|
من يتابع نشاطات وتشكيلة المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم ، سيجد أن تركيبته من المدربين والإداريين واللاعبين عراقية خالصة ، لم تصلها رياح المحاصصة الطائفية المقيتة ، التي دمرت العراق وجعلت منه مناطقا وخنادقا وجيوشا تتقاتل فيما بينها على حساب مصالح العراق وأهله . ومن المعروف أن إختيار مدرب المنتخب الوطني ومساعدوه وغيرهم من اللاعبين والاداريين قد تمت على أساس الكفاءة والقدرة واللياقة والنزاهة والاخلاص ، وليس على أساس المحاصصة التي قامت عليها الوزارات والرئاسات الثلاثة ، رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب العراقي . حيث أن كل رئيس من هذه الرئاسات يمثل مذهبا وقومية وطائفة ، قبل أن يمثل عراقيته ، والتي هي أكبر من أي انتماء وولاء له ، مهما كبر حجمه وإزداد وزنه وإتسعت مساحته لأن من دون الوطن لا وجود للجميع . والمنتخب الوطني العراقي هو القادر على جمع كلمة العراقيين وتعزيزوحدتهم ، عندما يلتقي في الساحة مع فريق آخر ، حيث نشاهد صورة المشجعين العراقيين الزاهية بتعددية وألوان كل العراق ، هذه الصورة الشعبية التي لا تعرف داء الطائفية كما يعرفها البعض من السياسيين العراقيين والتي أرادوها سبيلا لهم . علما أن هذه المحاصصة الطائفية ، التي بدأت بأكبر المراكز والمهام حتى وصلت الى أصغر دائرة ومؤسسة عراقية، هي التي جلبت للعراق كل هذه الكوارث الانسانية والفساد بكل انواعه والإرهاب والجريمة وإنتشار الميليشيات والفوضى ، ولكن هناك من يريدها ويصر على وجودها لانه من دونها لا وجود له . فمتى سيشهد العراق تشكيل حكومة عراقية ومؤسسات جديدة ، مستفيدا من تجربة وخبرة عراقية المنتخب الوطني لكرة القدم ، الذي يمثل كل العراق بحق وحقيقة ؟ ، لذلك يلقى كل المحبة والتقدير والإعتزاز من شعب العراق لأنه يوحد لا يفرق ويجمع لا يشتت . والآن وبعد كل هذا الدمار والخراب والمصائب ، ألا يستحق العراق وجود حكومة وحدة وطنية حقيقية ومؤسسات جديدة لا طائفية ؟ .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |