في الماضي البعيد كما اضطهد السنة اليهود وجعلوهم يلجاؤن الى
دولة اسرائيل من قبح الاضطهاد . مورس نفس الاضطهاد ضد مسيحي
العراق من قبل السنة منذ ذلك الوقت وتصاعدت وتيرته كما نراه
اليوم ؟؟
في الماضي البعيد اي في الخمسينات كان مسيحيوا العراق يعانون من اضطهاد ديني عرقي في الموصل الحدباء على يد الاسلام السنة وفي المنطقة الشمالية برمتها اي الاكراد . على مستوى المجتمع وليس الدولة لان الدولة لغاية 1963 كانت ترعى المسيحين رعاية لافرق فيها بين مسلم ومسيحي وينسحب هذا على كل الاقليات عامة و تطور الامر الى اعتبارات اقوى للمسيحين في زمن المغفور له الشهيد عبد الكريم قاسم وشعر المسيحيون في العراق في هذه الحقبة بانهم عراقيين حقيقين لهم من الحقوق مالغيرهم وكذلك باقي الاقليات .و
كان الاضطهاد في حقبة الحكومة الملكية منصب على المسيحين والاقليات الاخرى من قبل الاسلام السنة بشكل غير طبيعي ( المجتمع ) واتذكر ان المواطنين الاسلام كانوا يتناكفون من المسيحين وكل الاقليات الاخرى اذا في الموصل او باقي المحافظات الشمالية باجمعها ويعاملونهم معاملة مزرية وكانت هذه نتيجة التربية البيتية للاسلام السنة .وتركة العثمانيين اي الاتراك ؟
كان رجال الدين يتعرضون للاهانات بشكل علني وكان الصبية يلحقونهم في الشوارع والازقة ويسبونهم ويشتمونهم حتى كانوا يسبون ويشتمون الصليب وكنت الاحظ ان الاهالي في مناطق باب البيض والطوافة وراس الجادة وخزرج وعدد اخر من مناطق الموصل يشجعون اولادهم على هذه السيرة ويمتلئون غبطة وفرح عندما يشاهدون اولادهم يعتدون على النصارى .
وهؤلاء الناس كانوا ينتمون الى حزب الاخوان المسلمين وانا شاهد عيان كنت اشاهد عدد من الصبية والشباب يعترضون طريق اي عابر سبيل مسيحي اكان انثى او ذكر ويطلبون منه الشهادة واذا رفض ينهالون عليه ضربا مبرحا الى ان ينجده عابر سبيل او احد سكان المنطقة من بين ايدهم اما رجال الدين القساوسة فكانوا يعانون الاسوا من مسبات واهانات تكال لهم او للدين المسيحي او للصليب (( حليب حليب .........الخ؟؟)) عند مرورهم من هذه المناطق.لكن كان عدد لاباس به من سكان الموصل المعتدلين يعايشون المسيحين بسلام وامان ويرفضون اي اعتداء عليهم الا انهم كانوا قلة غير ذي فاعليه للقضاء على هذه الظاهرة .
واشتدت ظاهرة العداوة مع مسيحيوا الموصل ووصلت اوجها في الفترة الواقعة بين عام 1959 لغاية اليوم من قبل اعداد كبيرة من الاسلام تحت ذريعة
مرة ان النصارى يؤيدون حكومة الشهيد عبد الكريم قاسم
ومرة ان المسيحيون اجمعهم دون استثناء هم شيوعيين
وبدات عمليات تهجير واسعة للمسيحين من مدينة الموصل بشكل كما يحدث اليوم وشنت حملة اغتيالات شعواء من قبل البعثيين والقوميين العرب بقيادة الاخوان المسلمين مما افرغ مدينة الموصل من نصف سكانها من المسيحين هاجروا وتركوا املاكهم عرضة للنهب والسرقة الى باقي المحافظات خاصة العاصمة بغداد. اي هذه المرة اتخذت حملة معاداة المسيحيين طابع سياسي اكثر منه ديني الا ان الهدف كان واحد وهو التهجير القسري لمسيحي الموصل وقد تراس هذه الحملة الشعواء من المسؤلين الحكوميين مدير الشرطة العام في الموصل سئ الصيت والسمعة (( اسماعيل عباوي )) ومن المجتمع عوائل راسها
ال كش مولة وتبعهم
النقشبنديين . وتوحلة . والمفتي .واخرين من اغنياء المدينة واهمهم (( اغوات باب البيض )) وبعض الكسبة كانوا يمولون عمليات الاغتيال والتهجير والملاحقة والغريب في الامر ان (( ممتاز قصيرة )) طالب في كلية الطب كان يتزعم حركة التهجير و الاغتيالات الشبابية هو وشقيقته علما انه من مسيحي الموصل حكم بالاعدام في بداية انقلاب عبد السلام عارف على البعثين 1964 وتم تنفيذ حكم الاعدام به .واخرين مثل سالم ابو دكة ووالده قتل ايضا ولطفي شوقي . .
في بداية حكم عبد السلام عارف اواخر عام 64 بمعزل عن البعثيين اي بعد الاطاحة بهم ودفعهم الى جملة الاعترافات والبراءة واقصائهم عن السياسة اي الغاء الحزب الغاءا تاما لم تقم قيامته الا بعد الانقلاب الاسود على حكومة عبد الرزاق النايف 1968. اتخذت الدولة جملة من الاجراءات المعادية للمسيحين الغاء عطلة الاحد التي كانت سائدة في كل العراق للمسيحين اضافة الى عطلة الدولة التي كانت يوم الجمعة ورفع درس الدين من المناهج الدراسية الذي كان مقررا للمسيحين في مدارسهم الخاصة واعتبار مدارس المسيحين الخاصة مدارس عامة. تصوروا ان عبد السلام عارف رفع سعر بطل العرق (( كحول )) من نصف دينار الى دينار واحد وعندما سئل عن السبب وهذا على لسان السيد غسان ابن طاهر يحي رئيس وزراء العراق في زمن عارف اجاب ان الامر هو نكاية بالمسيحين لانهم الشريحة الوحيدة في العراق الذين يعاقرون الخمرة في حين كان كل الشعب العراقي يشربها والمسلمين اكثر من المسيحين الا ان قلة عقل الرجل وحقده صور له ذلك وبالمناسبة مرة كنت حاضرا معرضا للرسم اقيم في دار الفن الحديث في الباب الشرقي لااتذكر لمن وعندما انتهى عبد السلام من زيارته للمعرض وعند باب الخروج لاحظ لوحة لوردة حمراء قانية وكانه اصيب بصدمة التفت الى الرسام لاادري بالضبط ربما كان الدروبي ساله بعصبية (( ماهذا يارجل ارفعوها من هنا انها شيوعية )) ووافق ولم يخرج حتى رفعت اللوحة وماان خرج حتى غرق الجميع بالضحك والتندر بالرئيس وعقليته الضيقة.
الفترة الذهبية في حياة نصارى العراق كانت الواقعة بين عام 1970-1990 الا انها لم تخلوا من منغصات ومع انتهاء الحرب الايرانية العراقية بدات حملة جديد ضد المسيحين في الموصل وبعد بروز تنظيمات جديدة للاخوان المسلمين فيها الا انها لم تكن ذات طابع عنيف خوفا من الحكومة .واتخذت منذ بداية التسعينيات 91 والى دخول الامريكان العراق طابع تهديد بالقاء رسائل في دور المسيحين يطالبونهم باشهار اسلامهم او مغادرة المدينة ويتوعدونهم بالويل والثبور . في نفس الوقت الذي اتخذت الكليات الجامعة )) والمعاهد اجراء غير رسمي الا انه ذو طابع اكراه وتحت وابل من التهديد وهو تحجب الطالبات وانصب الامر على المسيحيات بشكل ارعن وتبنى هذا الموضوع الاتحاد الوطني لطلبة العراق وكادره الا ان نظام صدام والبعث في الموصل كانوا من باب خفي يغضون النظر عن تصرفات اسلام الموصل وعلى سلوكياتهم في مدينة الموصل((الغير رسمية )) الا انه من طرف اخر لم يكن يسمح بالابتعاد في هذه التهديدات حتى ممارسة العنف مما شجع العديد من الطالبات المسيحيات في الموصل بعدم الاذعان للبدع التي يفرضها المسلمين عليهن ؟
وانتهى زمن الطاغية وجاء الاحتلال ليستغل هذه النزعة العدوانية المتصاعدة ضد المسيحين خاصة في الموصل وعمل كل جهده على تاجيجها وبذر الفتنة بين المسحين والاسلام التي عمت العراق من بعد الموصل . وبعد عام 2004 بالضبط
ووصلت الى ماوصلت اليه الان ؟ حرب شعواء ضد مسيحي العراق كافة في حين ان المسيحين العراقيين لم يكن لهم صلة بالصراع الديني الطائفي العرقي الذي استعر اواره بين الشيعة والسنة على دست الحكم وكل العراقيين يقرون ان بداية هذا الصراع ايضا قاده السنة العراقيين حيث رفضوا الانضواء تحت سلطة الدولة بعد ان مورست الديموقراطية في الانتخابات وفازت الاكثرية وهم الشيعة فاسقط بيد السنة بعد ان كانوا يعتقدون ان الاحتلال الاميريكي جاء لصالحم فاعادوا تنظيم انفسهم واستقطبوا قطاعات من اليسار المتهرئين والذين خرجوا من تحت مظلة الحزب الشيوعي لاسباب شخصية لينظموا تحت لواء المقاومة تحت لواء وادارة وتمويل المحتلين انفسهم وتحت ذريعة مقاومة المحتل ؟ واذ بهم يقتلون العراقين بدل ان يقتلوا المحتل والمحتل لم يجد في هؤلاء فقط ضالته لنشر الفوضى والخراب والدمار والقتل وسفك الدماء في العراق لا . انما جند تحت لواءه عددا لاباس به من الشيعة واهمهم مقتدى الصدر وشلته تيار المهدي المنتظر (( الاعور الاعرج الاخرس الذي لاينطق الا اذا ضرب فخذه الايمن بيده اليسرى قائد ملحمة هر مجدون )) كما تصفه الاسطورة الباطلة لاحظوا التوافق بين شعارات مقتدى وشلته وبين غاية بوش من احتلال العراق على المدى البعيد والغير معلنة والتي هي احدى دساتير الكنيسة الانجيلية ان المسيح الاتي (( المهدي )) سيبدا معركته من هر مجدون وعلى الجيش الاميريكي ان يكون في المنطقة ليمنعه من الوصول الى اميريكا ؟
على اية حال اليوم تتخذ حملة محاربة المسيحين وتهجيرهم والاستيلاء على املاكهم بعدا جديدا وهو تاجيج الطرف الاخر المثقفين من جهة ملفقة وجوابا على هذه الحملة الدعوة الى تمزيق العراق وايجاد مكان امن للمسيحين في سهل نينوى او اي مكان اخر مثلما حدث لليهود وبذا ومن هنا ستحقق اميريكا من خلال ذلك طموحاتها في تقسيم العراق ومن ثم الشرق الاوسط على شكل نفايات عرقية طائفية دينية ليظل الشرق في فوضى اقتتال وتناحر دائم وهم اي الاميريكان يشيدون لهم قصرا نيفا يتفرجون من خلال شرفاته على هذا الصراع الدامي الى الابد فتكون امبراطوريتهم المرتقبة في بقعة هي اغنى بقاع العالم ثروات طبيعية والاغبياء يريدون عقد مؤتمرات ليحصلوا على مساندة ومباركة قوى اليسار العالمي المغرر به بدل المصالحة تحت سقف راي وفكر وهدف واحد واضح مع كل العرب ومن كل الاطياف دون اي تفريق ودون اي تزمت في الراي واي اطماع ذاتية في سلطة او تغليب مصلحة انانية على مصلحة مجموع العرب وفي صف واحد ضد الاعداء بدل من هذه المؤتمرات التي ماهي الا مناورات لتصعيد حدة الصراع والتناحر والفرقة الممقوته التي لاتخلف لنا سوى الرماد في المنطقة وهذا ماتهدف اليه اميريكا وغيرها ؟ اذا المسيحين في العراق هم انفسهم المسيحين في لبنان تحت رحمة الاخيخ نصرالله وعصاباته وللعلم ان مسيحي العراق منذ نشاتهم في العراق كانوا مسالمين ولم يلحقوا اي اذى باحد . اما الطرف المضطهد للمسيحين وهم يتختلون تحت عباءة طالبان الا ان هويتهم معروفة لان هذا هو دابهم كما ذكرت منذ عشرات السنين وهم انفسهم كانوا يضطهدون اليهود بشكل مرعب حتى اضطروا الى الهرب من العراق اي اليهود لا تلبية لنداء الصهاينة باقامة دولة صهيونية وانما هربا من الاضطهاد الذي اذاقهم اياه سنة العراق . والتقيت في عمان بعدد كبير من يهود العراق صدفة عام 1992عبروا عن امنيتهم بالرجوع الى وطنهم العراق لانهم لايؤيدون النزعة الصهيونية ولا اعتداءاتهم على المسلمين العرب الفلسطينين تصوروا اي اعمال يمارسها هؤلاء السنة في عالمنا الحالي واي سمعة غير طيبة يلحقونها بالدين الاسلامي الحنيف وسوف لن ينالوا سوى الرماد لانه سيكون مهدا لهم اخر الامر مدى الحياة ؟
العودة الى الصفحة الرئيسية