العملية السياسية في العراق

 عادل محمد مجيد

msalman@eircom.net 

تمر العملية السياسية في العراق في هذه الأيام بمرحلة عصيبة وساخنة ، من جهة تصريحات الكتل السياسية بتشكيل تحالفات جديدة داخل البرلمان ومن جهة أخرى تصريحات وزارية بالتعديلات الوزارية التي ستجري ومناقشات حول الوزراء المرشحون وقضية كركوك الأكثر حساسية للتركمان خاصة وللعراق عامة والشغل الشاغل للتحالف الكردستاني وبرلمانه الذي لا يفتأ يعقد اجتماعاته الاعتيادية والطارئة وتشكل اللجان للمتابعة والتحركات المكوكية لرؤسائهم والضغط على مواقع صنع القرار لتنفيذ المادة 140 من الدستور في موعده المحدد ولجنة التعديلات الدستورية مستمرة في اجتماعاتها لمناقشة التعديلات المقترحة كل ذلك نراه على شاشات الفضائيات ونقرأه في الصحف ، وكمواطن تركماني أتساءل أين نحن التركمان من كل هذا؟ أين ممثل التركمان الشرعي والوحيد ( الجبهة التركمانية العراقية ) ونتابع الأحداث ونرى السيد عباس البياتي ( رئيس الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق ) يناقش الآراء والمقترحات وقضية كركوك ،ونرى السيد فوزي أكرم ( عن الكتلة الصدرية ) رغم انه ليس عضوا في اللجنة ولكنه يقتحم جلسات اللجنة ويناقشهم ونراهما على شاشات الفضائيات العربية ( لان فضائية توركمن ايلي متخصصة للدعايات التجارية والبرامج الغنائية على مدار الساعة) يتحدثون لحد الصراخ وينادون بالمطاليب التركمانية في الوقت الذي لا تعترف قيادة الجبهة بأي شخص تركماني يدافع ويتحدث عن القضية التركمانية وقضية كركوك إن لم يكن من منتسبيها ولكن الحس القومي والشعور الوجداني بالواجب الذي في داخل كل تركماني يجعله يدافع عن قضية كركوك وحقوق التركمان في العراق إن رضت قيادة الجبهة أم لم ترضى وخاصة في هذه الأوقات العصيبة حيث تركت الساحة خالية بسبب غياب ممثله ( السيد رئيس الجبهة ) عن الجلسات  البرلمانية لدرجة أنطقت رئيس المجلس وكذلك غيابه عن اجتماعات لجنة التعديلات الدستورية وليس له أي حضور إعلامي أو سياسي سوى في فضائيته وبين منتسبيه في كركوك لخداع الشعب التركماني المسكين الذي منحه صوته ليصل إلى البرلمان وبقي منتظرا على أحر من الجمر ما ستؤول إليها مدينته الحبيبة كركوك وماذا سيكون مصير تلعفر وخانقين ومندلي وأين ستبقى طوز وداقوق وتازة وكفري وقرة تبة والتون كوبري وبقية مدن التركمان هل ستلحق بأختها اربيل؟ وهل سعى السيد ممثل التركمان للحصول على حقيبة وزارية ضمن التعديلات الوزارية ؟ هل سيظل عاكفا في مكتبه الرسمي الفخم في كركوك ويستقبل منتسبيه على أنهم عامة الشعب ويتحدث إليهم عن انجازاته الخيالية ويظهر نفسه زعيما أوحدا للتركمان ( أصيب بفايروس الزعامة ) الزعيم لا يخلق نفسه .. الشعب هو الذي يخلق الزعيم ولن تكون الزعامة بإلقاء الخطب الرنانة والتلاعب بمشاعر الشعب .. الزعيم هو الذي يخلق من اللاشيء شيء .. ومع كل الأسى والأسف الذي يعيش في اعماقنا لوضعنا الحالي كشعب تركماني أصيل نمثل القومية الثالثة في العراق والجبهة التركمانية العراقية التي احتضنتنا واحتضناها منذ عام 1995 وكبرت في قلوبنا مثلما كبرت في الساحة السياسية العراقية في المعارضة رغم توالي العديد من الشخصيات على رئاستها وآخرهم أثناء سقوط النظام المحامي القدير صنعان أغا الذي لا نعلم إلى الان سببا مقنعا لانسحابه في المؤتمرالتركماني  الثالث .. وكذلك بعد سقوط النظام احتلت الجبهة التركمانية موقعا بارزا في الساحة السياسية العراقية ولأول مرة خرجت القضية التركمانية من أسوارها الداخلية وتجاوزت الحدود وذلك بظهور رئيس الجبهة المنتخب د.فاروق عبدالله في الفضائيات العربية داخل وخارج القطر متحدثا عن التركمان وقضيتهم العادلة ومطالبيهم حتى في برامج البث المباشر حيث يرد على الاستفسارات والاستفزازات بكل هدوء ودخلت القضية التركمانية أروقة الجامعة العربية بسفرته إلى القاهرة ومن ثم سوريا وإيران . وأيضا  لا نفهم سببا مقنعا لتسليم الرئاسة بالتوافق في المؤتمر التركماني الرابع إلى الرئيس الحالي ( د.سعدا لدين أركيج) .

لا يهمنا كشعب  كيف ولماذا ولكن الذي يهمنا لماذا تتدهور والى أين سيصل حال الجبهة التركمانية ؟ دأبت الجبهة وعن طريق منتسبيها بتوجيه اللوم إلى السيد رياض صاري كهيه ( رئيس حزب تركمن ايلي ) بتوقيعه على الدستور العراقي لأنه كان عضوا في لجنة كتابة الدستور وكأنه إن لم يوقع ما كان الدستور يرى النور رغم تأكيده لمرات عديدة وفي مناسبات كثيرة انه ثبّت تحفظه على المادة 140 .

لنتساءل كيف سيواجه رئيس الجبهة عضو البرلمان ( الوحيد ) الموقف عندما لاقدّر الله لا يحصل التركمان على أي شيء في التعديلات الدستورية؟ هل سيظهر على شاشة فضائيته أم سيدعو التركمان إلى تجمع في مكان عام ( رغم غياب الجبهة عن التجمع الذي أقامه حزب تركمن ايلي قبل أسابيع لطرح مشروع إقليم كركوك على الشعب ) ويعترف بعدم حضوره الاجتماعات ؟ أم سيتباهى بانجازاته التي لم تتعدى سوى تقديم مسودة المقترحات إلى اللجنة دون أن يحضر مناقشاتها ؟ أم سيظل عاكفا في مكتبه في ديوان الرئاسة في كركوك لا يغادره خشية منه إن خرج منه لا يعود إليه؟ أم يستقبل المواطنين بمناسبة سلامته من الانفجارات التي تستهدفه هو فقط بين فترة وأخرى .

كل ما أريد قوله لكل القيادات التركمانية إن أبناء الشعب التركماني في 2007 ليسوا على ما كانوا عليه في سنة 2003 أو قبله...كل فرد الآن أصبح واعيا لقضيته مطلعا على أموره العامة وتفاعله مع قضيته اختلفت وأخذت مسارات واقعية ويعرف من يخدمه و من يخدعه و لأنه تعود على الصبر فانه صابرالآن منتظرا النتائج وبعدها سيعرف كيف يحاسب من يستحق الحساب.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com