عندما تفرقنا ضعفنا

احلام عبد الرحيم
ma30ah20@hotmail.com

كثيرة هي التساؤلات تتجاذبني و بقسوة يطفح بها الفكر ويتصدع لها القلب

تساؤلات يحار لها اللب من أن يحصل لها على إجابات شافية وحلول قاطعة وناجعة, أعتقدان الامر يرجع لتشعب الطرق واختلاف الاراءوتدخل المصالح الشخصية في معظمها !

تفتح التسؤلات لدينا النظر الى حلقة تواصل من خلالها تنظم إليها كافة الاراء فنلجأ إلى نهجٍ لحل مشاكلنا ,وقد نخترع نظرية تخفف من معانتا ,وقد نسلك سنة وضعتها ايدي البشر تاخد منحىً نحو الهدف وقد تخطأه ,لكن واقعنا المؤلم وما يجري في فلسطين والعراق ولبنان ,والفتن التي تقدح شرارة التشظي بين الفينة والاخرى على ساحتنا وواقعنا المعاش, لا يترك مجالا ولا يفسح لاراء ونظريات وقوانين ان تتنازع في ايهما يجد لها المخرج ,ومن تلك الكوارث والمكائد هناك طريق واحد لا غير, ونهج واحد وقانون ثابت, وسننن أزليه لم تخضع لتجارب ونظريات أنما هي سنن وقوانيين الرب ..العالم بخلقه ,وما يصلح كافة شؤونهم

وفي كل مجالات حياتهم الاجتماعيه والاقتصادية, والسياسية, وهي المخرج من الفتن ومكائد الاعداء التي تتكالب علينا من كل حدب وصوب,فلنتامل في قوله تعالى

 واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا)

إذاً الحل بذاك الحبل السماوي ,الذي جعلناه وراء اظهرنا , فبقي الارتباط به كلي عند البعض وجزئي عند البعض الاخر,كلياَ وقد تجسد في الجمهورية الاسلامية الإيرانية

التي اصبحت قوةبفضل تمسكها بالقران والنهج السماوي فاصبح يمثل لها السلوك والخارطة للتحرك والارتقاء,لقد اصبحت الجمهورية الايرانيه تخشى منها.. من اطلقت على نفسها القوى العظمى وباتت تعمل لها الف حساب !

 ولكن لعدم تواجد الموازنة بين متطلبات النفس ومتطلبات الشرع وكذلك الالتزام عندها {تفرقنا فوهنا وضعفنا}

 ونجد انه قد عبُرالقران الكريم ( بالحبل) والحبل أداة الربط والحفظ للأشارة الى أن الكتاب بتعاليمه وأحكامه يربط العاملين به بعضهم ببعض , ويربطهم جميعاً بربهم ومدبر أمورهم,’ لافرق بين مؤمن واخر.. لا فرق بين ابيض واسود إلا بالتقوى فكلنا أخوة وأحبة , وهذا هو الحبل الوحيد الذي يكون عصمة لنا من التردي في مهاوي الأهواء والشهوات والتحزبات والفرقة...
ان ما يحدث على ساحتنا الاسلامية من دمار انما هو نتاج ضعفنا, ولا ادعي هنا انني اتيت بجديد...لكنني أريد أن أصيب عين الحقيقة المرة, التي على جميعنا أن يعيها لنضع أيدينا على الألم ونتحسس مواضعه, ان لا نتغاضى عنه بحجة أن هاجس الخوف يعتري مفاصلنا, فلايجدي في عصرنا هذا والمشحون بالآلآم أن نغمض أعيننا, لأننا نعلم أن في تركه وتجاهله أستفاحله وأنتشاره, لابدالوقوف عليه والعمل على علاجه ومن فتح الأعين من خلال تلك النافدة الشفافة والنهج السليم وصراطنا المستقيم, عندها سوف تظهر لنا حقيقة ما نعيشه والمخرج منه.... ولن نستطع المشاهدة بوضوح وبرؤية حديديه, إلأ اذا أزلنا الرين والترسبات الموروثه عن بصيرتنا , والقران الكريم هو النهج القويم وهو من يزيل تلك الموروثات

 لذي من تمسك به ارتشف من نعيمه وتوشحت حياته بالأمان ,وتلذذ بخيرات الله المنان الذي لا تحصى نعماؤه ولا تنفد فيضواته لكننا {تفرقنا ومن ثم ضعفنا}

دعونا نترك الأنا جانباً وأن نعمل مافيه صلاح ذات بيننا, أن لا نمشي وراء الشهوات ورغبات النفس الزائلة. وعدم النظر الى الآخر من أعلى ,فقط ذلك الكتاب والنور المبين الذي ماأن ننفتح عليه إلا واشرقت الارض بنوره واضائت لنا الحقيقة بعينها

(وأعتصموا)مفردة رائعة نفتقدها على ساحتنا الاسلامية ..

 فالإعتصام يعني الاخذ بكل ما ورد في القران "والقران دائما يدعونا للتأمل عبر دائرة التفكر في آياته : يقول لنا انظرو الى طعامكم

نجد القرآن يأمر الإنسان بتركيز انتباهه وبملاحظة كل شيء بحياته بدايةً من طعامه : {فلينظر الإنسان إلى طعامه}،بل وعليه أن ينظر في أصل خلقته (فلينظر الإنسان ممَّ خلق) وعليه أن يدرس التاريخ ليرى ما حصل للأمم السابقة نتاج تقاعسهم وتفرقهم : {أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين قبلهم ؟ كانوا أشد منهم قوة}، وعلى الإنسان أن يدقق الملاحظة فيما حوله من العوالم المشاهدة والكواكب: {ألم ينظروا إلى ملكوت السماوات والأرض}
ننظر الى من خلد نفسه وضحى بحياته {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضـات الله والله رؤوف بالعباد}

وذلك الذي صنع مجدًاو رفع به الدين منارة يعشي بريقه الناظرين ,وكلمة الله ونصره المؤزر تتحققا لكن بشرطهما وشروطهما ومنها"الاخلاص لله تعالى الارتباط به والثقة به إينما ولينا بوجوهنا حينها نتخلص من وهم الخوف الذي نسجته شباك الاعداء.. ولنا عضة وعبرة بقصة نبي الله موسى وأخيه هارون عليهما السلام عندما أمرهما الله بالذهاب الى طاغوت عصرهما وأعتى الظالمين يدعونه الى التوحيد...

قالا : ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى " بقلبه الرحيم وبلطفه الواسع أوحى إليهما بصريح العبارة أنهما لن يكونا وحدهما " قال لا تخافا،إنني معكما أسمع وأرى "ومن كان الله معه يسمع ويرى فأنى يخاف ؟.

إنه قانون ثابت يجري كما تجري الشمس في كل زمان ومكان ولا يقتصر هذا القانون على اناس دون غيرهم وفي زمن دون اخر .بل القران الكريم ياتي مواكبا لكل العصور وحبلا هو " لمن يريد العزة والسمو والإرتقاء (لا تخشون الا الله) كلمة أصلها ثابت وفرعها في السماء

لدينا مقومات القوة الفاعلة والتي تجعل العدو تحت أقدامنا ( ولكننا تفرقنا فضعفنا) تفرقت القلوب وتعددت الاحزاب واشتعلت جذوة النعرات الطائفيةوشارك في إشعالها أفراد من بني وطننا غرتهم الدنيا بزخارفها وزينتها وتعصبها المقيت،

 حينها أنشغلنا عن القضية الاساسية والأزلية بالقشور , (وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة) بالحب والتسامح والتقارب والاعتصام بالحبل المدود سنُشْكل القوة!

فهل لدينا القوة والشجاعة على تخطي العنصرية والادمان على مورثات لا تمت للدين الاصيل بصلة؟

 هل من عودة لنستقي بلسما لجراحنا وضمادا لآلامنا من الوحي الالهي ؟

هل ستطيب النفوس من التعصب وتتعانق القلوب لنشر الوحدة والمحبة ببيننا؟

وهل مفردة الخلاف ستمحى من الوجود ليحل محلها الائتلاف؟

أسئلة لها إجابات في ذلك النهج المحمدي لكن هل أجدها لديكم؟ 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com