|
جامعة الموصل التي تأسست قبل قرابة النصف قرن, اصبحت اليوم منسية من قبل الأعلام العراقي وكتاب المقالات, جامعة الموصل اصبحت ساحة مصغرة لما يجري في كل العراق من صراع طائفي مذهبي قومي,لقد اصبحت تحت سيطرة طائفة منغلقة فكرياً تكفر الجميع حتى من هم على نفس الدين. تفتخر الجامعة بأنها خرجت الاف من الكوادر المميزة على مستوى العلمي والثقافي ساهموا في تطوير العراق بكافة الجوانب , وايضاً جعلوا من محافظة نينوى من أكثر المحافظات العراقية تطوراً في الخدمات والعمران.فبعد احتلال العراق سنة 2003 بدأت الجامعة في فتح ابوابها لأستقبال طلابها واساتذتها لكي تستمر العجلة العلمية, ولكن بدأت بالظهور الجماعات المسلحة والمليشيات وبدات معها الحقبة المظلمة للموصل وبدء الطلاب والاساتذة بالهجرة من المدينة وحتى ان بعضهم ترك الدراسة خوفاً من القتل, وبسبب القتل والتفجير والخطف والتهديدات الجماعية بالقتل ادت الى تردي الخدمات المقدمة للمواطنيين مما ادى الى هجرة العوائل الى مدن اخرى. لقد كانت جامعة الموصل تفتخر كونها تمثل جميع العراقيين من حيث الخليط المميز من التنوع الأثني والقومي والطائفي والثقافي لوجود طلاب من العرب(السنة والشيعة) والأكراد والأشوريين والتركمان, ولكنها وبسبب تلك الجماعات اصبحت حكراً على مجموعة دون اخرى. ان سبب ما يحدث للجامعة والمدينة بشكل عام هو عدم وجود جهه واحدة مركزية تقود المحافظة فهناك الحكومة وفي مقابلها الجماعات المسلحة وايضاً هناك ما يدعي دولة العراق الاسلامية وهذه الاخيرة بدأت بفرض القوانيين الاسلامية على المدينة وحتى داخل الجامعة نفسها, وايضاً فرضت الحجاب على المسيحيات من طالبات الجامعة وان لم تفعل لا يسمح لها بالدخول الى الجامعة, وايضاً هناك لجنة تقف في باب الجامعة الرئيسي يمنع من الدخول من لا تعجبه اللجنة اي حكم قرقوش, وحتى ان تعليمات الدولة الاسلامية توضع على لوحة الاعلانات داخل الجامعة بدل من المواضيع العلمية, ومن لا ينفذها او لا تعجبه سوف يعاقب بالموت. نعم لقد اصبحت محافظة نينوى مرتعاً لخفافيش الظلام ومصاصي الدماء, والتي هدفها الرئيسي هو وقف المسيرة العلمية والثقافية والرياضية التي اصبحت وحسب مفهومهم المريض من بدع الشيطان, وحتى التجارة توقفت بشكل عام بسبب هروب التجار او تهديد الاخرين بالقتل. لقد اكدنا في اكثر من مناسبة ان الجهاد ضد المحتل مبرر شرعاً وحسب الدين الاسلامي ولكن من يبرر قتل مدني اعزل او طالب علم او استاذ جامعي او يتم تهجير العوائل من مدنهم,تحت اي بند يبرر ذلك او اي سورة او اية قرانية تبرر عملكم هذا, والى كل من البشمركة والمليشيات الاخرى داخل المدينة كفاكم قتلاً وتدميراً وتهجيراً وكفاكم تحويل المحافظة الى ساحة لتصفية الحسابات القديمة والجديدة كفاكم تدميراً للعراق, وهنا نسأل هل سنتنتصر الممنوعات والمحظورات والقمع والتكميم والاسكات والحجب والتحجب والتغطية والتحريم والحرام والحلال والوجوب والاجبار والاخضاع والحجز والالغاء وقطع الالسن والايدي والارجل والاذان والرقاب والاستعباد على حرية التعبير الحضاري الذي اقره ميثاق الأمم المتحدة والذي امنت به الشعوب المتحضرة؟ العراقي تاج فوك الراس
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |