حوادث فتح الاسلام في نهر البارد والتي اعادت الى الذاكرة اللبنانية ضجيج الحرب الاهلية اللبانية وضحاياها من المدنيين تسببت في المزيد من الخسارة والالم في بلد عانى مايكفيه .تشابه الشانين اللبناني والعراقي في بعض الجوانب يقود الى الاعتقاد بان هناك تخطيط يعبر المراحل ويطوي الازمنة ويختصر الخصوصيات من اجل ان يكون في الامكان عولمة الظاهرة الارهابية الى اقصى الحدود الممكنة .فعلى الرغم من ان اللبنانين يسعون قدر الامكان لوأد الفتن وقتلها في المهد للوصول بالبلد الى مرحلة سيادة القانون وسلطة الدولة على كل الجبال اللبنانية ولكنهم يصطدمون في مساعيهم هذه وبمرارة بضخامة المؤامرة التي يتعرضون فهناك اكثر من جهة تفتش عن فرص خبيثة لانجاز وتحقيق اجنداتها الخاصة بها وهي على الاغلب عربية ...لازلنا نعيش في مستنقع التآمر العربي ولا زال الارهاب والعنف وثقافة الفوضى هو الناتج العربي الوحيد الذي لا ينازعنا فيه اخر...قد لاتكون هذه المسألة جديدة ولكنها تعترض سبيلنا بجدار من الياس كلما سمعنا رصاصات الغدر العربي تلعلع في المشرق او المغرب لتؤكد على ازلية وجودها وديمومتها في ظلال كراسي العرب .
لم يكن نهر البارد سوى حلقة ضيقة وصغيرة من سلسلة طويلة بامكانها ان تعبر الحدود العربية بحرية كاملة لتنشر الفوضى والخراب في اي مكان تحل فيه. اخر التقارير الواردة من البارد تؤكد ان مقاتلين عراقيون وعرب من فتح الاسلام كانوا قد شاركوا في عمليات ارهابية في العراق ...لا احد يعرف الوسيلة والالية التي عبروا فيها الحدود الى العراق وخرجوا منه .ولا الالية التي اتبعوها ليتمكنوا من التخفي بعيدا عن صرامة اجهزة الامن العربية في تجوالهم بين المدن و البلدات التي مروا بها قبل ان يحاصرهم الجيش في ذلك المخيم...وعلى الرغم من الادانة الواسعة للانشطة التي قامت بها الحركة والتي اسفرت عن مقتل عدد من الجنود اللبنانيين بدون معركة فان اصابع الاتهام لازالت ترتفع عاليا لتشير الى الجوار العربي بالتاكيد .العراق الذي اعلنه الارهابيون كلية للارهاب بعد ان كانت افغانستان مجرد مدرسة له اصبح بامكانه ان يخرج اجيالا من دارسي الارهاب ومعلميه ايضا الى البلاد المجاورة مما يثير الكثير من الاسئلة عن السر الكامن وراء سهولة تدفق اولئك الارهابيين حتى لو كانوا قادمين من المغرب مثلا مرورا باكثر من دولة ووصولا الى العراق . هذه الحرب التي تقودها القاعدة على كل المنطقة انطلاقا من العراق تقرع نواقيس الخطر مخافة ان يكون العراق قد اصبح بؤرة لتصدير الارهاب وليس فقط تنميته وتشجيعه .الارهاب يتجمع من كل العالم ليضرب الانسان في العراق ثم يعود ليضرب في كل مكان انطلاقا من العراق ...ترى هل ان الوجود الامريكي هو الذي يفتح شهية الارهابيين ليرفعوا شعار يا ارهابيي العالم اتحدوا .
العودة الى الصفحة الرئيسية