لطالما سالت نفسي عن مصير ملايين الاطنان من الاسمنت اذا ما انتصرنا على الارهاب ولم يعد ثمة حاجة الى الحواجز ؟
اليس في الامكان صناعة تلك الحواجز بطريقة علمية تقود الى تحويلها الى منازل بعد ان تنتفي الحاجة اليها كحواجز؟!
اذا كان المسؤولون في مراكز القرار ضحايا لسلسلة طويلة من الاربكات التي تعيق التطوير والقضاء الجذري على الكم الهائل من المشاكل والتي نشات عن تشابك وتعقيد في القضية العراقية فاني اعتقد احيانا ان هناك غياب واضح لصناعة القرار المحلي وترميم البيت من الداخل وغياب الابداع امام النمطية والكلاسيكية والترهل الفكري والخواء الشبيه بالدوران في حلقة مفرغة ...هل ما يعوزنا هوالارادة ام التصميم على بلورة الارادة الى فعل سليم يرتقي الى دائرة الضوء عبر وسائل وطرق انتاج صحيحة لاتمر عبر قنوات الملل المعهودة من تصارع الارادات والمصالح وهيمنة قوى الانا ...ازمات هائلة تضرب الصميم في المجتمع العراقي والحياة في العراق حاليا ليس الارهاب الا واحدا من سلبياتها ...هناك ازمة الطاقة وما تسببه من توقف لعجلة الاعمار بل حتى عجلة الانسان نفسه عن الدوران بصورة طبيعية ونحن لازلنا نردد نفس الترنيمة التي اعتدنا عليها منذ سنوات ..محطات ..انابيب ..ابراج ..ارهاب ..تخريب ..حصص..توزيع ..وغيرها ايضا ينطبق على النفط والزحام والفساد والجوازات وبيع الاسئلة الوزارية وارهاب الكوادر العلمية وبطالة ابنائنا وشحة المياة و...و..و..
اذن فنحن نرقد على فوهه بركان من المشاكل التي لا ننتظر الا ان تقذفنا الى ابعد مكان في الارض هاربين منها او ان نسقط في القعر..اين الحلول الغير نمطية ؟اين ابتكارات العقل الانساني؟
هل ندعي اننا لانعيش اجواءا طبيعية ان العنف والجريمة والفقر هي الادوات التي تقيد تطلعاتنا ؟!
ماذا نقول اذا عرفنا ان اغلب انجازات العالم الحديث لم تحدث الا كنتاج للحروب والتنافس للهيمنة والسيادة..مفاعلات الطاقة النووية ....اجهزة الحاسوب..الغواصات ..الصعود الى القمر...الدبابات ..الصواريخ... الاتصالات ....وغيرها وغيرها ...وفي اوقات كان العالم يخسر فيها يوميا عشرات الالاف من القتلى في الحربين العالميتين وكانت مدن ضخمة وكبيرة تتعرض للتدمير الواسع النطاق وخاصة في الحرب العالمية الثانية ..كان العقل مضخة للافكار...لايمكن ان يتوقف العقل عن الابتكار ...اليست الحاجة هي ام الاختراع !!...اين اذا ابتكاراتنا ...اين علميتنا ...بل اين بدائيتنا ايضا ...فالعقل كان يبتكر منذ ان كان انسان الكهف يصنع اولى اسلحته من العظام والحجارة والخشب...نحن لسنا في حاجة دائمة الى نبي ليقوم بحل مشاكلنا فقد منحنا الله العقل ليفعل ذلك ...ومن يزعم خلاف ذلك فانه يتبنى اطلاق صفة النبي على اديسون وانشتاين ...
العودة الى الصفحة الرئيسية