|
في دوامة الفوضى تضيع الحقيقة ( على هامش مايتردد أحيانا عن جرائم يرتكبها مسؤولون )
سناء صالح /هولندا نسمع يوميا عن أحداث يقشعر لها البدن, وتنطلق الأخبار تسوق الأتهامات وتتحدث عن ساسة وقيادات أمسكت بزمام الأمور ولعبت وتلعب دورا مهما في الحياة العامة وماهي بحسب مايقال عنها سوى عناصر مشكوك في ذمتها أو قتلة ومجرمين خطرين لو أحصينا الوزراء والنواب والشخصيات السياسية التي وجهت لها اتهامات خطيرة أقلها هو سرقة الملايين من قوت العراقيين المبتلين لأصبنا بالذهول , وفي نفس الوقت الأخبار تترى بأن المحكمة الفلانية قد أصدرت حكما بألقاء القبض على رئيس الكتلة الفلانية لتشجيعه الأرهاب وفي اليوم التالي تراه يجلس على مقعده في مجلس النواب أو في زيارة رسمية يستقبل معززا مكرما , وتبقى وسائل الأعلام تلوك الخبر حتى يقفز خبر آخر فيهمشه وهكذا نسمع ونسمع ويذهب الخبر أدراج الرياح ولا ندري ما الأجراءات التي اتخذت بحق المسيئين والقتلة ,و الأرهابيين الذين يتمترسون خلف أحزابهم وكتلهم , ان التهم التي وجهت الى الكثير من السياسيين من وزراء ونواب وقيادات حزبية لم توجه من صحفيين يريدون الشهرة والسبق الصحفي أو من أناس بسطاء من الرعية حاسدين هؤلاء على النعمة التي هم فيها (نعمة المال والجاه ) بل من أنداد لهم في السلطة أو السياسة , وهذا يقودنا الى احتمالين : الأول المنافسة ومحاولة التشويه للقضاء على الخصم سياسيا بأطلاق تهمة وهذا النوع من الصراع قديم ومعروف وقد أكل الدهر عليه وشرب ولو رجح هذا الأحتمال فالمصيبة أن يأتي الدور على شخصيات نظيفة وأحزاب معروفة بسيرتها العبقة بالنضال والولاء المجرد للوطن ولآختلط الحابل بالنابل أما الثاني فهو احتمال أن يكون حقيقة قائمة الهدف منها وضع اليد على المجرم أو المسيء وكشفه بغية ردعه وتخليص المجتمع من شروره . وكلا الأحتمالين واردان, لكن! كيف ينبغي أن نتعامل معهما وفق المباديء التي أقرتها اللوائح الدولية فيما إذا أردنا أن نستشف الحقيقة ونقدمها الى الناس ؟ اللوائح تقول كل متهم بريء حتى تثبت إدانته والطرق القانونية هي الفيصل وهنا ينبغي التكتم وعدم النشر والتشهير حتى تتبين الحقيقة حينذاك سيعرف الناس الحقيقة ناصعة وسيتخذون موقفا حسب ما يتوصل اليه القضاء وسنتلافى الكثير من المضاعفات التي تترك الباب مفتوحا للتكهنا ت وانقسام المجتمع الى مؤيد ومعارض والدخول في صراعات قد تكون نتائجها كارثية على الجميع . في موضوعي هذا لاأريد الدفاع عن أحد ولكنني أريد أن أصل الى فهم ما يدور وأجد تفسيرات له فكم من شخصية قد اتهمت وسأورد أسماء منها الوزراء والوزيرات الذين اتهموا بذممهم هل حوسبوا ؟ من منهم المتهم ومن هو البريء ؟ هل صودرت أموالهم التي جمعوها من الرشى والمشاريع الوهمية ! الأبرياء منهم هل أعيد لهم الأعتبار علنا ! هل حوسب من قدم بلاغات كاذبة !! والمدان لماذا يبقى خارج الحدود متنعما آمنا مازال يمارس العملية السياسية !! أين هي الشرطة الدولية لتقبض عليه مخفورا وتسترجع أموالا قد اغتصبها من لقمة الجائعين من أبناء الرافدين ! أنتقل الى المتهمين بالأرهاب والقتل ألم يتهم السيد المالكي عضو التوافق ناصر الجنابي وأمام النواب في أجتماع علني مهددا إياه بالملفات التي في حوزته وفيها حقائق اشتراك الجنابي في عمليات إرهابية ! هل رفعت عن هذا النائب الحصانة ! هل منع من السفر ولماذا لايحقق معه وأين هي الملفات الآن !! هل هي مخبأة لذلك اليوم الذي ستسخد م ورقة رابحة لأحراج النائب وقائمته !! ألم يتهم عدنان الدليمي بأنه يأوي الأرهاب وفي بيته مخازن للذخيرة تستخدم أدوات القتل اليومي وهذا قد قيل عن الزوبعي والهاشمي نائب الرئيس ويقال أيضا عن مسؤولية وفيق السامرائي في الأنفال !!! ويقال أيضا عن نائب عن الأئتلاف الشيعي ذلك القيادي المتهم بتدبير مؤامرة اغتيال أمير الكويت والمطلوب دوليا !! كيف تسمح الحكومة لوزير الصحة الذي تحوم حول وزارته الشبهات في كونها وكرا للأرهاب والتقتيل بأن يلجأ الى الأم الرؤوم أمريكا مرتميا في أحضانها مبرئا نفسه !! وأخيرا وزير الثقافة المتهم بقتل شابين بريئين أنظر اليهما بعيدا عن أبيهمم مثال الآلوسي ودوافعه ! ! من كل ماتقدم , لم تتخذ الحكومة العراقية أي موقف تجاه كل واحد من المتهمين بالأدانة والتجريم وما تجره من عواقب تجريدهم من مهامهم ومحاسبتهم وفق القانون وإلاّ سيتخبط الناس بين ركام الأنباء المتناقضة بحثا عن الحقيقة الضائعة . ولو أردناأن نصل الى الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء تغييب الحقائق تذويبها وجعلها تندثر واستغلال الأوضاع الأستثنائية التي تمر يوميا على العراق فإن المحاصصة هي السبب الرئيسي وهي الداء والأسفين الذي نصبه بريمر في أول مجلس حكم العراق بعد التغيير فالمحاصصة هي التي تجعل الفرقاء يغضون النظر عن أخطاء بعضهم البعض حتى وإن كانت قاتلة , والمحاصصة هي التي جلبت الأميين والمتخلفين والأرهابيين والسراق والقتلة والمعتوهين نصبتهم أصناما ومنحتهم أوسمة لايستحقونها هي أصوات العراقيين المخدوعين الذين أجلسوهم على كراس هم غير أهل لها . أين هي الوعود , أين هي المباديء التي قيل أنها جاءت للتغيير نحو الغد الأفضل !! هل التزم بالمواصفات في الأستيزار وتبوء المراكز العليا أو أي مسؤول له حق اتخاذ قرار! هل تم البحث عن سيرهم وسلوكهم وأمانتهم (السيرة الذاتية ) , هل وضع الشخص المناسب في المكان المناسب حسب الكفاءة والخبرة والتاريخ أم أن الأنشغال عن هذه المواصفات الى مواصفات الأنتماء الى الطائفة والقومية والحزب! ان ماوصل اليه العراق من حال لايمكن أن يسكت عليه يقتضي المعالجة وتدارك الأخطاء وعدم اقتفاء أثر النظام البائد الذي كان يعتمد على الولاء الحزبي فينصب العريف وزير دفاع ويمنح رتبة ركن, وكذلك الشقاوات والمجرمون فقد احتلوا مراتب عليا ,واليوم نعود الى نفس النقطة التي كنا نريد الخلاص منها ولكن بمواصفات جديدة فما عليك إلاّ أن تطلق اللحية وتسبل العين وتضع في خنصرك خاتم دليل الأيمان أو تنتمي الى حزب له يد طولى وجيش فستكون من المرضي ّعنهم وفي الدورة القادمة ستكون ربما وزيرا أو مستشارا أو على الأقل سفيرا وليس مهما أن تكون قاتلا أو مختلسا فللمحاصصة طريقتها في تبرئتك .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |