العملية السياسية بين مطرقة المرتدّين وسندان المؤمنين

 

ساهر عريبي

sailhms@yahoo.com

دخلت العملية السياسية الجارية في العراق اليوم مرحلة حرجة وحساسة مع توالي الضربات التي تتلقاها من الكافرين بها من إرهابيين وصداميين ومن الداخلين فيها على إستحياء والمرتدين عنها  والساعين لأسقاطها بكل الوسائل والأساليب المشروعة وغير المشروعة. ولايقف المرتدون وحيدون في الساحة بل مدعومون من العديد من الدول الأقليمية التي سخرت كامل طاقاتها وقدراتها لأجهاض هذه العملية وإفشالها في محاولة لأعادة عجلة التأريخ الى الوراء وإعادة تسليط ماتبقى من زمرة البغي الصدامية على رقاب العراقيين الذين ذاقوا الويلات والمأسي على أيديهم طيلة فترة حكمهم المشؤومة.

لقد ألقت قوى الأرهاب خلال المرحلة الماضية بكامل ثقلها في معركتها اللامقدسة بوجه الشعب العراقي ساعية لتخريب العملية السياسية التي ضحى العراقيون بالغالي والنفيس في سبيل إستمرارها , وبعد ان دب الهوان في قوى الأرهاب بعد الضربات المتلاحقة التي تلقتها على أيدي قوى الأمن الوطنية المدعومة من القوات المتعددة الجنسيات, شعرت بعض هذه القوى التي دخلت في العملية السياسية على إستحياء وبهدف تخريبها وإجهاضها من الداخل , شعرت هذه القوى بالأحباط الشديد وأحست بأن أحلامها بالسيطرة على مقاليد الحكم قد ولت أدراج الرياح أمام يقظة المؤمنين بالعملية السياسية  ودفاعهم المستميت عنها.

ولذا فقد بدأت هذه القوى بالسعي لتخريب الحياة السياسية العراقية من خلال تعطيل المؤسسات الدستورية وخصوصا مجلس النواب المنتخب الذي تنتظره العديد من القضايا الشائكة التي ينبغي لنواب الشعب البت فيها بإقصى سرعة ممكنة كي تسير عجلة الديمقراطية والأعمار الى الأمام, وأولها تصويب قانون النفط والغاز وثانيهما تعيين وزراء جدد لشغل المناصب الوزارية الشاغرة. إلا ان هذه القوى التي إرتد بعض أعضائها وأعلنوا كفرهم بها وصرحوا بعودتهم الى صفوف قوى الأرهاب التي لم يتركوها يوما بدأوا بإستغلال كل فرصة ممكنة لتعقيد الوضع السياسي وتخريبه.

فبعد أن  كشفت هذه القوى عن عدم رضاها عن إداء رئيس المجلس عادت بعد مطالبة الكتل الأخرى بتغييره للنكوث بعهودها والأنقلاب على مواقفها حتى يخال المرء بان علاقة هذه الكتلة برئيس المجلس تفوق في شدة عشقها حب وعشق قيس لليلى! فما حدا مما بدا؟. إنه الأرتداد ومحاولة قتل العملية السياسية من خلال إنتهاز الفرص وخلق الأعذار لتعطيل المؤسسة التشريعية.ولم تكتف هذه القوى المرتدة عن العملية السياسية بتعليق عضويتها في مجلس النواب , بل إنها أرادت الأجهاز على الحكومة من خلال مقاطعتها وسحب وزرائها في مسعى واضح لعرقلة عمل الحكومة وشلها.

وامام كل هذه الضربات المتلاحقة يقف الشعب العراقي بكافة قواه الخيرة كالسندان الداعم للعملية السياسية التي ضحى بالغالي والنفيس من أجلها وتقف الحكومة العراقية والمؤسسات الدستورية صامدة بوجه كل هذه المحاولات الرامية الى إعادة العراق الى الوراء وإدخاله في دوامة وحالة من الفراغ السياسي التي يرغب كل المتربصين بالعراق من جيرانه المتأمرين عليه ملأها وتحويل العراق الى ضياع يتقاسمها الأغراب والطامعون.

وأمام هذا الواقع ومع وضوح الرؤية وقيام الحجة والدليل على كفر وإرتداد هذه القوى عن العملية السياسية فإن القوى المؤمنة بها عن صدق مطالبة بوضع النقاط على الحروف والوقوف امام مسؤولياتها التأريخية تجاه الشعب العراقي الذي إنتخبها وإئتمنها على رعاية العملية السياسية وعدم المساس بالمكاسب التي تحققت للمظلومين من أبناء العراق وهذا الأمر لن يتحقق إلا بإتخاذ جملة من الأجراءات المطلوب من هذه القوى إتخاذها .

وأولها : دعوة هذه القوى المرتدة الى العودة الى رشدها والدخول الصادق في العملية السياسية ودعمها وإسنادها والتوقف عن خلق الأزمات ووضع العقبات بوجهها والأقلاع عن التعامل مع الدول الخارجية عربية كانت او غيرها وبغير ذلك فأن بقاء هذه القوى في العملية السياسية سيعني إنهيارها من الداخل وضياع كل المكتسبات التي تحققت للعراقيين.

ثانيا: توسيع جبهة المعتدلين  المقرر تشكيلها لتضم كل المؤمنين بالعملية السياسية ومن كل الأطراف والأتجاهات ومباشرة هذه الجبهة بالعمل من داخل البرلمان لأقرار العديد من القوانين والتشريعات المصيرية.

ثالثا:إجراء تغيير وزاري شامل يتجاوز المحاصصة الطائفية والقومية وإطلاق يد السيد رئيس الوزراء في عملية إنتخاب وزراء  جدد على أساس الكفاءة والمهنية وليس على أساس الأنتماء الحزبي والطائفي الذي ثبت فشله بعد ان أتى بوزراء إرهابيين وأخر ضعفاء الى الحكومة الحالية .

رابعا: ينبغي إفهام الأدارة الأمريكية بأن مبدا المشاركة في الحكم لايعني إدخال قوى الأهاب في الحكومة بل إن باب العملية السياسية مفتوح لجميع من يؤمن بها وأن الأوان لأقفاله بوجه كل المنافقين ممن أمنوا بها بألسنتهم وجحدوا بها في قرارة أنفسهم.

إن العملية السياسية الجارية تقف اليوم على كف عفريت ولذا فيجب على القوى المؤمنة بها السعي وبذل الجهد وبأسرع وقت لأنقاذها من براثن المرتدين والمتأمرين وإلا فلات حين مندم!.

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبعوالنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com