|
أن أهل البيت (ع) لهم الأثر الكبير في تاريخ الإسلام, فهم قادة الأمة ووجودهم بركة لنا ورحمة فهم سفن النجاة وأفضل ما في الحياة فضائلهم علينا لا تعد ولا تحصى ، يعلمونا ما لا نعلم ويربونا على ما يريد الله ورسوله (ص) فأن سرنا على أقوالهم وإعمالهم كنا معهم في الدنيا وحشرنا معهم في الآخرة ومن أهم ما أكدوا عليه هو تربية الأطفال فحتى الطفل له مكانة واهتمام عندهم (ع) وعلى الوالدين مسؤولية كبيرة اتجاه أطفالهم , فتربية الأطفال داخل الأسرة من الواجبات الإلهية المقدسة , فأما إن يثيبهم الله سبحانه وتعالى عليها وإما إن يعاقبهم عليها , قال رسول الله (ص) (( حق الولد على الوالد – إذا كان ذكراً – إن يستفره أمه , ويستحسن اسمه , ويعلمه كتاب الله ويطهره )) فان أول صورة يرسمها الطفل في ذهنه عن الله تنبع من علاقاته مع والديه وكذالك أول فكره ترتسم في مخيلته عن الطاعة والاستقامة , ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسلوك الآسرة . فالطفل الذي يتربى على الأيمان بالله منذ البداية يمتاز بإرادة قويه وروح مطمئنه تضهر عليها علامات قوة الشخصية والفضائل الحسنة فيجب على الوالدين إن يستعينا بتعاليم الإسلام في تربية الطفل وتنقية أفكاره وان يعرفانه الأيمان بالله سبحانه وتعالى بالله(( سبحانه وتعالى )) فقد روى عن الرسول (ص) انه نظر إلى بعض الأطفال فقال (( ويلٌ لأطفال آخر الزمان من آبائهم . فقيل يا رسول الله من آبائهم المشركين ؟ فقال: لا، من آبائهم المؤمنين لا يعلمونهم شيء من الفرائض وإذا تعلموا أولادهم منعوهم ورضوا عنهم بعرضِ ِ يسير من الدنيا فأنا منهم بريء وهم مني برآء )) فتوحيد الله وتنمية الأيمان بالله في نفس الطفل هي من أولويات التربية الإسلامية الصحيحة لان الإنسان يتجه إلى خالق الكون بفطرته قبل إن يستخدم الأدلة العقلية لوجود الله , فالمعرفة الفطرية في نفس الطفل تكفي لتوجيهه بالأيمان نحو الخالق العظيم فالإمام السجاد (ع) يقول (( وانك مسؤول عما وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربه )) فان تنمية الفظائل والأيمان في نفس الطفل حق له على عاتق أبيه ولضمان التربية الإسلامية للأطفال يجب إن يكون هناك تماثل بين أرواحهم وأجسادهم من الناحية الإيمانية ولهذا فان الإسلام أوجب على الوالدين إن يّعرفا الطفل بخالقه ويعلماه الدروس الدينية وإتقانها , ومن جهة أخرى أمرهما بتدريب الطفل على العبادات والصلاة بالخصوص فقد ورد ت بعض الروايات الشريفة التي تؤكد على الاهتمام بتربية الطفل الروحية منها : عن معاوية بن وهب البجلي الكوفي قال سالت أبا عبد الله (ع) في كم يؤخذ الصبي بالصلاة فقال : ( بين سبع سنين وستة سنين ) وعن رسول الله (ص) قال (آمٌروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً ). وعن الإمام الباقر (ع) قال : (فإذا تم له ست سنين علم الركوع والسجود حتى يتم له سبع سنين . فإذا تم له سبع سنين قيل له : اغسل وجهك وكفيك , فإذا غسلهما قيل له : صلَّ ) . فالإمام الباقر (ع) يؤكد على واجبات الوالدين في تعليم الأطفال القضايا الدينية حسب التدرج في السن , فيجب عليهما أن يعلما الطفل كلمة التوحيد لثلاث سنين , وفي الرابعة يعلماه الشهادة بالرسالة , وفي الخامسة يوجهاه إلى القبلة ويأمراه بالسجود . ومن المسائل المهمة جداً تعليم الطفل أدب الدعاء , فان وقوف الطفل بين يديّ الله تبارك وتعالى له الأثر العظيم في نفس الطفل , قد لا يفهم الطفل العبارات التي يرددها أثناء الصلاة , ولكنه يفهم معنى التوجه نحو الباري (عز وجل) ومناجاته, لكي ينشا الطفل مطمئن البال مستنداً إلى رحمة الله الواسعة, وقدرته العظيمة, فالإيمان بالله أعظم ثروة حقيقية للسعادة في جميع ادوار الحياة , وان اكبر هدية يقدمها الطفل لوالديه عندما يقف ليناجي ربه ويقول: (رب اغفر لي ولوالديّ وارحمهما كما ربياني صغيرا )
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |