إنسحاب من جبهة الخلاص الوطني

الدكتور حسام الديري

ahrarsyria@yahoo.com

ولدت معارضاً وسأبقى معارضاً لاي نظام دكتاتوري شمولي في سوريا ، ولإيماني بمبدأ الحرية والديمقراطية والعمل الجماعي لتعزيز فعل المعارضة المتجسدة في ضمير ووجدان الشعب السوري الذي يأن ومنذ اكثر من أربعين عاماً تحت وطأة القهر والفقر والفساد ، وتضامناً مع قياداته المناضلة والتي عاشت وما زالت تعيش ظلمة السجون وعانت من عسف أدوات مخابرات النظام وأزلامه ، دخلت هذا النفق المظلم علني أساهم في أضاءة شمعة في آخره مع كل الشرفاء ليعبر منه شعبنا بأمن وأمان .

وبعد إنشقاق الاستاذ عبد الحليم خدام عن النظام وقراره الإنضمام لقوى المعارضه الوطنية ، التقينا سيادته في باريس لعدة مرات قبل تأسيس جبهة الخلاص وكانت وجهات النظر حول متطلبات مستقبل العمل الجبهوي بالخارج وتقييم الواقع بالداخل متقاربه ، وبناءً على ذلك وبدعم وتأييد من العديد من القوى السياسية الوطنية والناشطين من مختلف التيارات الفكرية ، ولدت جبهة الخلاص ، كبداية لحركة تغيير جامعة للمعارضة بالخارج تدعم وتعزز قوى المعارضة في الداخل ، ورغم الآمال التي عقدت على تشكيل الجبهة وبسبب إعتماد بعض أطرافها على مبدأ التكتيك السياسي بدلاً عن الاستراتيجية بالتعامل بدأت الجبهة تفقد بريقها .

وحرصاً منا على نجاح وتعزيز ودعم عمل المعارضة في الداخل والخارج ، وتفعيل آليات الجبهة ، حاولت من خلال لقاءات الأمانة العامة جاهداً ومن باب الحرص وأمانة الموقف وصدق القول تقديم تصوراتي بالقول وبالكتابة التأكيد على تفعيل العمل الجبهوي النضالي للمعارضة من خلال تفعيل عمل الجبهة ، ولكن كان هناك على ما يبدو إصرار على صم الآذان وتجاهل ما قدمناه من مقترحات لأسباب آمل ألا تكون شخصية ، ولقناعتي بأن مسار الخطاب والتوجهات السياسية للجبهة قد أصبحت أقرب للازدواجية في أخذ المواقف الواضحة الصارمة ، إضطررت إتخاذ قراراً كنت أود ألا أتخذه أيماناً بمبدأ العمل الجماعي والديمقراطية واحترام الرأي الاخر بعيداً عن مبدأ الشمولية والقطبية ، تقدمت لأعضاء الأمانة العامة كزملاء أقدر وجهة نظرهم برسالة مطولة ومعللة الاسباب أعلن فيها إنسحابي من جبهة الخلاص بعد أن همشت الأسس والمبادىء التي بنيت على اساسها الجبهة ، وبعد أن عجزت عن وضع آليات واضحة المعالم للتعامل مع المتغيرات والأحداث بالمنطقة وتقييم واقعي لمصالح الدول العربية ، الإقليمية والدولية من جهه وفي سوريا بشكل عام وقوى ومعارضة الداحل بشكل خاص ، وكيفية التعامل معها بوضوح وموضوعية وبالقدر الذي يمكن الجبهة من الحصول على ثقة تلك الأنظمة ،  والقوى ودعمها لخطط الجبهة للتغير البناء الذي تفرضه متطلبات تغيير نظام ديكتاتوري فردي أسروي وصولاً لتحقيق الديمقراطية ، مستعينين بكل ما توفر لدينا من موارد وامكانيات شرعية .
ومع عقناعتي بأن العمل الجبهوي الجماعي هو الاساس في العمل السياسي بعيداً عن الأنا والفردية أو اقصاء أو تحجيم الآخر على حساب المصلحة الجماعية ، إنسحابنا من الجبهة يجسد مبدأ الحرية والديمقراطية ، وليس هدم ما قد تم بناءه ، متمنين أن يأخذ الأخوة في جبهة الخلاص بعين الاعتبار اسباب إنسحابي من الجبهة وإعادة النظر في هيكلية وآليات وعمل الجبهة حتى لا تتكرر مثل هذه الإنسحابات مما يؤثر سلباً على مستوى عمل المعارضة .

الخزي والعار لنظام بشار وزمرته
المجد والعزة والكرامة لمعتقلي الرأي ومناضلي الداخل

وحفظ الله سوريا وشعبها العظيم

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com