كثيرا ما يساورني الشك والتردد في الكتابة عن المرأة، فالمتعارف في أوساطنا الاجتماعية وحتى السياسية أن المرأة هي التي ينبغي أن ترفع صوتها وتطالب بحقوقها أو في النقد والنصح والملاحظة حول دورها والفرص المتاحة أو المحرومة منها أو في أي من شؤونها..
قد يكون هذا صحيحا وان كنت لا أعتقد ذلك، أقبله بشكل نسبي لا بالمطلق، وحيث ان النساء شقائق الرجال فشؤون المرأة لا تنفصل عن شؤون الرجل سواء في الاجتماع وفي الثقافة وفي السياسة والاقتصاد وغيرها من الشؤون العامة. لكن المرأة في مجتمعنا أنى لها أن تبحث ما هو خارج أسوار القيم المتعارفة والشؤون التفصيلية العادية للحياة في البيت وفي محيطها الخاص، ولو خرجت من تلك الأسوار لاتهمت بالزيغ أو الانحياز أوالمبالغة في أقل تقدير.
في الحقيقة انني من منطلق كوني من مجتمع الرجال لو تناولت موضوعة المرأة أو أي شأن من شؤونها انما هو في صميم ما ورثته في ثقافتي من مفهوم البر الذي لم يحدده الدين في العبادة والشعائر الروحية بل وضعه في عنوانه العام: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله..... والموفون بعهدهم اذا
عاهدوا..)177 سورة البقرة ( وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها.) نفس السورة
189 الى غير ذلك من التعبيرات التي وردت في القرآن وسنة النبي واهل بيته وأدبيات علم الأخلاق، وهو الذي دعت اليه القيم الانسانية وان تفاوت مستوى انتماء المجتمع للدين.
العودة الى الصفحة الرئيسية