إنّي أعترض: حزب الدعوة ..العميل و المقاومة ..الوطنية!

 

 نجاح محمد علي

Iraq4Iraqis@googlegroups.com

وأخيراً تمخض الجبل فولد فأرا

بعد أكثر من أريع سنوات عجاف عاشها ذوو ضحايا النظام السابق، وخصوصا عوائل شهداء حزب الدعوة الإسلامية في ظل حكومتين قادها حزب الدعوة الإسلامية، ينبري مجلس النواب العراقي، ليناقش إلغاء قرار برقم 195 أصدر مجلس قيادة الثورة في النظام السابق، وبموجبه تم إعدام عشرات الآلاف من المنتمين إلى حزب الدعوة الإسلامية والمتعاطفين، و بأثر رجعي.

أكثر من أربع سنوات وأسر الشهداء يعيشون الكفاف ولا يجدون من يرعاهم ، وترفض مؤسسات الدولة العراقية في النظام الجديد، تعيين أبنائهم بل وتحاربهم مادام المسيطرون فيها هم من بقايا نظام صدام، ومن صفق له حتى الرمق الأخير.

أعرف الكثيرين من أبناء وأخوات وأمهات وزوجات الشهداء، ما يزالون يعيشون في أوضاع مزرية، أقل من الكفاف، ولم يشعروا بأن شيئا تغير لصالحهم، بل العكس تماما (م.ع) شاب تم إعدام والده الشهيد الكبير وأعمامه جميعا بعد أن اعتقلوا بالجملة مع النساء في ربيع 1980 بحجة الانتماء الى أو التعاطف مع حزب الدعوة الاسلامية (العميل)، فعاش اليتم والفقر والحرمان وهو طفل صغير لم يبلغ العامين، الا أنه تمكن من أن يكمل دراسته حتى أصبح مهندسا لم يحصل على عمل في النظام السابق لأنه من أسرة " معادية" فيها الب والأعمام شهداء، والعمات سجينات سابقات بتهمة الانتماء الى حزب الدعوة الاسلامية(العميل ).

زرتُ هذا الشاب بعد سقوط النظام لأن ولده كان أستاذي وصديق عمري، و رويتُ له الكثير عن أخلاق أبيه الذي لم يشاهده قط ولم يتعرف على ملامحه، و لم يعرف له قبرا.

ولأن هذا الشاب أيضا كفؤ في مجال عمله، وهو عاطل عن العمل، وأبن شهيد ومن أسرة مضحية حتى العظم، فقد تدخلت لدى مؤسسة تابعة لتلفزيون العراقية، محاولا الحصول له على موافقة تعيين ليعمل فيها بأجر "200 ألف دينار" شهريا لا تُسمن و لا تغني من جوع، الا أن محاولاتي كلها لم تُفلح، بالرغم من أنني أعرف كل المسؤولين المعنيين عن تلك المؤسسة من الكبير وحتى الصغير.

نائب مدير عام هذه المؤسسة وهو وزير سابق، أخبرني بالهاتف إنه وصل الى الحكم، بفعل دماء شهداء الدعوة الاسلامية، وبالمناسبة (هو صديق لأبيه)، و وعد بتعيينه ....لكنّ لم يحصل وضاعت كل محاولاتي حتى مع الشخص المعني مباشرة عن تعيينه.... دون جدوى!.

قصة الشاب(م .ع) هي واحدة من عشرات القصص التي احتفظ بها في حافظتي، واليوم وبمناسبة مناقشة مجلس النواب قرار إعدام الدعاة وبأثر رجعي، فأنني أدعو المجلس الى المسارعة في تعويض عوائل شهداء الدعوة الاسلامية، وبأثر رجعي أيضا، والى تطهير مؤسسات ودوائر الحكم من أولئك الذين يعرفون كيف يواصلون إيذاء شهداء حزب الدعوة عن طرق إيذاء اسرهم، لكي لا يكون ما قرروه مجرد قرار، يوضع في درج النسيان.

فالدعوة حتى و إن اختلفنا مع طريقة بعض قادتها في إسقاط صدام، تظل على الدوام : "تيار أفكار و مواكب أبطال".

 

جملة اعتراضية:

النظام السابق وصف حزب الدعوة الاسلامية بالعميل حتى قبل أن تنتصر الثورة الاسلامية في ايران ليصبح الشيعة كلهم بنظر أعدائهم "عملاء لايران" وصفويين و...!. وقد تم في العام 1970 إعدام الشهيد السعيد عبد الصاحب دخيل بهذه التهمة. وأعدم في العام 1974 شهداء قبضة الهدى عارف البصري، وعز الدين القبانجي، وحسين جلوخان، وعماد الدين الطباطبائي ، ونوري طعمة بنفس التهمة أيضا أي الانتماء الى حزب الدعوة (العميل) ليستمر المسلسل في الاعدامات والاعتقالات قبل ايران، وبعدها بتهمة واحدة جاهزة هي (العمالة) لمن؟. المعنى في قلب الجلاد. والمحزن أن يجري التفاوض بين الأمريكيين ومن يسمون نفسهم "مقاومة" بحضور بعض قادة حزب الدعوة في بيروت، وأن ممثل إحدى الجماعات المسلحة استخدم نفس الصفة (العميل) ليطلقها على حزب الدعوة في الوقت الذي يقوم هو باسم من يسميها "مقاومة"، بالتفاوض مع الأمريكيين.

أليس كذلك؟!.

 

 

 

 

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com