|
إن الله تبارك وتعالى لم يترك الخلق بدون إرشاد بل أرسل لهم الأنبياء والرسل والأوصياء , فهم الأمان لأهل الأرض والسماء ولم يخلق الخلق عبثاً (تنزه الله عن ذلك) وإنما يقول تبارك وتعالى (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) . فبدأت الرسالات الإلهية من ادم (ع) وانتهت بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد (ص) وكان الاتصال الإلهي يجري بعدة طرق : الطريقة الأولى : تسمى بالتكليم المباشر , وان كان من وراء حجاب مثل الاتصال بين الباري (عز و جل) وبين نبيه موسى (ع) كما في قوله تعالى (( وكلم الله موسى تكليما )) . الطريقة الثانية : يقذ ف الله في قلب مصطفاه شيء سواء كان نبي أو رسول وبحسب الحكمة التي يريدها سبحانه وتعالى . الطريقة الثالثة : أن يريه الله في المنام رؤيا صادقة , كقولة تعالى ((إذ قال يوسف لأبيه يا أبت أني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين)) وقوله تعالى ((يابنيّ أني أرى في المنام أني أذبحك )) وهذا ما قاله نبي الله إبراهيم (ع) لابنه إسماعيل (ع) . الطريقة الرابعة : الوحي بواسطة الأمين جبرائيل (ع) كما في قوله تعالى (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) . والمقصود هنا من قوله تعالى هو النبي الأكرم محمد (ص) . وتمتاز هذه الطريقة عن سابقاتها بخصوص نزول الوحي جبرائيل الأمين (ع) وبعدة إشكال : الأول / يتصل بالرسول بصورة الحقيقة كملك من الملائكة . الثاني / يتصل بالرسول بصورة إنسان يراه الآخرون . الثالث / يتصل به خفية فلا يراه حتى الرسول الموحى إليه . والحمد لله رب العالمين .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |