|
رحلة حول العالم على ظهر بعير البعير العربي صاحب الحسب والنسب قتله الدولار الامريكي
توما شماني – تورونتو / عضو اتحاد المؤرخين العرب شخبطة على الحائط رحلة حول العالم على ظهر بعير هي في حقيقتها رحلة حول التاريخ على ظهر بعير، فالكثير من المثقوفين والمتنورين والاساتذة الذين يقرأون التاريخ عندنا يستروحون على الارائك الوثيرة ويستعينون بالانسكلوبيديات والكتب المكدسة، يتصورون ان التاريخ قد دون على العقترون (العقل الالكتروني) او بالحسترون (الحاسبة الالكترونية) والصحون التلفزيونية والاقمار الاصطناعية والصحون الطائرة. هؤلاء الذين يقرأون التاريخ هم من النوامين لان التاريخ عندهم شوربة عدس وبطيخ. لو نظروا امام مرآة التاريخ لوجدوا التاريخ انما كتب على ظهور البعران والقيان والخصيان. فعمر بن ابي ربيعة عندما قال (وتعرت ذات يوم تبترد) لم تكن تلبس البكيني ولا جينس كرستيان ديور ولا كريمات نينا ريتشي ولا اصباغ الاظافر ولم يكن عندهن الصوابين المعطرة انما كانت تتمنطق برداء من شعر الابل وترطب شعرها ببول النعران، وليس هناك من ستيان او لبسان. ولم يكن كثير عزة يمتطي سيارة كاديلاك امريكية كما يفعل الآن احفاد قبائل (عنزة)، كان كثير عزة كغيرة من شعراء التشبيب والهيام بريا وليلى وجنينة، ولم يكونوا يحملون التلفونات النقالة ولا يأكلون كلابا حارة من دكاكين ماكدوبالد في المنتشرة الآن في فيافي وقفار الصحاري، انما كانت الناقة والبعير محور حياتهم اذ لم يكن عنهم عندما يرودون السعودية وام يكن لديهم اغذية معلبة بل كانوا يشربون حلبان وابوال البعران المقوية لجسم البدوي العربي الاصيل في كرومازوماته وقوة نظرة فقط، بل كانتهذه الحلبان وابوال البعران اكثر فعلا من فياغرا اليوم التي تنتجها موسسات انتاج الادوية الامريكية ويبيعونها في السعودية بالاظافة الى سكائر اللكي سترايك. ليس هذا في الجزيرة اليابسة فقط بل في العراق ايام المناذرة في الحيرة، حيث كان المنخل اليشكري ينشد شعرا يقول فيه (احبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري). واذا استعرضنا الحياة في الحجاز في صلب التاريخ في الايام الخوالي نجد ان كل مافيها يتركز على البعران ولولا البعران ماكان للحجاز تاريخا ولا كانت المملكة العربية السعودية الآن ففي تلك الممتدات من الرمال كانت جميع اركان الحياة تدور حول البعران. فالبعران كانت نقطة الدائرة في المعانلات التجارية ولم يكن هناك آنذاك بنوكا كالبنوك القائمة في السعودية الآن التي تدار بنقرات القمبيوطرات في اعمالها. لم يكن آنذاك في بلاد العربان والبعران صكوكا بنكية كما هم يحملونها الآن. فقد كانت ارصدة الميسورين آنذاك اعداد البعران التي يمتلكها فلان او فلتان، ف احد كبار الرأسماليين في التاريخ آنذاك كان 20 الف من البعران. كانت البعران العملة االماقبلة للدولارات الآن في السعودية فمن يمتلك بعرانا اكثر فهو الاكثر قوة والاكثر غنا وثراء وااصخاب البعران بوسعهم انتقاء الجميلات والتمتع بمحاسنهن زكانت البعران امهارهن زكلما كانت المرأة الاكثر قتلا بعيونهن كلما زاد مهرها من البعران واذا طلقت يمنح والدها بعرانا. اما الحكام والرؤساء فلم يكن لهم الخيار غير البعران، تصورا معاوية ابن ابي سفيان عندما انتقل الى دمشق لم يمتط طيارة نفاثة بل بعرانا نقلت كل كوادر الدولته ومريديه وجنوده وسيوفة ودروعه وعائلته على ظهور البعران واذ نظرنا الى الجماعات التي صاحبت معاوية بن ابي سفيان فانه لابد قد حمل ذهبه وممتلكاته بما لا يقل من العشرة الاف من البعران وهذا يدل اشد دلالة على ان البعران هي التي انشأت الدولة الاموية، الا انهم يوم استقروا في دمشق تعلموا فنون الطبخ التي كانت دارجة من اهل بيزنطة اما خالد بن يزيد ابن معاوية في هذه الديار فاخذ يحتسي الراح بالراح، من معتق نبيذ العنب الذي كان ينقل الى الجزيرة سابقا في رحلة الصيف. النبيذ لم يعهده اهل الحجاز كلهم غير آل امية فقد كانوا اغنى اغنياء الجزيرة والقيمون على الكعبة قبل الاسلام وكانوا محتكروا بير زمزم ومحصلوا الجبايات والمسيطرون على قوافل البعران، التي تتجه صيفا صوب بلاد الغساسنة وشتاء الى اليمن وكانوا يملكون المال والجاه. كانت صناعة انتاج النبيذ تكنولجية موروثة عرفها الغساسنة لوفرة الاعناب في شمال الجزيرة، وكانت جزء من حياتهم عدى ذلك فقد كانوا ورثة بيزنطا في تكنولوجيات الطبخ والنفخ وكان الشاعر الاخطل يدخل على الخليفة مخمورا. ولا تزال تركيا الآن تتمتع بالمطبخ اذ عندما غزى السلاجقة تركيا لم يحملوا معهم ثقافة ولا ارثا ويكانوا حفاة يركبون البعران. الغساسنة كانوا ورثة مملكة زنوبيا ملكة الصحراء وكانت تلك امبراطورية البعران دون منافس فقد كانت تقوم على الصحراء في قلب الصحراء وكانت ملتقا لقوافل البعران الأتية من الشرق واالغرب ثم راحلة من حيث اتت وكان كل نظامها الاجتماعي والكياني قائم على البعران لانها كانت حافلات قاطعات الصحراء ذوات العشرين عجلة التي تقطع الربع الخالي في هذا الزمن، البعران قاطعات الصحاري والقفار لم تكن مزودة بالبوصلات ولا قومبيوطرات تحديد المواقع والاتجاهات عبر الاقمار الاصطناعية، بل تعتمد ملكة البعران على حفظ الشعاب والطرق وتتحسسها، حيث تطبعت الوحدات الحياتية في ادمغتها وتبرمجت على حياة الصحراء والقفار في كل مافيها من وشحة مياه. حرارة ورمال، والاكثر دراماكية ان البعران قد تبرمجت عبر ادمغتها على الاحساس بتواجد المياء في القفار، كما تحمل في اجسامها برادارات تقيها من الشموس، وذاكرتها القوية في عدم نسيان الكرق التي راجتها من قبل. ولو فحص العلماء مقدرة البعران في عدم النسيان لفاقت قدرات ادمغة اينستاين وسفير المملكة العربية وعمداء جميع جامعات الثرثرة المتواجدة في السعودية وخريجيها ورئيس الجامعة العربية والكاكا جلال واصحاب العماثم السود والبيض وبعض اساتدة الجامعات العرب هنا في تورونتو حيث تجدهم عندما يتحدثون كانهم ليسوا اساتذة بل اصحاب عمائم بيضاء او سوداء. وعنما كان سفراء بني امية يحملون رسائل الدولة لم تكن آنذاك طائرات نفاثة تنقل الرسائل عبر العراق او مصر بل كانوا يرسلونها على ظهور البعران، كانت الرسالة تأخذ اسابيعا وشهورا حتى تصل مثلا جنرالهم الحجاج بن يوسف الثقفي الذي بعثوه للعراق الذي اصبح شعارا للعراق،اما الخراج الذي كان يجمعه الحجاج بالسيف وقطع الرؤوس فلم يكن يبعث بالطائرات التي يحرسها رجال يحملون الرشاشات بل كانت تلك الخزائن ترسل على ظهور البعران يحرسها ما لايقل عن الف حارس على البعران خوفا من قطاعي الطرق الذين يكثرون في ارجاء الامبراطورية. ولا تتصوروا انه كان في العصور المواضي بنوكا كبنك الرافدين او بنوك السعودية التي تأخذ الربى تحت العباءات. لم يكن هناك في ذاك الزمن وال ستريت والا ستوك اكسجينج او بورصات فقد كانوا بنوا امية في ذاك العهد هم اصحاب البورصات وبنوك المال ولم يكونوا يتعاملون بالدرولارات كما يحدث الآن في السعودية بل كانت البعران هي العملة القائمة في تلك العصور. كانت مرابع البعران وهوادجها في الجزيرة العربية فراديس ونوادي الحب والعشق والهيام والتشبيب بالحبيبات الحسناوات اللميعات وهن متكأت في هوادج البعران، لن ننسى ما قالته عشيقة امرأ القيس التي صاحت به (عقرت بعيري يامرء القيس فانزلي). ولن ننسى عمر بن ربيعة المدلع الذي عاش حياة الدلع والغزل متنقلا على بعيره العربي الاصيل بين الواحات حيث الجميلات يتجمعن حول البئار وعندما يشاهدن عمر الجميل الطلعة تقف لغة الكلام لتبدأ لغة جفون العيون النجلاء والكحلاء والوضحاء والرموش القاتلات التي يهيم بها عمر بن ابي ربيعة، الذي قلت عنه مرة كان عمر بن ابي ربيعة باريسيا وليس راكب بعران. وفي دواوين عهود البعران اناشيدا وقصائدا طويلة لا استطيع ادراجها الأن. لعل اوضح ما قاله جميل بثينة صاحب البعير (يقولون جاهد ياجميل بغزوة واي جهاد غيرهن اريد). في العصر العباسي الذي اشاد به احد الخطباء، كان عصرا عاليا اذاك لكنه كان عهد بعران ايضا فالخليفة الكبير هارون الرشيد كما قال عنه مدونوا التترخة، كان يخرج الى الحج عاما ولا يقولون على ظهر بعير مع مسيرة لا يقل عددها عن المائة من البعران وقيل انه كان يمم وجهه شطر بيزنطة راكبا بعيرا مع جيش من المسلحين على البعران. وهذه احدى فبرقات المتترخين للتاريخ، وعندما كان يقوم برحلتين فمن كان يدير الامور في بغداد وماذا كان الجواري يفعلن وهن على اسرتهن الوفيرة. وقد وضاح اليمن الشاعر الذي قال مرة (سعيت اليها بعدما نام بعلها) قبل ذلك. فهل كانت الجواري يمارسن الجنس مع حراس القصر من الخصيان. وعندما ارسل هارون الرشيد سفيره الى شارلمان خرج على هودج بعير، لان ركوبا على جواد اذ ان ركوب الجواد ليس مريحا له خاصة اذا كان السفير مصابا بالبواسير، لهذا كان يجلس على هوادج البعران. اما الآن فان سفراء المملكة السعودية يرسلون رسلهم الى الامم المتحدة على ظهور نفاثات فوق الصوت، واذا كان السفير السعودي مصابا بالبواسير فان في الطائرة النفاثة مرحاضا معقترا وبوسع السفير السعودي ان يريح نفسه على المرحاض ليدخل في مؤخرته صاروخا (بعبوصا) صغيرا من انتاج شركة (فايزر) الشركة الامريكية لصنع الادوية، ثم يلف غلاف الدواء ويلقيه بسرية في الكرسي المرحاضي ويشطفه بالماء دون ان تعلم بذلك الموساد الاسرائلية ولهذا يمكنه مقابلة كوندليزا رايس وهي تضع ساقا على ساق فيستطيع مشاهدة ورقة العنب التي تلبسها كوندليزا رايس. اما في الماضي فعندما قابل سفير هارون الرشيد، شارلمان كان مصابا بالهرشة الدبرية وهذا ما لم يذكره الجلبي في كتابه (كيف تسرق بعيرا وتخفيه في علبة كبريت) وكتابه الآخر (الهرشة الدبرية في البلدان والاوطان). وعودة الى البعران اود ان اقول لكم ان مرابط البعران كانت وكالات للانباء اذ لم يكن في عصور البعران راديوات او تلفزيونات او او او اما مرابط البعران فقد كانت مصادرا للانباء القادمة القادمة اوالرائحة وكانت مربط البعران في ذاك الزمان فنادقا لا تحمل النجمات السبع التي تحملها الان فنادق الكونتننتال والهوليديه الامريكية المتواجدة في الآن السعودية. في الماضي كان اصحاب البعران في الفيافي يعتبرون ابوال البعران عطية للعرب لم يعطها الله لغيرهم وكان البول دواءعلاج الجروح والتقرحات ولغسل الشعر واطالته والتخلص والحفاض على صحته وحيويته ليس هذه فان المملكة العربية السعودية لاتزال تتفاخر بالبعران وحليب البعران وابوال البعران كغذاء ودواء فابوال البخران كانوا سيخدومها في ليس في غسل شعر الجميلات كبثينة وهند وعزة وليلى وغيرهن من عشيقات الشعر ويستخدمنه في مسح قشرات ايديهن وكن وكان القوم آنذاك في عادة شرب ابوال البعران لعلاج آلام البطن والعيون والصدر والجروح ولم يكن لهم من دواء آخر. حتى قالوا (وأنفع الأبوال بول الجمل الأعرابي وهو النجيب) وبعظهم يقول ان هذا ما ذكره ابن سينا. وجاء في مقال في جريدة الاتحاد الاماراتية أهل البادية يسمون بول البعران (الوَزَر) يؤخذ مقدار فنجان قهوة أي ما يعادل حوالي ثلاثة ملاعق طعام من بول الناقة ويفضل أن تكون بكراً وترعى في البر ثم يخلط مع كاس من حليب الناقة ويشرب على الريق). ونصيحتي لهؤلاء المثقفين والاساتذة في العالم وفي تورونتو اوصيكم اخذ (مقدار فنجان قهوة أي ما يعادل حوالي ثلاثة ملاعق طعام من بول الناقة ويفضل أن تكون بكراً وترعى في البر ثم يخلط مع كاس من حليب الناقة ويشرب على الريق) والى فصول اخرى من (رحلة حول العالم على بعير). توما شماني – تورونتو عضو اتحاد المؤرخين العرب
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |