|
الاجتياح التركي لشمال العراق وملاحقة الإرهابيين
أوميد كوبرولو نشر موقع به يامنير التابع ل( حزب الديمقراطي الكردي) الذي يتزعمه السيد مسعود البارزاني مقيل للزميل حسين علي غالب بعنوان الصمت المطبق بشأن التدخلات التركي وكان المقيل مليئا بعبارات خاطئة وعارية تماما من الصحة، ناتجة ربما عن جهل الزميل في مثل هذه المواضيع السياسية أو عن محاولته كغيره من الزملاء الكتاب الكرد لتزوير الحقائق وإقناع الآخرين بأن جيران العراق مذنبون ومخطئون ويتدخلون في الشؤون الداخلية للبلاد ويجب إدانتهم والتصدي لهم حتى ولو كانوا على حق ويريدون أن يحمو بلدهم من شر الإرهابيين الذين وجدوا شمال العراق أرضية خصبة لنشاطاتهم السياسية المعادية لهم وخصوصا تركيا وإيران وسوريا . بدون شك كلنا نعلم جيدا بأن بلدنا تحكمه اليوم حكومة غير وطنية مسيرة بتشديد الياء من قبل قوات الاحتلال، والبلد يعيش حالة حرب أهلية وفوضى وفقدان الأمن، ويوميا يسقط العشرات من القتلى والجرحى في أغلب أرجاء البلاد نتيجة التصادمات بين الميليشيات المسلحة من جانب وأفراد قوات الأمن والشرطة العراقية الجديدة أو قوات الاحتلال من جانب آخر، أو نتيجة الاغتيالات والعمليات الإرهابية والتكفيرية الجبانة التي تنفذها ميليشيات بعض الجهات المشبوهة العميلة التي تشارك في إدارة البلاد، عدا المحافظات الثلاث أربيل وسليمانية ودهوك واللواتي أيضا ليسن في أوضاع أفضل يحسدن عليها. إذ هن في قبضة نظام دكتاتوري طاغي لا يختلف عن النظام العراقي السابق إن لم يكن أكثر همجية وشراسة وحقد منه ضد شعوب الإقليم. ولا يهم أعضاء الحكومة العراقية الجديدة التي كنا ننتظر بأن تكون حكومة نزيهة ووطنية مخلصة لشعبها وتعمل لإنقاذنا من المحتلين وتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة والرفاه والأمن والاستقرار في عموم البلاد، غير كراسيهم وسرقة أموال العراق وإرسالها إلى بنوك سويسرا وبقية الدول الأوربية. هذه الحكومة الغير نزيهة التي لا تتمكن السيطرة على منطقة الخضراء فقط، التي تتواجد فيها والتي لا تتجاوز مساحتها على بضعة أميال فقط وتحقيق الأمن والاستقرار فيها، كيف تستطيع السيطرة على إقليم في شمال العراق لها رئيس لا يختلف عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين وحكومة ووزراء وبرلمان وقوات مسلحة مدربة ومجهزة بأفضل وأحدث التجهيزات والمعدات الأمريكية، ولمقاتليها خبرة كبيرة وطويلة في القتال، قاتلوا وحدات الجيش العراقي سنوات عديدة في الجبال والوديان. الحكومة العراقية الحالية التي لم يفلح أعضاءها إلا في ترك بصماتهم خلف الجرائم والدمار والفساد الإداري والمالي الذي يشهده البلاد لأول مرة في تاريخه، ضعيفة إلى درجة لا تستطيع أن تبدي رأيها في أي شأن يخص حكومة الإقليم لا من قريب ولا من بعيد وكأن الإقليم ليس بجزء من العراق وحكومته لا تربطها أية علاقة بالحكومة المركزية سوى مطالبة إدارتها المركز للحصول على حصة الإقليم من موارد وخيرات العراق. فمثلما فضلت حكومة السيد نوري المالكي السكوت إزاء أمر رئيس الإقليم السيد مسعود البارزاني في تنزيل العلم العراقي وعدم رفعه في إقليمه، لم يتمكن السيد المالكي وحتى أحد أفراد طاقمه من الضغط على حكومة الإقليم لكي تطرد المنظمات الإرهابية من شمال العراق وتنقذ شعبها من تهديدات الجيران في التدخل لمطاردة فلول أولئك الإرهابيين المناوئين لهم. يبدو أن الزميل أبو مجموعة النخلة العراقية يجهل بأن أرض شمال العراق أصبحت ومنذ عام 1991 وكرا لعناصر المخابرات الأمريكية والإنكليزية والإسرائيلية والروسية ودول أوربية وآسيوية أخرى ولمقاتلي المنظمات الإرهابية المعادية لتركيا وإيران وسوريا وتلبي حكومة الإقليم كافة احتياجات مقاتلي تلك التنظيمات وتستقبل مستشفيات الإقليم جرحاهم وقتلاهم وتعالجهم وتقدم لهم أفضل الخدمات. فبالله عليكم بأي حق ندين ونستنكر تهديدات جيراننا في مطاردة إرهابييهم الذين نأويهم في أراضينا ونمهد لهم السبيل في الانطلاق لتنفيذ العمليات الإرهابية في دول الجيرة ويقتلوا الأبرياء من الأطفال والنساء بدون ذنب؟ أليس من الواجب علينا ن نطرد أولئك القتلة والسفاحين من أرضنا أولا قبل أن نحاسب تلك الدول على تهديداتها لنا؟ أ نقبل نحن من أحد الدول الجارة للعراق بأن تأوي الإرهابيين الذين يستخدمون أراض تلك الدول لينطلقوا منها لمهاجمتنا وقتل أبناءنا؟ فلو كان مقاتلو تلك التنظيمات يناضلون من أجل حرية شعوبهم حقا مثلما يدعي بعض الشوفينيون فلماذا يهاجمون القرى القريبة من العراق والتي جميعها كردية ويقوموا بقتل الأبرياء من أبناء جلدتهم باستمرار؟ حزب العمال الكردي والذي غير أسمه عدة مرات بعد القبض على زعيمه عبد الله أوجلان من قبل الأتراك وسجنه في جزيرة إيمرالي التركية، حزب إرهابي له تاريخ طويل في قتل الأطفال والنساء وتجارة المخدرات وورد جميع أسماءه في قوائم التنظيمات الإرهابية التي تنظمها المنظمات العالمية. ولعلم الزميل بأن دولته العراق هي من ضمن الدول التي اعترفت بكون هذا الحزب بتنظيم إرهابي حاله حال التنظيمات الإرهابية الأخرى. فلا أدري من أين جلب الزميل حسين علي غالب معلوماته بأن الحزب تحرري ومعروف في النضال عالميا؟ ولا أدري من أين جلب معلومة دخول القوات التركية شمال العراق لدفاعها عن الشعب التركماني لكونه جزء من الشعب التركي، لأنني لم أسمع يوما ما قائدا عسكريا تركيا أو مسئولا حكوميا قال بأن الجيش التركي ينوي اجتياح شمال العراق لحماية التركمان من الميليشيات الكردية أو الحكومة العراقية. الجيش التركي سيجتاح شمال العراق عاجلا أم آجلا لو لم تسارع حكومة الإقليم إلى تطهير جبال قنديل من أولئك الحشرات الضارة وطردهم إلى من حيث أتوا. وأما بالنسبة للتركمان فلم يكونوا يوما ما جزءا من الشعب التركي ولكنهم أي التركمان والأتراك وبقية الشعوب الناطقة بالتركية هم أجزاء من الأمة التركية الكبيرة والتي تزيد قوامها على 300 مليون نسمة. فمثلما من حق عرب تركيا وإيران أن يعتبروا أنفسهم جزءا من الأمة العربية ومن حق أكرادها أن يعتبروا أنفسهم جزءا من الأمة الكردية فنحن من حقنا أيضا أن نعتبر أنفسنا جزءا من الأمة التركية التي حكمت معظم بلدان العالم مئات السنين ونطلب مساعدتهم لنا مادامت حكومتنا العراقية عاجزة عن تحقيق مطالبنا التي لا تتجاوز على حقوقنا المشروعة حالنا حال بقية مكونات الشعب العراقي . خلاصة الكلام وبدون مقدمات ومؤخرات وتفليق الأكاذيب وتزوير الحقائق وخلط الأوراق بعضها بالبعض على الزميل حسين علي غالب وبقية الزملاء الذين يهمهم مصلحة شعبهم الكردي قبل بقية شعوب وادي الرافدين أن ينصحوا حكومتهم حتى يطردوا أولئك الإرهابيين القتلة الأشرار من أراضينا ويسدوا الباب على وجه التهديدات التركية لاجتياح شمالنا الحبيب والله يحب المحسنين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |