم يبنون مستقبل دولهم، واين نحن من هذا كله وماذا حققنا لأطفالنا,ان ما يعانيه اطفال العراق اليوم بسبب الأحتلال الهمجي من قبل امريكا وقبلها حصارها الظالم لكثر من عقد من الزمن حيث ترك هذا الحصاريحصد ارواح مئات الالاف من اطفالنا واليوم يعاد نفس السيناريو من خلال الاحتلال والأرهاب والصراعات من اجل المصالح التي حولت العراق الى دولة من اخطرالدول على حياة الأطفال وهذا ما اكده تقرير منظمة انقذوا الأطفال عندما اكد على ان طفلاً من كل ثمانية اطفال في العراق يموت قبل ان يبلغ سن الخامسة نتيجة الأمراض والعنف وقد شهد عام 2005 وحده وفاة 122 الف طفل عراقي واضافة الى ذلك هناك عوامل اخرى حولت حياة اطفالنا الى كابوس منها بطالة الأباء او الأمهات التي ادت الى مشاكل واضطربات عائلية وبالتالي انعكست على الأطفال, وايضا الطائفية المقيتة التي تفشت في عراقنا التي كان لها دور في تفكيك التعايش السلمي الأسري والأجتماعي بين اطفال المحلة الواحدة, وان هجرة الأسر الى خارج العراق خوفا او طلبا للرزق زاد من مشاكل الأطفال من خلال مواجهة مجتمعات جديدة عليهم مما تضيف عليهم اعباء نفسية وايضا ان مشاهد الجثث والعنف والدماء التي اصبحت بشكل يومي سوف تحول احلامهم الى كوابيس مزعجة وكل هذه الأسباب واسباب اخرى لاتترك الى اطفالنا ان يعيشون حياة طبيعية حالهم حال بقية اطفال العالم, ان الأمم اليوم تولي اهمية خاصة الى اجيالها الناشئة لما لها من اهمية في مستقبل دولهم اما اطفالنا وبسبب الحروب والأرهاب اوجدوا انفسهم يتحملون المسؤولية وهم صغار وايضا تركوا الدراسة وتوجهوا الى الشارع للعمل بعد ان اهملتهم الدولة. ان احترام الدول لأبنائها ورعايتهم والعمل على اسعادهم وخلق الأجواء التي تساعدهم على التاهيل الصحي والأجتماعي هو المعيار الحقيقي الى مدى نجاح الدولة وتطورها وايمانها بحقوق الطفل ونحن في العراق بعيدين كل البعد عن الأهتمام باطفالنا واعتقد ان الأهتمام بهم افضل من اهتمام الحكومة الى من سوف يعطون الوزارة الفلانية او المنصب الفلاني لانه اطفالنا هم المستقبل اذا لم نهتم بهم اليوم سوف لا نجد في المستقبل اي كفاءة علمية تقود البلاد الى التطور, اعطوا القليل من وقتكم الى مناقشة حال اطفالنا للخروج بحلول عملية لحل المشكلة إننا اليوم أمام قضية كبيرة ومسؤولية أكبر ، وفعلا إنها تحتاج لجهود وعمل كل المخلصين والطيبين من أبناء شعبنا العراقي ، لأن قضايا ومشاكل أطفال العراق ومعالجتها، ليست مهمة جهة معينة دون غيرها ، بل هي مهمة وطنية شاملة ومسؤولية الجميع، من مؤسسات حكومية وأحزاب سياسية ومؤسسات ثقافية، ، إضافة الى الإستفادة من مساعدات وتجارب دول العالم الإخرى التي لها خبرة في مجال رعاية الأطفال.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |