أكاديمية الكوفة تحتضن   ملتقى مستقبل العراق

سناء صالح /هولندا

sanaelgerawy@hotmail.com

إعلام اتحاد الجمعيات الديمقراطية العراقية

تحت هذا العنوان وفي يوم الثلاثين من حزيران يوم الذكرى السابعة والثمانين لثورة العشرين,  وعلى إحدى قاعات جامعة لايدن المعروفة بمكانتها  بين جامعات العالم  التقى عدد من من أبناء الجالية العراقية المقيمين في هولندا  كما حضر مشاركون من بلجيكا وفرنسا . كان الحضور متنوعا تنوع العراق  بقومياته وأديانه وشرائحه  , لم يكن للملتقى سوى هم واحد هو كيف يخرج العراق من أزمته ,كيف نحقن دماء أبنائه ,كيف يستطيعون إعادة بناء وإصلاح  ما خلفته الدكتاتورية وما بعدها من احتراب لم يعرفه شعبنا من قبل  .

 افتتح السيد محمد سعيد الطريحي الملتقى بتحية لثورة العشرين ورجالاتها من رجال الدين الوطنيين ورؤساء العشائر الذين قاوموا الأحتلال البريطاني يووضعوا أسس الوعي الوطني, ودعا الجميع الى وقفة صمت  على أرواح الشهداء.

المتداخل الأول هو السيد محمد سعيد الطريحي رئيس أكاديمية الكوفة  فقد أشار الى تداعيات  التغيير بعد التاسع من نيسان , الوضع الخطير والدور الأمريكي والأوروبي في الشأن العراقي مع تفاقم السلبيات كالفساد الأداري والمالي واستشراء ظواهر خطيرة كانتشار الأوبئة والأدمان والبطالة  وقد قدم بعض الرؤى للخلاص من الأزمة من أهمها

حكومة تستند على الكفاءات , نظام نعليمي جيد , تعاون أقليمي  , تحديد مسؤولية الدين

أما السبدة عفيفة لعيبي رئيسة اتحاد الجمعيات الديمقراطية العراقية  فقد تناولت بشكل ضاف الوضع العراقي  بالأشارة الى العنف الذي يسيطر على حياة الناس والى الدور السلبي لبعض الأحزاب والقوى الدينية في توظيف الدين لخدمة مصالحها وقد أكدت في إطار الخروج من الأزمة على بعض الجوانب منها

فصل الدين عن الدولة ,  تشريع قانون متطور للأحوال الشخصية يضمن للمرأة حقها, وضع جدول زمني لأنسحاب القوات المتعددة الجنسية

 وكان للسيد صفاء الفلكي السفير السابق كلمته التي أشار فيها الى الدور الأمريكي والى النفاق السياسي لبعض دول المنطقة والى ان هناك مقاومة وطنية للأحتلال وقد

شخص بعض ملامح الوضع منها المحاصصة العرقية والطائفية والى استخدام القوة العسكرية وحول عدم جدية الأمريكان في مصالحة وطنية حقيقية  وحول نموذج الفيدرالية في العراق الذي يضعف هيبة الدولة المركزية .

 أما المتحدث علي كمال الدين فقد تحدث عن ثورة العشرين ودورها وكيف عبرت عن وحدة الشعب العراقي    وحول التحالف الأمريمكي البريطاني واستفادة الولايات المتحدة من خبرة بريطانيا الطويلة وتعاملها مع المستعمرات وحول الصراع الدائر فهو صراع نخب وان النخبة الدينية قد استندت على الموروث  فالنخبة في العراق مشوهة  وفي أطار الخروج من الأزمة يرى المتحدث علي

 الثقافة هي مسؤولية المجتمع ,  الدين هو علاقة روحية خاصة بين الخالق والأنسان لذا ينبغي عدم استخدامه كأداة لتحقيق أغراض سياسية وحينذاك سيضعف ويساء اليه  .

 أما الشاعرة فينوس فائق فقد تناولت نقاط مختلفة من أبرزها  أزمة العلاقة بين الداخل والخارج والنظرة الى من في الخارج بأنهم مرفهون  وأكدت على ضرورة أن تسود ثقافة التسامح وقبول الآخر وعن أهمية فصل الدين عن الدولة  وأكدت ماتناولته السيدة عفيفة حول الأهتمام بالمرأة 

أما السيد محمد قوجا فقد حمل العراقيين جميعا مايحصل وانتقد سلبية المواطن العراقي الذي وقف ويقف صامتا وهو الذي فسح المجال لتربيته وتعويده على الخضوع والخنوع وبالسلبية هذه تتقوى الدكتاتورية  وقد أشار الى المشاكل التي تجابه  العراقيين , الأرهاب الأحتلال , النزاعات القومية والطائفية  وتساءل أين الوطن في أجندة سياسييه ! وعن دور الأحتلال السلبي  ومن أهم ملاحظاته

 تشكيل مجلس انقاذ وطني , تشكيل حكومة من المستقلين  من التكنوقراط  ,حل المليشيات بالوسائل السلمية وعدم دمجها بالقوات المسلحة

أمّا الأعلامي والكاتب جاسم المطير فقد أثار نقطة مهمة أكد فيها أن تقافة العنف قد اقترنت بنتائج مدمرة على العلاقات الأجتماعية  وقد تطرق الى محنة الأجيال, الجيل الحالي وجيل المستقبل 

جيل المستقبل  :  الأزدياد المضطرد  للأيتام , التدمير النفسي  تدني مستوى التعليم  التهجير القسري بسبب العنف  .

 الجيل الحالي : القتل  المستمر ضد صفوة المجتمع والنخبة المتعلمة  أحصائيات مخيفة عن تقتيل الأكاديميين من الجامعات الكبرى كبغداد والموصل والبصرة  قتل الكوادر العلمية من أطباء ومهندسين , قتل الأعلاميين والصحفيين ترك الآلاف من المعلمين والمدرسين لمدارسهم  , الهجرة الواسعة للعقول لحماية النفس  هذه الصور وما يحدث لايقودنا إلاّ الى تقويض الحياة العصرية والعودة الى العصور القديمة .

 أمّا الأستاذ أحمد الهلالي وهو قاض سابق  فقد تحدث في البداية الى مسألة فصل القضاء عن بقية السلطات وضرورة استقلاليته وقد أشار الى ماتعرض اليه القضاة من قتل بسبب مواقفهم المبدأية وقد أشار الى تجاوزات مورست في تغطية النقص في عدد القضاة الى استخدام طرق لاتستند الى الضوابط التي وضعها مجلس القضاء في تعيين محامين في سلك القضاء سدا للشواغر  ومن ضمن رؤيته لتطوير القضاء

توفير الحماية للقضاة , تحديث القضاء  , تقديم الدعم المالي والفني لتطوير امكانيات القضاة , تحديث المناهج التعليمية ودعم نقابة المحامين

أما السيد روبرت وهو آشوري  فقد تطرق الى التهميش الذي يتعرض له الآشوريون ولغتهم السريانية  وقد طرح  بعض المقترحات منها 

تأمين الحقوق الثقافية للآشوريين في مناطقهم  باعتبار ان الآشوريين هم بناة حضارة على أرض الرافدين  وأن يعود الأنسجام الروحي بين مكونات الشعب العراقي متطرقا الى تجربة ايجابية سابقة وهي نادي آشور بانيبال

ومن المتحدثين الأعلامي البارز الدكتور خزعل الماجدي إذ تطرق في مداخلته المعنونة ( العراق على حافة الهاوية ) الى دور الأرهاب والأحتلال والمحاصصة في خلق مشاكل وأزمات وهي السبب المباشر لوقوف العراق على حافة الهاوية  وقد قدم مقترحات وآراء حول سبل الخروج من المأزق  وهي

لامستقبل للعراق دون هزيمة الأرهاب  ,، منع التدخل الخارجي , الغاء المحاصصة ,خروج  الأحتلال,  المضي في المصالحة الوطنية  . 

 أما الأستاذ الدكتور صلاح الفرطوسي فقد أشار الى ان الديمقراطية تعني التفكير من خلال المستقبل وليست العودة الى الماضي  وهو يرى أنّ المتحدثين لم يتناولوا في مداخلاتهم حلولا ناجعة  مشيرا الى  عدم تطرقهم الى قضية مؤثرة جدا وهي العامل الأقتصادي كونه مؤثر جدا في إنماء المجتمع ضاربا مثالا على اهتمام المملكة الهولندية في التعليم وتخصيص مبالغ طائلة لتطويره وقد عزا أحد أسباب انتشار الجريمة  والأرهاب الى البطالة التي تشكل رقما مخيفا بين الشباب العراقي القادر على العمل لذا قبل البدء بأية خطوة ينبغي التفكير بالعامل الأقتصادي  .

أما السيد كفاح الحسيني الذي كان  مقدما للمداخلين  ومنسقا للجلسة فقد تحدث عن رؤاه الخاصة بالخروج من المأزق أهمها

, مد الجسور بين أبناء الجالية في المهجر وتوظيفها في عملية البناء   , العمل على تعزيز الوحدة الوطنية  , تشكيل حكومة تقوم على المهنية والكفاءة , احترام ارادة الشعب العراقي وخياراته .

 ومن ضمن المداخلين الكاتب الصحفي عدنان حسين أحمد الذي تحدث عن الدروس والعبر التي خرج العراقيون بها من تجربة ثورة العشرين التي كان الشعب فيها موحدا في قول كلمته برفض الأحتلال البريطاني  كما أنه أشار الى عجز الأحزاب العراقية جميعها من القدرة على انتشال العراق من محنته ,كما تطرق الى دور المحاصصة في الأستيزار وتنصيب لأشخاص غير مؤهلين في مواقع لايستحقونها ضاربا بذلك  مثل اختيار وزير الثقافة الحالي رغم انه لاعلاقة له بالثقافة .

وقد شارك السيد كريم بدر بكلمة علق فيها على من بعترف بوجود المقاومة الوطنية نافيا أن تكون هناك مقاومة وان الموجود هو إرهاب الهدف منه التخريب والتقتيل ,كما تطرق الى دور ثورة العشرين .

 أما الدكتور محمد جواد الطريحي فقد وضح بعض الملاحظات حول القضاء والتي طرحها الأستاذ أحمد الهلالي ,باعتبار ان السيد جواد الطريحي يعمل الآن مشتشارا  في سلك القضاء, ومن أهم ملاحظاته

التركيز على  مشروع إحياء  المواطنة في نفوس العراقيين إذ ان مايحدث الاّدليل على ضعف هذا الشعور 

الأستاذ محمد القريشي القادم من فرنسا  أكد على دور الأحتلال في إحياء الطائفية فهو يتعامل بشكل منفرد مع كل طرف , ولأمريكا دور في إحياء المنابر  وإعطاء دور للمؤسسات الدينية  وحول طريقة طرح الموضوعات يرتأي الأستاذ القريشي أن تصنف محاور للنقاش  وورش  عمل حتى يتم البحث في المقترحات والمشاكل بعمق أكثر

وقدم الباحث مهند البرزنجي ملاحظات حول انتشار أنواع غريبة من الأدمان لاتوجد الاّ في العراق وذلك نتيجة بحث  قام به على مجموعة من المدمنين وقد ثبت خطورة الموقف من انتشار الأدمان .

 ومن الحضور ممن لم يقدم مداخلة مكتوبة لكنهم تحدثوا شفاهية عن مجمل الأوضاع  تحدث كل من مي البتي ,الدكتور هاشم نعمة , سامر عينكاوي , نبيل الأتصاري , الدكتور كامل الشطري , السيدة انتفاضة مريوش  حيث عقبوا وبينوا ملاحظاتهم عما قيل وأضافوا مقترحاتهم وقد تناولت السيدة مي البتي أوضاع المسيحيين في العرا ق كما تطرقت السيدة انتفاضة مريوش الى أوضاع المندائيين المعرضين للأنقراض رغم كونهم من سكان العراق الأصليين .

وكان للشعر مكانه في الملتقى حيث قدم الشاعر الشعبي علي الهاجري قصيدة شعبية مؤثرة عن الشهيد الشاعر رحيم المالكي كما  قدم الشاعر مشير السعيدي قصيدة شعبية يتناول فيه وضع العراق اليوم مستصرخا رجال ثورة العشرين

ياشعلان باكوا هيبة المبخوت

 شياطين السياسة اوزار متوزرين

شي حلل ذبحنا او شي ذبح ذولاك

  واحنة ابين هذا وذاك مشدوهين

هذا الجنة بيده اوذاك بيده النار

 واحنة بنار هذا وذاك مجويين

مما تقدم وفي ظل أجواء ديمقراطية  وتطابق  في وجهات النظر أحيانا كثيرة فالأغلبية تحمل المحاصصة والأرهاب والأحتلال والتدخل الخارجي المسؤولية, واختلافات حول أمورقليلة من أبرزها تسمية  المقاومة لبعض المعارضة المسلحة. كما طرحها اثنان من الحضور .  كان الطرح الهاديء هو السائد, هذا يعطينا أملا بأن العراقيين قادرون على حل مشاكلهم  لو اعتمدوا على لغة الحوار وتقبل الرأي الآخر والوصول الى مشتركات , هذا ليس بسيطا  فالمكان ليس العراق  المحاط بالخوف  وانعدام الخدمات والشعور بالظلم  والتهميش ولكنه حصل بين ععراقيين  في المهجر يوحدهم هم العراق وحبه  آمل أن تتكرر هذه التجربة وتعمم في هولندا, وفي دول المهجر , وأن يتناقش الناس بأسمائهم لابتحزبهم ,لعل هذه الطريقة تفلح في التقارب وتعطي نموذجا جيدا ومن يدري فقد تستفيد منها القوى السياسية العراقية فتجربها عسى ولعل تنفع .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com