لا بارك الله بالطائفيين

حمزة الشمخي

alshamkhi@hotmail.com

بالرغم من جراح العراق العميقة والكثيرة، والتي تحتاج لوقفة وطنية عراقية صادقة، لمعالجتها والقضاء على أسبابها ومسببيها، نسمع من بعض الأطراف والكتل السياسية المشتركة في العملية السياسية أو خارجها، أصواتا تنادي بالطائفية والتعصب والعنصرية والتفرقة بين مكونات وأطياف الشعب العراقي.

هذه الأصوات النشاز، التي أرادت أن تحول القضية العراقية بكل تعقيداتها وإشكالاتها، من قضية سياسية إجتماعية وإقتصادية عسكرية متداخلة ومتشابكة داخليا وخارجيا، الى مجرد قضية صراع بين مختلف المذاهب والأديان والطوائف والقوميات والمكونات السياسية والحزبية .

 لأن الطائفيين يريدون الإستحواذ على الحكم والسلطة على حساب الأقلية وإستخدام إسلوب قوة ونفوذ الكبيرعلى الصغير، والتي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال هذه الدروب المظلمة، دروب الطائفية الكريهة .

هكذا أرادوا، ولكن للأسف الشديد تحقق الكثير مما أرادوا، إنقساما طائفيا مذهبيا واضحا في مناطق عديدة من العراق وخاصة في العاصمة العراقية بغداد ، تهجيرا طائفيا متبادلا ، وملاحقة الناس وتهديدهم وقتلهم على الهوية ، وربط كل الأحداث والتطورات الجارية في البلاد في إطار طائفي مخيف ، من خلال إعطاء إنطباع بأن كل ما يحدث في العراق ، هو نتيجة للصراع بين الشيعة والسنة ، وليس بين محبي الحياة والحرية من جهة وأعداء الإنسان والتقدم من جهة إخرى .

إنهم أدخلوا العراق وأهله في طريق التخندق ، ولكنهم إحتموا خلف المتاريس الطائفية ، من أجل إنجاز مشروعهم التدميري الذي لا يبقي العراق حجرا على حجر إذا تحقق في يوم من الأيام .

الطائفيون معروفون للجميع، مهما تستروا برداء الوطنية، ونطقوا بكلمة الأخوة العراقية والمحبة والتسامح، لأنهم أساس الفتنة والنفاق والإنقسام والعنف، فلذلك يجب التصدي لهم ولأفكارهم ومقاومتهم بكل الأساليب المتاحة للعراقيين، لأن أفعالهم وممارساتهم العدوانية جريمة ترتكب كل يوم بحق المواطن والوطن . فعلينا جميعا نحن العراقيين ، أن نرفع أيادينا للسماء ، ونقول بصوت مسموع ، لا بارك الله بالطائفيين .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com