ربما سيكون كل_'c7مي جارحا وواخزا بعض الشيء وسيقول الكثير عني ( هسه أنته ما مادح أحد؟). ولأنني تعودت أن أقول الحق ولو كان على نفسي فالموضوع الذي أنا بصدده هو موضوع المديح المفرط و كان يجب أن يتجاوزه الشعراء خاصة الشعبيون منهم بعد أن سقط النظام وكان الناس يمدحون لغرض الأنتفاع بالمكارم السخية أو أن يكونوا مقربين أكثر من المسT'c4ولين أو لغايات أخرى . وبعد السقوط أدعى مئات الشعراء أن النظام السابق كان يجبرهم على مدحه . ولا بأس أن نمتدح شخصا مسؤولا كان أم مثقفا أو صديقا أن كان يستحق المديح ولكن حينما يكون المديح تملقا ويزيد عن حده يكون جريمة بحق الشعر .. وأن ما حدث في مكان ما في مدينة الحلة قبل مدة قصيرة جعلني أخجل وأستصغر نفسي أمام زملائي من الصحفيين الذين يعرفون انني شاعرا شعبيا حيث بدأت كلمات التجريح تنهال عليهم من الجميع عندما وجدوا أنه لا يوجد أي داع من المديح المفرط للشخص المسؤول الذي حضر مع أحترامنا لمنصبه ونضاله الطويل من أجل العراق . وأصبحت أسمع (والله عيب همه ذوله الشعراء ) و(هذا مو شعر هذا جداوة ) وهكذا . تمنيت لحظتها أن تبتلعني تلك القاعة التي جمعتنا مع أحد المسؤولين الذي تناوب على مدحه أثنان من شعراءنا الأشاوس فلم تكفيهم القصائد التي ألقوها في قاعة الأجتماع فتبعوه الى قاعة الغداء والسيد المسؤول يأكل والشعراء يلقون قصائدهم بتناوب حتى قرأ كل شخص فيهم طيلة وجبة الغداء خمسة قصائد وقد شبهوه بالقمر واخر قال انك حافظت على عقال رأسنا حينما أراد أن يسقط فيما عاد الأخر ليمدحه مديحا ليس له مثيل وأوصله الى منزلة كبيرة تصل الى منزلة الأله وكل هذا موثق ومسجل .. يا ألهي أننا في محنة اسمها المديح حتى كره الناس الشعر والشعراء كل هذا كله من أجل أن يوعز المسؤول لسكرتيره الشخصي ليسجل من قرأ الشعر في حضرته ومن ثم ارسال مبلغ من المال بعد مدة ليست قصيرة هذا المال الذي مهما كثر لا يساوي شيئا أمام الكرامة التي سقطت على الأرض في حضرة السيد المسؤول والتي أضاعها هؤلاء الشعراء الذين أساءوا الى الشعر والشعراء .. وأذا كان الشعر هكذا واذا كان الشعراء بهذه الدرجة من التدني فأنني بريء من الشعر والشعراء ..

العودة الى الصفحة الرئيسية