سؤال مهم جدا يجب ان ندرسه جيدا ونحلل مضامينه وندقق في ابعاده ليكون الجواب حياديا وموضوعيا ومقنعا .
وقبل ذلك يجب الاجابة على مجموعة اسئلة فرعية متعلقة حتى نصل الى الجواب الرئيسي.
ومن تلك الاسئلة حول امكانية ايجاد المالكي لمن يحمي ظهره بعد تخليه عن تحالفه الوطيد مع الصدريين وهو يعلم انهم من اوقف عملية الاطاحة به طوال فترة المؤامرات التي حيكت ولازالت تحاك ضده وضد حكومته ، وهل نسي انهم من اوصله الى هذا المركز بعد صراع دراماتيكي مع المجلس الاعلى .. هل ما يسمعه من تطمينات ودعم من رئيس الولايات المتحدة وكذلك الرئيس العراقي قد اوهمه بان المكان محفوظ والموقع محمي ان تخلت الكتلة الصدرية عنه ، ام ان بعض مستشاريه (الخليط) من بعثيين وصداميين ومخابرات قد اشاروا عليه بان التكتل (المعتدل ) هو الضمان ولا داعي للتمسك بالتيار الصدري المكروه من قبل امريكا ، فلا وجود لحليف دائم لان المصالح هي الدائمة كما يقول السياسيون المترفون ..
وبنظرة موضوعية لتلك الاسئلة نكون ازاء اجابات موضوعية وواقعية ايضا، فمن يا ترى يمكن ان يكون درعا للمالكي في مرحلة عصيبة بل هي الاشد وطأة على الحكومة من كل النواحي .
فان قيل ان افضل دعم هو الدعم الامريكي ، فذلك امر مشكوك فيه لعدة اسباب اولها ان امريكا لا تعترف بصديق ولا حليف وصدام خير نموذج على ذلك ، والسبب الاخر ان الادارة الامريكية هي الاخرى تمر بمحنة عصيبة جدا وتعاني من مرارة الفشل في العراق وافغانستان والضغوط من قبل الحزب المعارض مستمرة وآخرها مشروع الاطاحة به وهذه اول مرة في تاريخ امريكا يصل فيها الامر لذلك .
اما الاعتماد على كلام ودعم الرئيس العراقي جلال طالباني الذي بات في الاونة الاخيرة يكثر من كلمات الدعم للمالكي ويمدحه في مناسبة وغير مناسبة وهذا امر غريب اشك في نواياه ، فهذا الرجل وحزبه لديه سابقة مع الدكتور الجعفري لا يمكن ان يكون المالكي قد نسيها بسهولة.
اما نفي الدكتور عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي لموضوع اسقاط الحكومة فهذا امر لا يمكن تصديقه فالمجلس الاعلى يموت ولا يتخلى عن حلمه الكبير في رئاسة الحكومة كما قرأنا عن ذلك في ( اسباب تنحية الجعفري) المنشور بقلم مستشار الجعفري الاعلامي اما طارق الهاشمي لا يمكن ان يستمر نائب لرئيس كردي وفي حكومة شيعية (المظهر) لان هذا حرام في شرعه كما هو معلوم .
فمن بقي اذا لكي يعتمد عليه المالكي ؟
بقي فقط الاعتماد على الشعب الذي يعتقد (هو طبعا) انه يحبه ويحب حزبه الذي عانى في سبيل اسقاط الدكتاتورية البعثية ، وهذا كلام صحيح ومقبول الى حد ما ، ولكن ، بمعادلة بسيطة لنقسم الشعب العراقي الى ثلاث فئات (مضطرين) وهي السنة والأكراد والشيعة .
فالأكراد لا يحبون إلا مصلحتهم حتى لو مع (خلف العليان) والسنة يكرهون المالكي ولا يمتلك هناك اية شعبية تذكر والانتخابات الماضية هي
الدليل ..
اما الشيعة فأغلبيتهم من التيار الصدري وخصوصا في الوسط والجنوب والتظاهرات المليونية شاهد ، فهل سيبقى هؤلاء يتعاطفون معه ان فتح النار عليهم ؟ الجواب بالنفي طبعا .
البقية الباقية متوزعة بين انصار المجلس والفضيلة والبعثيين وجميعهم لا يفضلون حكمه!!
فماذا بقي للمالكي ؟!!
اعتقد ان السيد رئيس الوزراء قد تسرع كثيرا حين اطلق النار وفتح باب الانتقاد اللاذع لحلفائه ، ولو كان ما قاله صحيح وان هناك بعثيين مندسين في صفوف التيار الصدري ، اما كان من الاولى ان يكون النقاش مع قياداتهم بشكل سري لكي لا يؤخذ هذا الموضوع بحساسية من قبل الصدريين خصوصا وهم يرون جفاء غريبا من قبل الحكومة تجاههم اضف الى ذلك ان اغلب الاحزاب والحركات قد شرّعت ابوابها لاستقبال عناصر من حزب البعث ورجال الامن والمخابرات وهذا امر غير مجهول بالنسبة للمراقبين والمتابعين بل ان بعضها يعتبر البعث والبعثيين عموده الفقري! وشيء اخر ايضا ان هناك مصالحة يقودها رئيس الحكومة مع اسوأ خلق الله اما كان من الاصح ان تكون المصالحة مع المندسين مع التيار الصدري وإبداء النصح والإرشاد لهم قبل فتح النار عليهم ورميهم لقمة سائغة بيد القوات الامريكية والبريطانية التي لا ولم
تتوان عن ضرب التيار الصدري اينما وجد !!
لذا فمن الافضل ان يتدراك رئيس الوزراء ما قاله ويوضح مقاصده بشكل يريح الصدريين لان الوقت ليس بصالحه مع المؤامرات التي لا زالت تحاك ضده من قبل (الفرقاء) !
بقي شيء واحد يجب الاشارة اليه وهي احتمالية وجود ضغوطات كبيرة على السيد المالكي كما قال النائب بهاء الاعرجي وان الرجل كان محرجا فهو ( يرقص مذبوحا من الالم ) .
وفي كل الحالات فمن مصلحة معارضيه ان تكون هناك فجوة وقطيعة مع التيار المناصر له واعتقد انهم السبب الرئيس في كل ما يجري على الساحة العراقية من توتر امني وسياسي .
العودة الى الصفحة الرئيسية