|
الخسارة في كرة القدم ليس فيها من الغرابة شئ فالجميع يفوز ويخسر ويتعادل وهذه متعة كرة القدم ولأنها كرة القدم, بالطبع خسارة المنتخب العراق أمام منتخب الإيراني الخط الثاني في نهائي غرب أسيا في الأردن بهدفين مقابل هدف واحد كانت واحدة من تلك الخسائر الطبيعية في عالم الكرة ولكن لماذا هذا الإحباط الذي تولد لدى كل من يحب العراق من رياضيين وغير رياضيين؟ الجمهور العراقي يعتبر أي بطولة أو مباراة رسمية أو ودية هي مباراة عمره لانقبل ألا الفوز فيها لأننا وفي الوضع الذي نمر بة نحتاج إلى انتصار من أي نوع كان وبأي شكل لغرض تجاوز المرحلة السوداء القاتمة التي يمر بها العراق من فقدان للأمن والأمان وغياب الدور البارز الذي يجب أن يلعبه السياسيين العراقيين من اجل قيادة العراق إلى شاطئ الأمان ومن اجل كل هذا ترانا وبما فيهم كاتب هذه السطور نبحث عن التفوق والفوز الرياضي لسد النقص المتأتي من الواقع الذي نعيشه في العراق,, ولو ابتعدنا قليلا عن هذه الأمور لننظر إلى أداء المنتخب العراقي في هذه البطولة ونضعه على طاولة التشريح الرياضي بعيدا عن التشنج نجد أن المنتخب العراقي هو منتخب عادي ليس لدية تلك القوة التي يرسمها العراقي المستندة إلى انجازات الماضي الجميل الممتدة من المستويات الرائعة التي كنا نمتلكها من حراسة المرمى حتى أخر اللاعبين الموجودين في المدرجات وهذا هو الخطاء الذي نقع فيه مع الأسف أي أننا لانقيم مستوى منتخبنا على أساس الاستناد إلى الواقع الملموس فالمنتخب العراقي لايملك قوة منتخبات المغرب العربي ولا المنتخبات الأفريقية العربية ولا يملك لاعبين بمستويات عالية تلعب في دوريات قوية عالمية أو حتى قريبة منها ولا نملك دوري منظم وقوي وهذه الأمور ضرورية جدا لبناء منتخب كروي قوي والمعالجات الآنية غير كافية لنمتلك منتخب يهاب جنابة الفرق الأخرى فالمنتخب لايحتاج إلى مدرب أجنبي لمدة شهرين أو ثلاثة أو محاولة أرضاء الجماهير على أساس مبدءا الجمهور عاوز كده بل نحتاج إلى مدربين للفئات العمرية من عمر 9 سنوات إلى 16 سنه ولمدة قد تتجاوز أكثر من خمس سنوات من العمل المنظم لنستطيع أن نخلق منتخب قوي نعول علية في الفوز ببطولة أسيا لكرة القدم أو حتى الوصول إلى كاس العالم وسبق للعراق أن حصد مازرع في العام 1979 في عام 1986 حيث كان العراق يرسل خمسة فرق للناشئين ومن الأعمار الصغيرة إلى بطولتي هلسنكي في فلندا وغوته في السويد الدوليتين ولدينا منتخب شباب قوي يملك الكعب العالي في بطولات منتخبات الشباب أسيا ونملك دوري قوي جدا مع دوري للشباب قوي خرج منه لاعبي منتخباتنا الوطنية وكان المدربين ينظرون للاعب من خلال تدرجه من فرق الأشبال إلى الشباب والمتقدمة وتبقى هذه المنتخبات بأشراف مدربين متخصصين عراقيين مع توفير كل مستلزمات النجاح لها من مستلزمات تنقل ونظام غذائي متكامل وهذا الأمر هو الذي جعلنا من أن نتسيد الكرة العربية والأسيوية لعقد كامل في انجازات لن تتكرر ابدآ في ظل سياسة عشوائية للاتحاد العراقي لكرة القدم, فنحن بعد الخراب الذي لحق بكرة القدم العراقية علينا أن نفكر بخطة خمسيه أو عشرية لترميم أركان بيتنا الكروي بالاعتماد على منتخبات الفئات العمرية و مدارس كروية للأشبال والناشئين تناط إلى أناس أصحاب اختصاص أكاديميين يستطيعوا أن يعملوا وفق منهجية وتخطيط مع توفر كل الإمكانيات لهم وهذا سر نجاح الكرة في أي مكان في العالم وليس الهروب من الواقع إلى عالم الخيال والتمني ورحم الله شاعرنا أبو الطيب المتنبي حين قال . (( وما نيل المطالب بالتمني..... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا)).
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |