إسرائيل ارتعبت من التقارب الشيعي الامريكي بعد سقوط صدام، ومغامرات مقتدى خدمتها

 

جعفر كاظم علي

 يوجه الكثير من العراقيين الشيعة اصابع الاتهام لمقتدى الصدر بانه يعمل ضمن اجندة دولية واقليمية ومنها اسرائلية من حيث يعلم ولا يعلم.

    ويؤكد الكثير من العراقيين الشيعة، بان اسرائيل كباقي الدول الشرق اوسطية وخاصة السعودية والاردن ومصر، خافوا على مواقعهم في الشرق الاوسط وعلاقاتهم القائمة مع امريكا، وخشيتهم من ان يكون لشيعة العراق بشكل خاص والعراق بشكل عام، الأولوية بالعلاقات الامريكية الشرق اوسطية، مما يؤدي الى تهميش دورهم بالمنطقة وانخفاض الدعم المالي والاعتماد الامريكي عليهم.

    لذلك كان من اهم اهداف هذه القوى هي تخريب العلاقة بين شيعة العراق وامريكا، واثارة الفتن فيما بينهم، وخاصة ان مصر والسعودية والاردن من اهدافهم الاستراتيجية عدم بروز الشيعة بالمنطقة الشرق الاوسط وهذا ما حذر منه زعماء المنطقة السنة قبل ان تقوم امريكا بعملياتها لاسقاط صدام والبعث وحكم الاقلية السنية.

     لذلك تم تشكيل جيش مهدي كتنظيم وظهر بسرعة فائقة تثير التساؤلات من جهة، ودعمت جهات اقليمية بروز مقتدى الصدر اعلاميا وسخرت له فضائيات سنية معروفة كالجزيرة والعربية والمصرية تظهره بمظهر المجاهد والمقاوم لما يسمى الاحتلال و الزعيم الشيعي العروبي وهلم جر من هذه الاوصاف قبل تفجيرات سامراء الاولى، الذي كان كل افعاله تصب في مصلحة مصر واسرائيل والسعودية والاردن وايران بشكل تثير التساؤلات، بل تصب في مصلحة القوى السنية كما حصل من اثارة النجف من قبل مقتدى ومليشياته لتخفيف الضغط على السنة المحاصرين بالفلوجة، وما حصل بالناصرية اخيرا في وقت القوات الامريكية والعراقية تشن هجماتها ضد القاعدة بديالى.

    فاسرائيل ومصر والاردن التي تعتمد عليها امريكا في الشرق الاوسط، وكقواعد لها، خشت ان تقلل امريكا المساعدات الامريكية التي تحصلها عليها منها، وان توجه امريكا مراكز شركاتها الكبرى العالمية المتقدمة الى بغداد ومناطق الجنوب والوسط الشيعي العراقي، وان يأخذ العراق وشيعته الاهتمام الاول للادارة الامريكية لخمسين سنة مقبلة، بسبب الثروات النفطية والمعدنية الهائلة، والثروات المائية والزراعية، وهذا ما ينعكس بظهور عملاق شيعي عراقي بالمنطقة، يخيف الدول السنية واللوبي السني العالمي، ويخف الدولة العبرية، ويخيف ايران لانهم يعلمون ان ذلك يعني تهميشهم في المنطقة والعالم ويمثل تهديد اقتصادي وسياسي.

    وهنا يلعب مقتدى الصدر نفس دور حسن نصر الله بلبنان وحزبه، فبعد اتفاقايات كامب ديفد واتفاقيات السلام بين اسرائيل ومصر، واسرائيل والاردن، تخوفت اسرائيل من انها لا تستطيع ان تقنع اوربا وامريكا بخطر زوالها والقاءها بالبحر، بعد اتفاقيات السلام هذه، التي كانت تعتمد على عداء تلك الدول ضدها في الحصول على المساعدات والدعم العالمي والغربي.

    فظهور حزب الله لبنان وحسن نصر، والقوى الفلسطينية الارهابية في لبنان، التي تهاجم اسرائيل بالصواريخ، وتشن هجمات ضد شمال اسرائيل، وعلاقة هذه المنظمات بدول اقليمية ودولية معادية لاسرائيل وامريكا بالمنطقة، وتدعو الى زوال اسرائيل من الوجود كتصريحات نجادي، وتصريحات صدام سابقا، اوجدت لاسرائيل المبرر الاعلامي لاستمرار تسويقها بانها مهددة بالزوال ورميها بالبحر، وهذا ما ادى الى استمرار دعم اسرائيل من قبل اوربا والغرب.

    لذلك كل ازمة يفتعلها حسن نصر وحزبه ضد اسرائيل، تكون كارثة على لبنان والمنطقة الشرق الاوسط، وفي نفس الوقت تزداد دعم الغرب والعالم لاسرائيل، وخاصة ان تصريحات حسن نصر الله ومن يدعمه في ايران (حسن نصر الله وكيل الامام الخامنئي بلبنان)، التي تدعو لزوال اسرائيل من الوجود وبتحليل دم الاسرائيليين، ترعب الامم المتحدة والعالم الحر، ويجني ثمارها الدول السنية وحكوماتها كمصر والسعودية والاردن التي تريد تهميش الشيعة في لبنان والعراق، مستغلة هذه التصريحات النارية والمغامرات الكارثية لاظهار الشيعة بصورة غير برغماتية وهم اجندة لدول اقليمية تريد تصفية حساباتها على الاراضي الشيعية العراقية واللبنانية.

    وكذلك علاقة مقتدى الصدر ومليشياته مع دول معادية لامريكا، وتصريحاته بان حزب الله ومليشياته حالة واحده، تذكرنا بتصريحات صدام بان العراق وفلسطين حالة واحده، وكانت النتيجة ان اسرائيل حصلت على دعم اعلامي لها ومبرر للحصول على الحماية الغربية اكثر من ما هي حاصله عليها.

وهنا نؤكد بان كل ما قام به مقتدى الصدر يصب في مصلحة ايران ومصر والسعودية واسرائيل والاردن:

1.     المعارك مع امريكا بالعراق واثارة الازمات والفتن للحكومة العراقية، ارسلت رسالة من السنة الى امريكا، بان الشيعة ليسوا برغماتيين ولا يمكن الاعتماد عليهم، وان حلفاءهم هي ايران وسوريا وحزب الله لبنان المعادين لكي، بينما سنة العراق حلفاءهم هم مصر والسعودية والاردن وهم اصدقاء لكي.

2.     الازمات التي قام بها جيش مهدي ومقتدى لحد الان، تصب في مصلحة ايران وسوريا، لجعل العراق ساحة لتصفيات اقليمية، واجبار امريكا للجلوس والتفاوض والتنازل لايران، واظهار ان مفاتيح الحل بيدها.

3.     اسرائيل انتفعت وما زالت من الازمات التي يخلقها مقتدى الصدر وجيشه، وذلك بارسال رسالة لامريكا بان اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تؤمن بالديمقراطية وتطبقها، وان اسرائيل هي الكيان الوحيد الذي تعمد عليه امريكا في جعلها قواعد وتحالفات، وان الشيعة العراقيين غير مؤهلين لذلك الدور البرغماتي، في محاربة الارهاب واستقرار المنطقة.

4.     الاحداث النجف التي سببها مقتدى الصدر وجيشه، فكت الحصار عن الجماعات السنية المتطرفة كالقاعدة ومجلس شورى المجاهدين المحاصرين بالفلوجة، وبذلك تصب الازمات الصدرية في مصالح السنة الذين يتصارعون مع امريكا لانها اسقطت نظام حكم الاقلية السنية والبعث وصدام.

5.     مصر والاردن والسعودية، دعموا اعلاميا مقتدى وجيش مهدي قبل احداث سامراء، وذلك لضرب عصفوين بحجر واحد، الاول التخفيف عن السنة من الجماعات المسلحة كالقاعدة وغيرها في الفلوجة التي تدكهم امريكا، والثانية ارسال رسالة لامريكا (انظري يا امريكا بانكي حررت شيعة العراقمن البعث وصدام وحكم السنة، وها هم يخرجون عليكي) اي الهدف هو اعادة نكسة العشرين التي ثار بها الشيعة واستلمه الحكم بعدها السنة.

6.     جيش مهدي التابع لمقتدى الصدر لم يتعرض بهجماته الانتقامية بعد تفجيرات سامراء الاولى وما بعدها الى الشركات المصرية و المصريين السنة الذين جلبهم صدام كبديل عن شباب ورجال العراق الذين قتلهم صدام بالحروب والسجون والاعدامات وخاصة من الشيعة العراقيين، واقتصر جيش مهدي هجماته الانتقامية على العراقيين فقط، علما ان القاعدة كذلك لم تشن هجمات كسر عظم ضد الشركات المصرية والمصريين بالعراق. 

وهنا نؤكد ليس كل من يدعي العداء لجهة معينة، يعني ذلك انه عدوا لها، ففي الوقت الذين العالم يطالب بارسال شركات لاعمار الجنوب والوسط، الهادئ نسبيا، قام مقتدى الصدر بعرقلة هذا المشروع، واثارة الازمات والفتن بالجنوب والوسط كازمة الفلوجة والناصرية والديوانية والعمارة وغيرها، فاثار جو من الخوف للشركات العالمية المتقدمة للمجيء للعراق، وكذلك برر تواجد امريكي طويل بالعراق، لما اظهره الصدريين من عداء للقوى الشيعية الجعفرية العراقية التي تخالفهم وترفض دكتاتوريتهم، من جهة، واعتراف مقتدى بانه اجندة لدول ومنظمات اقليمية.

  و كما صرح مقتدى بانه اليد الضاربة لحماس الفلسطينية وحزب الله لبنان، وتصريحه بانه سوف يزلزل الارض بالعراق اذا ما امريكا تواجهت عسكريا مع السعودية او مصر او ايران او الاردن وغيرها، في لقاءه مع الزعيم البعثي السوري بشار في دمشق، أي انه يعترف بانه يريد ان يحرق العراق ويجعله ساحة لتصفية حسابات اقليمية لخاطر عيون سوريا البعثية الداعمة للارهاب ومصر والاردن الطامعتين بالعراق.

   ولا ننسى ان القاعدة والجماعات المسلحة السنية والقومية كان لها دور قذر بالعراق، وفي جعله ساحة لتصفية حسابات دولية واقليمية يكون وقودها العراقيين، وخدمت القاعدة دول المنطقة التي تخاف من ان يكون العراق مركز الشرق الاوسط الاقتصادي والسياسي لما يملكه من مقومات تحقق ذلك، وكذلك خدمت القاعدة قوى سنية تريد تهميش شيعة العراق واضعافهم.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com