موقع بابل صوت الأغلبية الصامتة فى العراق

 

محمد العزاوى

تأخر العراق كثيرا فىولوج عالم الأنترنيت ،فقد احتكر النظام الشمولى السابق خدمات الأتصالو الأعلام الحديثة مثل التلفزيون الفضائىو الهاتف النقالو الأنترنيت،حيث كان استخدامها يقتصر على أجهزة النظام القمعيةو الدعائية بهدف احكام قبضة النظام الفاشى فى الداخلو تضليل الرأى العام العالمى فى الخارجو حرم منها الشعب العراقى الذى كان يعيش فى شبه عزلة عن العالم الخارجى ..

و كانتولى المواقع الألكترونية العراقية غير الحكومية على الشبكة العنكبوتية قد أنشأت فى الخارج من قبل الأحزابو الشخصيات العراقية المعارضة ،و لكن المواطن العراقى لم يكن بوسعه تصفح هذه المواقع لسبب بسيطو هو غيلب الخدمة الأنترنيتية فى العراق . كما انشأت الأحزاب الكردية الحاكمة عدة مواقع الكترونية ،اقتصر اهتمامها بالقضية الكرديةو الترويج لشعاراته،و لا يمكن اعتبار تلك المواقع منابر صحفية مهنيةو ذلك لعدم التزامها بالمعايير الصحفية الأحترافية .

و لهذا يمكن القول لن خدمة الأنترنيت بدأت فى العراق من الناحية العملية بعيد سقوط النظام الصدامى ،حيث ظهرت منذ ذلك الحين مواقع الكترونية كثيرةو متنوعة .واذا القينا نظرة فاحصة على هذه المواقع نجد ان معظمها مواقع تجارية تهتمو تلبى فى المقام الأول رغبات الشباب العراقى المحروم منوسائل التسلية الأخرى بعد ان فرض حكام العراق الجدد من الصداميين المعممين الذين جاؤا الى الحكم بالقطار الأميركى – البريطانى الجديد نمطا متخلفاو رجعيا من اسلوب الحياة على العراقيينو سلبوا الحريات الشخصية تماما على نحو يذكرنا بنظام طالبان فى افغانستان .

هناك مواقع انترنيت اخرى تنطق بأسم ( الأحزاب - الميليشيات )الحاكمةوتبرر جرائم فرق الموتو تتستر على النكبات التى تحل بالشعب العراقى فى ظل هيمنة قوى الظلامو التخلف على كافة مفاصل الحياة فى عراق اليومو معظم هذه المواقع تفوح منها روائح الطائفية المقيتةو العنصرية الكريهةو هى لا تعدو ان تكون جوقات دجلو شعوذة للمتاجرة بالشعارات الدينية الزائفةو استغفال الجماهير المخدوعةو لا احد يتصفحها سوى عناصر الميليشيات التابعة لتلك الأحزابوبعض المغرر بهم من بسطاء الناس ..

اما المواقع العراقية الحكومية ،فحدث عنهاولا حرج ،فهى تشوه الحقائقو تضلل الجماهير بالوعود الكاذبةو تقلب جرائم الحكومة الى انجازات ،وتجعل من قادة الميليشيلتو فرق الموت ( سياسيين ديمقراطيين ) يشاركون فى ما يسمى العملية السياسية وهم فى الحقيقة زمرة ضالةو مضللة لا يهمها سوى ملأ جيوبها بالسحت الحرامو ارتكاب الجرائم البشعة بحق العراقيين

وهناك نوع آخر من المواقع انشأت بتمويل من الدول الأجنبيةو المنظمات الدولية. وهى مواقع مشبوهة لا يمكن الوثوق بها، فهى تبشر بالديمقراطية الموعودةو تتستر على جرائم تشريد ملايين العراقيينو قتل مئات الألوف من المدنيين الأبرياء .و تنظر الى الواقع العراقى المأساوى بعيون الجهات الممولة لتلك المواقع .

و يمكن القول بكل ثقة ان المواقع الألكترونية العراقية الحرةو المستقلة فعلا لا يتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة،و هى مواقع تعبر عن معاناة الشعب العراقىو تكشف عن انتهاكات حقوق الأنسان فى العراقو زيف الدعاية الحكوميةو تناصر القوى الخيرة فى المجتمع العراقى المناهض تأريخياو نفسياوثقافيا لكل انواع التمييز الطائفىو العنصرىو الدينى . أنها منابر حرةو مستقلة تنطق بأسم الأغلبية ( الصامتة ) للشعب العراقى .و تأتى فى مقدمة المواقع الحرة المستقلة موقع ( بابل ) الألكترونى www.babil.info ) ) التى تبث من

قلب العاصمة العراقية بغداد فى ظروف بالغة التعقيدو الخطورةو يغامر العاملون فيه بحياتهمو هم يعبرون حقول الموت يومياو يناضلون من اجل ازالة هذا الكابوس اليومى المريع الذى يعيش العراقيون فى ظله اليوم .

 لقد انطلقت ( بابل ) قبل حوالى سنةواحدة ،فىوقت تزدحم فيه الساحة الأعلامية العراقيةو العربية بمئات المواقع الألكترونيةو القنوات الفضائية المتنوعة الأتجاهات ،و لكن نادرا ما تجد بينها جريدة الكترونيةو قناة فضائية عراقيةو عربية تعبر بصدقو اخلاص عن معاناة الأغلبية الصامتة المسحوقة من الشعب العراقى التى تمقت الطائفيةو تنظر بعين الأزدراء الى الصداميين الجدد من حكام العراق الذين فاقوا صداما فى ارتكاب الجرائمو نهب ثروات العراقو حولوا حياة الشعب العراقى الى جحيم لا يطاق .

لقد اصبحت ( بابل ) صوت المناضلين من اجل حياة افضل للشعب العراقىو لم يكن بوسع بابل ان تحقق ما حققته لحد الآن من انتشار سريع لولا ادراكها لخصائص النشر الألكترونىو تطبيقها بحرفية عالية بفضلوجود كادر مهنى متخصص يعمل على مدار الساعة ..

و تمتلك ( بابل ) شبكة من المراسلين المتطوعين تغطى عدة عواصم عربيةو اجنبية ،وهى سباقة فى بث الخبر فور الحصول عليه .و تتميز بابل عن المواقع العراقية الأخرى بأمتلاك محرريها ناصية عدة لغات عالمية ،مما يتيح لها الأطلاع عن قرب على المصادر الأصيلة لأهم الأخبارو التقاريرو التحقيقات التى تنشرها الصحافة العالمية .

و تلتزم ( بابل ) فى ما تنشره من مواد بالموضوعية فى الطرحو التحليلو بأكبر قدر من الدقةو الوضوحو الأحترافية .

وخلال هذا العمر القصير استطاعت ( بابل ) ان تستقطب نخبة ممتازة من خيرة الكتابو الأعلاميين العراقيينو العربو التواصل المستمر معهمو مع جمهورها الغفير من القراء .

 نتمنى لموقع ( بابل ) الألكترونى مزيدا من النجاح فى خدمة الحقيقةو النضال من اجل مستقيل أفضل للشعب العراقى . 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبعوالنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com