|
في كتاب راندل الذي اسمه أمة في شقاق: دروب كردستان كما سلكتها، 1997 الذي يعتبر من الكتب التي صورة هولوكست الكردي للرأي العام العالمي من خلال مساعدة صديقه سايمون فيزنتال الذي يعتبر اليوم حامي رقم ستة ملايين ضحية في محرقة النازية لليهود وله الفضل في سن قوانيين اوربية وامريكية تعاقب كل من يقول ان الرقم اقل من ستة ملايين. نعود الى الكاتب راندل وعندما يذكر هذا المقطع من كتابه امة في شقاق, (لقد ساعدني فيزنتال على فهم ما يجري في كردستان العراق، فالعقوبات الفظيعة التي مارسها صدام ضد الأكراد، كانت أسوأ بكثير مما أنزله نبوخذ نصر باليهود، طبقا للعهد القديم، لكنه إذا كان قد تم إنقاذ الشخصيات التوراتية، إلا أنه لم يتم إنقاذ أكراد العراق، فقد استخدمت الأسلحة الكيماوية ضدهم، ودمرت قراهم، كما قتل نظام صدام عشرات الألوف منهم في مجازر جماعية وهناك عمليات إعدام عشوائية (كان صدام يتفنن في تدبيرها). هنا نلاحظ ان مصدر الهام فيزنتال لصديقه راندل هو سفر دانيال النبي (الإصحاح الثالث) حيث يتهم البابليون بإلقاء الشخصيات التوراتية في حفرة مليئة بالقطران, اي محاولة ربط بين ما فعله هتلر وصدام والتاريخ القديم وهذا ما تحاول ان تثبته الصهيونية العالمية مع شعوب تتعاون معها في مشروعها الاحتلالي للمنطقة. ويروي راندل هذا المقطع في كتابه والذي تتجاهله وسائل اعلام الأكراد وكتابهم لانه يدين الأكراد بالعمالة بدون ان يعرفوا حال مقطع اخر سوف اذكره لاحقاً أن البارزاني الأب ردّ مرة على الأسئلة التي وجهها إليه وفد من النساء الفلسطينيات عن علاقته مع “إسرائيل”، قائلاً: "أنا مثل الشحاذ الأعمى الواقف عند باب الجامع الكبير في مدينة السليمانية، والعاجز عن رؤية من يضع في يده الممدودة، قطعة نقدية". وفي حادثة اخرى يسوقها راندل، تشهد على ان الاكراد مأخوذون، الى درجة الدهشة، بأصحاب العيون الزرق من الاميركيين، فما ان يأمروهم حتى يطيعوا، وما ان يصرخوا بهم حتى ينفض الاشتباك في ما بينهم، راندل. يقول: كنت في سيارة من طراز لاندروفر عندما التقى باصان مملوءان بالاكراد قادمان من جهتين متعاكستين، على طريق ضيقة فتحتها كاسحة الثلوج الوحيدة في المنطقة. ولم يرضَ اي من سائقي الباصين بأن يفسح في المجال امام الآخر للمرور، ولم يكن هناك من سبيل لمرورهما معاً. ومرت دقائق قبل ان ينزل ركاب الباصين فجأة، ويبدأوا بضرب بعضهم بعضا بعدما تذكروا، او تظاهروا بتذكر خلافات قديمة في ما بينهم، ولأن تبادل اللكمات لم يهدأ، ولأن جميع الرجال كانوا مسلحين، مثل اي كردي يحترم نفسه، برشاشات من طراز كلاشينكوف، وخوفا من حصول مجزرة دموية، تناولت رفشا من السيارة، وأزلت الثلج عن احد جانبي الطريق بما يكفي لوقوف سيارتي وأحد الباصين، ثم صرخت على الاكراد وقلت لهم إنني في عجلة من امري، ومع انهم لم يفهموا كلمة واحدة مما صحت به باللغة الانكليزية، لكن يظهر انني بدوت لهم غاضبا الى درجة انهم توقفوا فجأة عن تبادل اللكمات، وصعدوا بارتباك الى الباصين, نعم سيد راندل انت على حق في ذلك ان الساسة الأكراد لا يعرفون اليوم سوى المحتلين ولا يخدمون سوى المشاريع التي تؤدي الى تقسيم العراق. وهنا نورد بعض الامور التي تم ذكرها في الكتاب ونربطها مع ما دار في جلسات المحكمة لقضية الانفال لكي يطلع عليها القارئ, أورد الادعاء العام، أن هناك ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف قرية كردية، كان قد دمرها نظام صدام في حملات الأنفال، فيما يرد رقم أربعة آلاف ومئتين وأربعين قرية كردية دمرها نظام صدام حسب أرقام "راندل" في كتابه ، بإضافة عبارة (حتى اليوم) أي يوم كتابته لفصول كتابه عام 1997. أما الفارق بين "راندل" والادعاء العراقي، فيقع في أخلاقية الأمانة التاريخية، فـ"راندل" يعتبر أن واقعة القرى الكردية المدمرة، كانت قد بدأت مع هزيمة التمرد الكردي عام 1975 وحتى نهاية عام 1996، أي لمدة تقع في عشرين سنة، فيما يلفق المدعي العام عديد القرى المدمرة في حملات الأنفال ولمدة ثمانية أشهر، وحتى لو اعتبرنا أن (التدمير المنهجي) للقرى الكردية، كما في عبارات الادعاء، كان قد انتهى مع شتاء عام 1991 (موعد المناطق المحمية من الأمريكيين بعد عاصفة الصحراء)، فأن المدة الزمنية حسب "راندل"، تكون ستة عشر عاما وليست ثمانية أشهر، حسب مبالغات المدعي العام. وفي كتاب اخر ل" بول بريمر في مذكراته "عام قضيته في العراق، 2006" وفي إطار توصيفه للبارزاني: مسعود البرزاني أقل دماثة من طالباني وهو زعيم قبيلة كردية كبيرة في أقصى الشمال الشرقي للبلاد، محارب صلب، وهو قصير القامة مكتنز البنية، انحسر الشعر في رأسه فبدا شبيها بالقذيفة. وكانت عيناه الصغيرتان تتميزان بالحذر، والقوم (الأكراد) يصغون إليه". ويضيف: "البارزاني حالة صعبة، وهو يكره بغداد جداً، محارب معتاد على المكائد والمناورات، إنه رجل ذو ذاكرة بعيدة", نعم بول بريمر هذا هو البارزاني الذي يعرفه الجميع يكره العراق ويكره حتى السليمانية التي فاتلته في حرب الأخوة. وهنا نصل الى السؤال الذي يتهرب منه الجميع هل ان حملة الانفال ضد الأكراد كانت بسبب انهم اكراد ام انها تجسيد لمخيلة سايمون فيزنتال عندما صور هولوكست اليهود لانهم يهود ؟ولماذا لا يتم ذكر لحرب كانت تجري في المنطقة والتي تحالف فيها الطالباني والبارزاني مع ايران ضد بلدهم العراق الذين هم اليوم يطالبون بنسبة 17% من نفطه؟ واننا نسأل سيد بوش حامي الديمقراطية لو حدثت حرب بين امريكا وكوبا وقاتل امريكان مع كوبا ضد بلادهم هل سوف يوزع لهم الحلوة ام انه سوف يقاتلهم كما يقاتل الجنود الكوبيين؟ ولماذا لا يحاكم الطالباني والبارزاني على جرائمهم ضد الأكراد والعراقيين؟ومنى ترتاح عوائل الشهداء العراقيين من التركمان والعرب والأشوريين الذين قتلوا على يد البشمركة المتحالفة مع ايران مثل ما ارتاحت عوائل حملة الانفال ؟وايضاً ان سبب كل القتل الذي يحدث للاكراد هو بسبب سياسيهم الذين جعلوا من شعبهم ادوات في يد من يحاولون ان يقسموا العراق ويدمروه, ومتى يا ساسة الاكراد تستفادوا من دروس الماضي التي اكدت على جهلكم في القراءة السياسية للمنطقة؟ والى متى تبقون تقتلون شعبكم من اجل مصالحكم العشائرية والشخصية؟ والى متى يبقى عقلكم السياسي عاجز عن مراجعة تجاربكم الفاشلة؟ والى متى تبقوا تطبقون مثلكم الذي يقول ان القتال افضل من البطالة. العراقي تاج فوك الراس.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |