نحو مجتمع إيماني

 

مازن هادي

Al_moaood@yahoo.com

قد يصيب الإنسان بعض الأمراض المعنوية التي تخرجه من حصن الإيمان بل من الإسلام بصورة عامة من حيث يعلم أو لا يعلم سواء عن طريق الغفلة أو عن طريق الجهل .

أن هذه الأمراض المعنوية خطيرة جداً حيث لا يداويها العلاج المادي بل أن علاجها الوحيد هو التربية والروحية والأخلاقية بطبيعة الحال .

وخصوصا أذا كان المرض يؤثر بصورة كبيرة وواضحة في المجتمع بحيث يتحول الى داء خطير يهدد كيان ذلك المجتمع ويحوله الى حلبة صراع ضمن دائرة مغلقة تتهاوى أمامها جميع معاني الخير والتعاون وتسقط روح المحبة والألفة وتؤدي النتيجة في نهاية المطاف إلى التباغض والتباعد وحمل الضغائن والعداء والانشغال  بالسباب والشتم والتناحر بين الأخوة والأصدقاء والأقارب والأحباب أي المجتمع بصورة عامة  ومن بين هذه الأمراض المعنوية الخطيرة هو النفاق .

أذاً ما هو النفاق؟ وما هو تعريفه وكيف يصف الباري عز وجل في كتابه المنافقين

يعرفه علماء الأخلاق بأنه

هو مخالفة السر والعلن سواء كان في الأيمان أو في الطاعات أو في المعاشرة مع الناس وسواء قصد به طلب الجاه والمال أم لا وهو أعم من الرياء .

ويكون بمخالفة القلب واللسان أو بمخالفة الظاهر والباطن في معاملة الناس ومصاحبتهم . وهو إظهار الإيمان باللسان وكتمان الكفر بالقلب ؛والنفاق انحراف خلقي خطير في حياة الفرد وحياة الأمم فهو يهدم من الداخل ومن الصعب اكتشافه وبالتالي يعمل على نخر المجتمع المسلم .

قال تعالى في صفة المنافقين ( ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا) سورة النساء -142- وقال تعالى (ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا(سورة النساء-145-

واما السنة الشريفة فقد أعطت لصفة النفاق علامات وأسباب ووضعت لها حلول وعلاجات روحية كثيرة من خلال أحاديث الرسول الكريم(ص) وأحاديث أهل البيت المعصومين (ع) فمثلاً عن رسول الله (ص) قال : آية المنافق ثلاثة )): اذا حدث كذب واذا وعد أخلف وإذا أوتمن خان ((  وعن امير المؤمنين (ع) قال (( النفاق يفسد الايمان : وقال النفاق اخو الشرك وقال النفاق توأم الكفر وقال النفاق شين الاخلاق وقال ماقبح الانسان ظاهراً موافقاً وباطناً منافقاً وقال ما أقبح بالإنسان ان يكون ذا وجهين وعن الإمام الصادق (ع) قال : من لقي المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لساناً من نار ومن أسباب ومؤديات النفاق عدة أمور وكلها مذمومة وطرقات نحو الرذيلة منها :-

1الكذب فعن أمير المؤمنين(ع) قال : الكذب يؤدي الى النفاق .

2الخيانة فعن أمير المؤمنين)ع (قال: الخيانة رأس النفاق .

3ترك الطاعات والعمل بالمعاصي  فعن أمير المؤمنين(ع) قال: اشد الناس نفاقاً من أمر بالطاعة ولم يعمل بها ونهى عن معصية ولم ينتهي عنها .

4الجهل, الطمع، الجبن، بغض الحق, الخديعة، سوء الخلق وقلة الورع والحياء, التعلق بالدنيا ونسيان الآخرة، إما علاج النفاق فهي معنوية وجوهرية نستلخص منها عدة أمور: -

1قراءة القرآن والتدبر بآياته والعمل بها.

2قراءة السنة النبوية الشريفة وأحاديث أهل البيت (ع) والتمسك بها وبتعاليمها .

3الذكر والتسبيح والدعاء ، فأنها وسائل لتهذيب النفس وتطهيرها .

4ترك المعاصي من المحرمات والشبهات والعمل بالواجبات والمستحبات فأنها سبل النجاة .

5كثرة الصلاة على محمد وال محمد فأنها تذهب النفاق وتشل الشيطان .

6التواضع وحسن الخلق والصدق في المعاملة لان قول الحق سيف في نحر الشيطان .

7الورع والتقوى والتفقه بالدين لأنها تسد جميع أبواب النفس الأمارة بالسوء .

8التفكير في المفاسد التي تنتج من النفاق واخذ العبرة والذكر بالموت وعذاب الآخرة .

9إتباع الأسلوب العلمي من حيث مراقبة النفس والابتعاد عن الغفلة والسهو والجهل .

10المداومة على الصلاة في وقتها وعدم ترك (صلاة الجمعة ) وهذا واضح من خلال قول الإمام الباقر(ع) قال (( من ترك ثلاثة جمع من غير عذر طبع على قلبه بالنفاق ((  .

واعلم يااخي أيها المسلم ان للنفاق مثل سائر الأوصاف والملكات الخبيثة أو الشريفة درجات ومراتب من حيث القوة والضعف ، وان كل رذيلة لم يتصدى لها الإنسان بالعلاج الناجح ، بل خضع لها وتبعها ، مالت الى الاشتداد وان درجات اشتداد الرذائل مثل درجات اشتداد الفضائل غير متناهية ولا تقف عند حد معين .

 اللهم أيقضنا من هذه الرقدة المريدة وصحنا من السكرة والغفلة وأنر قلوبنا بنور الأيمان وأرحم حالنا اننا لسنا من رجال هذا الميدان فمد الينا يدك واعنا على النجاة من مخلب الشيطان وأهواء النفس بحق محمد وال محمد الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين والحمد لله رب العالمين .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com