في عيد القلم

سعد الركابي

rikabisumar@yahoo.com

تدافعنا لنحمل الزيد من الموتى نحن حمالوا الاقلام ...من المتنبي الى المستنصرية الى الى ...مهرجانات دموع متنقلة لاتريد ان يتوقف نباحها ..للموت صولات وجولات في بلادي ..واي احتفال اليوم  يزخر بصور الشهداء... الجرحى ...الغائبين عنا ...استذكار لاقيمة له الا من الناحية الرمزية ان تكون صور من نسميهم بالشهداء هي التي تدلل على وجود احتفالية ما....في الماضي ايام الاستبداد لم يكن هناك سوى صورة الجلاد...الضحايا كانوا غائبين تماما ...بل كان من المحضور ان تستذكرهم او  تفتش في صفحات ذهنك عن معنى لغيابهم الابدي عن العالم .مباشرة بعد ان ذهب البعث ...وفي العصر الذهبي للفوضى العراقية واحتفاليات الهرج مرج واستبسال لغة الشوارع والفتوات كانت ولادة جديدة لعصر سقوط الصورة الواحدة ومجيء الملايين من الصور...لشهداء من كل الالوان والاعمار ...شهداء مقابر ...شهداء اعدامات ...شهداء معارك ...شهداء كلمة...شهداء غربة ...العجلة التي حملتنا على ظهرها كانت تحجب نوافذها اطنان من الورق الملون لشهداء حقبة طويلة مؤلمة ...لم يرتضوا لانفسهم ان تكون صورهم هي الوحيدة التي يحتفى بها ...بل اننا لم نحتفي بهم اصلا  وما زال الحبل على الغارب وقوافل  الشهداء لازالت تحمل معها المزيد من الغائبين..منذ نيسان عام الفين وثلاثة والى الان يمكننا ان نقول ان مئات الاف من الشهداء الجدد قد صاروا ارثا محزنا ثقيلا وجديدا لايمكننا ان نحتفي به الا على استحياء...

فاي جدار هذا الذي يمكن ان نعلق عليه صور الشهداء وهل يكفي ان نعلق صورة واشرطة سوداء على جدار من الصور المنقوعة بالدم يحتضن الوطن ...يتلوى مع حدوده وتضاريسه في قطار طويل من الاهات التي لا تريد ان تمتليء عرباتها الى الابد...

في احتفالية الصحافة العراقية التي منعها الحضر من ان تاتي في وقتها المحدد..هل نملك الجراة ان نقول ماذا قدمنا لجمهرة الشهداء ؟

اصحاب القلم ودعاة الحقيقة الذين لفظوا انفاسهم الاخيرة ولم تلفظ اقلامهم حبر الصدق والوفاء للوطن والكلمة والموقف الصادق..

في عيد الصحافة العراقية لايحق لنا الا ان نعترف ان 138 عاما من مسيرة السلطة الرابعة لم تشهد تدافعا نحو الموت كما يحدث الان...وان احتفالية حقيقة في هذه المناسبة لايمكنها ان تخلو من بعض الوفاء لشهدائنا الذين اغفلهم الجميع وايضا الشهداء المؤجلون الذين ينتظرون وما بدلوا تبديلا .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com