هكذا ممكن ان يعتذر البعثيون..

غفار العراقي

gaffar_1370@yahoo.com

قرأت مقالا للسيد محمد البهادلي وهو احد اعضاء فرق حزب البعث المنحل وقد نشر في العدد 1127 بتاريخ 31ايار 2007 في جريدة الصباح ( وهذا دليل على الديمقراطية في العراق) ، وكان المقال بعنوان (كيف يعتذر البعثيون ) وهو رد على مقال سابق للكاتب عادل العامل بعنوان ( المصالحة والاعتذار ) ، حيث تساءل الاخ ( البعثي) عن كيفية اعتذار البعثيين للشعب العراقي وما هي السبل الكفيلة لان يسامح العراقي الذي ظلم وشرد ونكّل به من قبل افراد حزب البعث ، وما هي الضمانات لكي يعودوا لممارسة دورهم في بناء العراق .

الحقيقة اقول انني لمست من كلمات هذا الرجل ان هناك رغبة حقيقية في الاعتذار ولمست ايضا انه مختلف عن اغلب اعضاء الحزب الذي تميز بامية اعضاءه حيث وصل الحال في اواخر العام 2001 وحتى سقوطهم الى ان كل بعثي لا يجيد القراءة والكتابة يوضع على رأس مجموعة معينة ويعطى درجة حزبية حسب رأي ( الرفيق الاعلى ) وهذا الامر يعرفه اغلب من بقي يصارع ويقارع البعث والبعثيين حتى اخر دقيقة قبل سقوطهم المخزي على ايدي اعداء الله الامريكان .

نعم لقد كان هذا الرجل متميزا عن غيره ووجدت في كلامه نوع من الندم على ما اقترفه الحزب الذي ينتمي له من جرائم بحق الشعب العراقي ووجدت ان من واجبي كشخص ذاق المرارات والأهوال والآلام بسبب حزبه ان اجيبه ولو ببعض ما يمكن ان يفعله (العبثيين) عسى ولعل ان يحاول العراقي نسيان او مسامحة اعضاء البعث .

اقول لكاتب السطور النادم على افعال اسياده الذين تلطخت جميع اجزاء اجسامهم بدماء العراقيين الابرياء ان الطريق للاعتذار يمر عبر بوابة اليتامى الذين اعدم الطاغية آبائهم بسبب انتمائهم لحزب الدعوة او للحركات المناهضة له ولحكمه وكان كل ذلك يجري عن طريق التقارير التي ترفع من قبل اعضاء الفرق والشعب ( يعني زملائك ) ، والطريق الاخر يمر بدموع الامهات الثكلى اللواتي لازالت خدودهن متورمة من كثرة البكاء على ابنائهن الذي ذهبوا ضحية مغامرات و(شقاوات) حزبكم الجاهل حين كنتم تصفقون لكل ما يقرره جرذ العوجة وبدون تفكير ولا معارضة ولا حتى استهجان وانى لكم ذلك فقد مسخت عقولكم بفكر عفلق وسادية صدام ، وحين تسامحكم الامهات يجب المرور على الارامل التي جعلتم من العراق البلد الاول الذي يزخر بها بسبب مطارداتكم وتسلقكم فوق سطوح منازلهن للقبض على ازواجهن بسبب رفضهم الالتحاق بجيش صدام الخزي الذي خربه وجعله اداة للدفاع عنه وعن عصابته الجاهلة المجرمة .

وفي المرتبة الرابعة وحين تحصلون على غفران اليتامى والثكالى والأرامل ( وهذا باعتقادي مستبعد جدا ) ، يجب ان تمروا على كل شاب فقد احد اعضاء جسمه بسبب حروب حزبكم الفاشلة ، ثم تنتقلون لكل من فقد مستقبله وظلت شهادته معلقة على جدران المنزل بسبب عدم انتمائه الى حزبكم الارعن وقاسى وعانى وذاق الويل ليعيل اطفاله وعائلته برزق حلال عن طريق عمل شريف مهما كانت طبيعته ونوعه .

وأخيرا وليس اخرا ، تتوجهون بالاعتذار لكل المهجرين والمغتربين والمشردين الذي حرمتموهم من حلاوة العيش في بلد يؤويهم ويجمعهم بمن يحبون وتركتموهم بأيد الغرباء معذبين منسيين ومن الحب والحنان محرومين .

ثم تتوجهون بالاعتذار للشعب العراقي كافة عن كل صغيرة وكبيرة اقترفتموها في سني حكمكم الظالم

هكذا يا من تسأل كيف يعتذر البعثيون

هكذا .. من المحتمل ان يسامحكم العراقيون

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com