فرصة عمل

 

لؤي قاسم عباس

loaay_kassim@yahoo.com

- اعتذرُ للقارئ الكريم عن وجود طفلٍ في داخلي يعبثُ في كتاباتي -

((عليك أن تختارها عاقلة متزنة قليلة الحركة من أصول عريقة وسلالة معروفة ذات نوعية جيدة ويفضل أن تكون جميلة ذات منظر حسن وتحمل معها شهادة خلوها من الأمراض موقعة من قبل طبيب مختص  وان تكون  لها تجارب مسبقة في الرقاد لكي تضمن سلامتها وسلامة  سلالتها التي تأتي من بعدها )).

ما تقدم عزيزي القارئ - مجموعة من الإرشادات والنصائح حول اختيار الدجاج المناسب للرقاد – فهذا موضوعٌ سليم سيأخذ طريقه للنشر فهو لا يمس سياسة حكومية أو مجموعة إرهابية أو جهة دينية ولا يمس الاحتلال من قريب ولا من بعيد وليس له علاقة بالأنظمة الديمقراطية اوالدكتاتورية وفي نفس الوقت ذو منفعة اقتصادية  واحمدُ الله إن الدجاجةَ لا تنتمي إلى مذهب ٍ معين حتى يستأثر بها المذهب المقابل له ، فهي بعيدة جداً عن المحاصصة الطائفية وأصوات الناخبين ، فهذه المسكينة ليس لها ديكٌ يمثلها في البرلمان فهي- تُقَأقِئ - وحدها ولا احد يستجيب لها  .

وارجو ان  لايؤخذ موضوع الرقاد بابعادٍ سياسية فالسياسة كما يقول الدكتور علي الوردي رحمه الله (السياسة ما دخلت في شئ الا افسدته ) فما بالكم لو انها دخلت بين البيضة والدجاجة في هذا الجو الحار .

والرقاد في هذه الأيام هو من أفضل الأعمال فبدل من أن تتعب نفسك في ازدحامٍ لانهاية له وقد تجد نفسك في مكانٍ غير ُ آمن ناهيك عن إنَّ الحركة قد تُسبب لك الجوع وإذا كنت عاطلاً عن العمل ستتولد لك مشكلة وهي من أين تحصل على المال اللازم لإشباع نفسك وقديماً قيل ( اشبع جوعك بالراحة) .

كما أرجو من القارئ الكريم ان يفرق مابين كلمتي اختيار وانتخاب ، فالاختيار يخص الدجاجة على ضوء التعليمات الآنفة الذكر في الصفحة أعلاه ، أما الانتخاب فهو مصطلح سياسي فعلى سبيل المثال ان انتخاب أعضاء البرلمان العراقي بطريقة القوائم المغلقة  هو أشبه بعملية اختيار طبقة البيض المفروضة عليك من قبل البائع ، فلا يحق لك ان تبدل بيضة محل أخرى  - أنت وحظك – فعليك أن تتحمل البيضة الفاسدة لأجل عيون البيضة الكبيرة - ذات صفارين –  فالقوائم المغلقة لا نعرف منها إلا بيضة كبيرة قد عرضت في بداية الطبقة  اقصد القائمة والبقية لا يعرف الناخب من هم ؟ ! .أو أين هم ؟! .

وطريقة القوائم المغلقة هي أشبه بقفصٍ كبير ممتلئ بالديكة والدجاج وبعد الفرز يتضح لك وجود ديك هراتي يفرض رجولته على من هم في معيته . أو قد تتفاجئ بوجود دجاجة مصابة بمرض أنفلونزا الطيور حينها يتوجب عليك إجراءات وقائية للحد من انتشار الوباء فالمسألة قد تصيب او قد تخيب وارى إنها تخيب أكثرُ مما تصيب .

وبعض أعضاء البرلمان يذكرونني دائماً بـ(دجاجات) جارتنا ام احمد فهذه العراقية المسكينة اقتنت ذات يوم قفص كبير فيه أكثر من عشرين دجاجة لأجل الاستفادة من بيضها ليكون وجبة فطور لها ولابناءها الصغار، لكن الذي حصل ان ام احمد لم تجد أي بيضة في حديقة منزلهم منذ ان حلَّت تلك الدجاجات في بيتها ، حيث كان الدجاج يتغذى في بيت ام احمد وبعد ان يتغذى يتسلق الجدار الى بيت جارنا ابو ( عبد الله ) ليبيض هناك ، ولم تكتشف الأمر الا بعد فوات الأوان ، فلقد قررت ان تراقب (دجاجاتها ) ونصبت لهم كميناً حيث دعتهم لتناول وجبتهم المعتادة وبعد ان تناولوا غذائهم – الدسم-  مكثت ام احمد تراقب من خلال فتحة باب المطبخ لعلها تستطيع معرفة سر اختفاء البيض ،وما ان  تسلقت الـ(دجاجات) الستار حتى ارتدت عباءتها وذهبت الى بيت جارنا ابو عبد الله  واذا بها ترى دجاجاتها تسرح وتمرح في حديقة ابو عبد الله الغناء والتي فيئها ظلٌ ظليل وفي احدى زوايا تلك الحديقة كانت الدجاجات قد جمعت بيضها ، فرحت ام احمد كثيراً  بتلك الكمية الكبيرة من البيض واعتبرته كنزُ دفين عوض به صبرها الجميل ، حملت البيض وهي تردد ( من صبر ظفر ) لكنها اصطدمت بواقع مر وهي ان البيض كان فاسداً وغير صالح للاستهلاك البشري ، وبعد أن عيل صبرها قررت بيع دجاجاتها عند اقرب سوق مثنى وثلاث ورباع وبابخس ثمن  .

 وبعض أعضاء البرلمان مثل دجاجات ام احمد لا نراهم ولكن نسمع بأنهم يأتون إلى العراق لأجل استلام رواتبهم وبعدها يغادرون إلى بلدان جنسياتهم الأخرى تاركين وطنهم يغرق في بحر من الدماء.

وكما وعدتُ القارئ الكريم بعنوان المقال ( فرصة عمل ) أجد نفسي ملزماً على توفير هذه الفرصة و بعيداً عن السياسة أقول إن موضوع تفقيس البيض ذو صلة بالعمل وذو عائد اقتصادي جيد فما عليك سوى أن تختار الدجاجة المناسبة للرقاد وتضع البيض تحتها وتصبر عليها أحدى وعشرون يوماً لتخرج لك افراخاً صغار إن شئت بعتها في السوق وان شئت أبقيتها لتصير دجاجة ذات يوم تعطيك بيضة كل صباح تفطر بها كل يوم ( ألف عافية ) .

هذا إذا أحسنت اختيار الدجاج المناسب للرقاد أما إذا لم تجد دجاجة بهذه المواصفات او كانت دجاجتك (مستهترة) تترك بيضها للتجول مع زميلتها الدجاجة الأخرى او كانت مثل دجاجات (ام احمد). وكنت من الباحثين عن العمل فما عليك سوى ان تجمع البيض (الملقَّح), وتعتني بها في مكانٍ دافئ تحت الوسادة مثلاً. وبعدَ مدة سوف تخرج ( فروجات ) تقول لك (ويص ويص) أي (ماما ماما)، وستكون شاكراً لي لأني وجدتُ لك عملاً بدلاً من الوعود الوزارية التي لا طائل منها .

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com