|
كلنا يعرف ان هناك مجموعة كبيرة من شعبنا من المهاجرين تركوا اوطانهم لأسباب كثيرة منها سياسية اقتصادية دينية تجارية أمنية فتوجهوا الى دول عديدة في الغرب, واستقروا هناك فمنهم من حصل على الجنسية ومنهم من حصل على الأقامة الدائمة ومنهم من ينتظر الأقامة ان الكثير من شعبنا يقف على الأرض في هذه الدنيا بجسده وتتعلق روحه بسماء الأيمان والمثل العليا التي بلا شك اوصلها المسيح في رسالته لنا وللعالم وان منهجه يحاول الكثير من ابناء شعبنا ان يسيروا عليه قدر المستطاع وفي الجانب الأخر هناك من يقف على الأرض ونسى من هو ونسى حتى انه مسيحي وبدأ يحاول ان يبدل كل قيمه ومبادئه الى تصرفات بعيده كل البعد عن حضارتنا وقيمنا التي تربينا عليها وبعيدة حتى عن تعاليم المسيح وبقينا مسيحيين بس بالاسم, نعم نحن لا نختلف فقط من ناحية الشكل بل نختلف حتى جوهريا في القلوب التي تحمل المبادئ والمثل وحتى في طريقة تبصر العقل لهذه المبادئ وايضا على الطريق الذي نسلكه لتطبيق ما نحمله معنا من مبادئ وقيم وتعاليم اين نحن من الذين ناضلوا وقاتلوا وقتلوا من اجل قول الحقيقة التي دائما من يقولها يقع في مشاكل كثيرة وهل نحن نقبل الرأي الذي يخالف رأي الكثيرين وهل من يقول رأيه يلقى الترحيب من الجميع ما نعانيه فعلا هو وجود فئة كبيرة من المثقفين والسياسيين تتبع اسلوب واحد لا تغيره ,,, او انها فعلا لا تعرف اسلوب غيره ,,, وهو انها تتحدث اليك وكان الكلام الذي تقوله هو الكلام الصحيح الذي لا غبار عليه ,,,وبناء على هذه الفكرة المترسبة في عقولهم فاكثر ما يثيرهم هو ان ينتقد احد ما كلامهم او ان يرتكب الجرم الاكبر وهو ان يعارض ما قال واين نحن اذا وجدنا خللاً في حوار ما وكان بأستطاعت احد ان يساعده بالمناقشة الهادفة لتصحيح الخلل ولماذا نبخل دائماً بذلك لمجرد التفكير بالخوف من هجوم احدهم عليك لتسفيه رايك عند مخالفته لرأيه رغم ان لديك معلومات صحيحة تستطيع ان تصحح الطريق والى متى نكون مستسلمين لا نستطيع ان نشهر سلاحنا ضد التخلف والجهل والعنصرية وتجاهل الرأي المقابل وعدم محبة بعضنا للاخر والى متى الخصومات لاتفه الاسباب والى متى نظل لا نفرق بين المصلحة العامة والمصلحة الشخصية في حياتنا والى متى نبقى بعيدين عن مؤسسات المجتمع المدني الموجودة في مجتمعنا التي تخلصنا من القبلية والعشائرية التي هي مرض من امراض مجتمعنا الى متى نبقى نفكر بنفس عقلية العصور المتخلفة ونحن نعيش في مجتمعات متطورة والى متى نبقى نأخذ السلبي من تلك المجتمعات ونترك الجيد وهل وصلنا الى مرحلة نرفع الراية البيضاء للاستسلام والأنسحاب من المعركة القومية ،واذا بقينا نفكر بنفس هذه العقلية؟ فمصيرنا مصير القش المحمول من الريح وما فائدة الثقافة والتعليم التي نحصل عليها اذا لم نستطيع ان نخلص بها انفسنا من كل سلبي توارثناه او اكتسبناه؟ واذا نحن نقول اننا مسيحيين فاين المسيح في حياتنا؟ ام ان لكم راي اخر تقولون اننا لا نرفع الراية البيضاء للتخلف والجهل وكره الغير واننا لا ننسحب من المعركة المصيرية ابداً لأثبات وجودنا كشعب واحد يستحق ان يعيش وان ياخذ حقوقه كاملة مكملة اذا نحن بحاجة الى حوار صريح كالطفل وواضح كالشمس ..نحتاج ان نكون اطفالا في صدقهم في التعبير عن سرائرهم ..نحتاج ان نكون ذلك النور في كشف عيوب انفسنا قبل اجسادنا .... وعسى ان نستفيد من اخطائنا. ونقبل انفسنا ليتسنى لنا قبول الاخر.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |