هل يتراجع العالم ؟

سعد الركابي

rikabisumar@yahoo.com

ربما تكون الميزة الاولى لكوكب الارض هي وجود الانسان عليه ..ولكنها ليست الميزة الوحيدة . فهناك قرين ازلي للانسان هو العنف وهذا العنف موجود بصور واشكال شتى شأنا ام ابينا...صحيح ان هناك اشكالا من العنف تتم مطاردتها والتصدي لها في بعض المجتمعات ومنها على الاخص العنف الاسري والاجتماعي بصورة عامة ولكن هذا لايمنع من ان العنف بشكله الاقبح قد اضحى السمة المميزة لعالم اليوم ...فالتقنية الحديثة المستعملة اليوم ساهمت الى حد كبير في رسم صورة عالمنا كما هو وبلا رتوش ..العالم ذي الايقاع السريع الذي تتداخل فيه الموضات والالبومات مع الاختراعات والاكتشافات يدلنا ايضا على انه لازال عالما دمويا ترتكب فيه اكثر الجرائم وحشية بحق الانسان ...ربما يكون الحديث عن الحروب والنزاعات التي ترتكب على الاكثر في دول العالم الثالث هي شكل وحيد من اشكال العنف الذي يضرب العالم حاليا فلا زال الفقر والاسترقاق وساعات العمل الطويلة وهيمنة رؤوس الاموال ونزعة التسلط الاقتصادية والتاثيرات الصناعية من مظاهر العنف التي ترتكب في اغلب انحاء العالم بلا استثناء ...مالجديد في كل هذا ؟
الجديد في عالم اليوم هو تلك الدموية التي تتجلى في بروز ظاهرة جديدة هي تحول الارهاب الى موضة عالمية لايمكن لاي نشرة اخبار في اي وسيلة اعلام تنطق باي لغة الا وتمر عليها ...لقد قرع الارهاب ناقوس الخطر في كل مكان شرقا او غربا وباتت الاخبار التي تتحدث عن وقوع الضحايا هنا او هناك بسبب الاعمال الارهابية جزء لايتجزأ من سياقات الخبر العامة والرئيسية .
لاننكر ايضا ان الاعمال الارهابية ترتكب دوما باسم ديننا الاسلامي وانها تنفذ ايضا تحت ذرائع وعناوين متقاربة واحيانا واحدة ولكن الاهم من ذلك انها اصبح تنتشر في كل مكان. في الغرب الكافر او في الشرق المستبد فان الضحية هو ذلك الانسان البسيط المتواضع الذي لايملك حولا ولا قوة وليس له اي ارتباط من بعيد او قريب باهداف واعداء المجموعات الارهابية ...الغريب في الامر هو ان العنف الذي تمارسه المجاميع الارهابية تزداد وتيرته وترتفع اعداد ضحاياه كلما ازداد التصدي له ما يدفع الى الكثير من القلق ...فالعنف والعنف المضاد ليس هو العلة ابدا...بل ان ثقافة العنف نفسه هي التي تنتشر وتنمو وتتصاعد سواءا قوبلت بالازدراء واللمبالاة او بالحزم والقوة ...
المخاوف كبيرة والقلق اكبر ..ويبقى السؤال ...هل سيتراجع العالم عن حداثته ويركع تحت اقدام العنف والفوضى ؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com